تلميح السعودية بخفض إمدادات النفط يثير ذعر مصافي آسيا

صورة جوية لصهاريج تخزين النفط في ضواحي نينغبو، مقاطعة تشيجيانغ، الصين
صورة جوية لصهاريج تخزين النفط في ضواحي نينغبو، مقاطعة تشيجيانغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثار تلميحٌ سعودي بأن "أوبك+" قد يخفض إنتاج النفط فزعاً لدى المصافي في آسيا، وسط تحذيراتٍ من أن مثل هذه الخطوة قد ترفع الأسعار، وتشكّل حالة من عدم اليقين، في وقتٍ صعب بالفعل لقطاع التكرير بأكبر منطقة مستوردة للخام.

وفقاً لمتحدث باسم "إس كيه إنوفيشين" (SK Innovation)، طلب عدم الكشف عن هويته احتراماً لسياسات الشركة، فإن خطوة خفض الإنتاج؛ "ستؤدي لتسريع الزيادة في أسعار النفط، ما يؤدي إلى مزيد من عدم اليقين على أعتاب فصل الشتاء، حيث الطلب على وقود التدفئة مهيّأ للارتفاع، لاسيما في ظلّ أزمة الطاقة الأوروبية".

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي يمثل أكبر مُنتِج للنفط في منظمة "أوبك" وتحالف "أوبك+"، أشار في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز"، مساء البارحة الاثنين، إلى احتمال خفض الإنتاج مع توجه أسعار الخام العالمية في أغسطس إلى انخفاض شهري على التوالي. مُعتبراً أن عقود النفط الآجلة والسوق الفورية أصبحتا منفصلتين عن بعضهما بشكلٍ متزايد، وأصبحت السوق تعاني من حال "انفصام"، ما قد يتطلّب من منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وحلفائها تقليص الإمدادات، على حدّ قول الوزير السعودي.

بلومبرغ: وزير الطاقة السعودي يقول إن انعزال عقود النفط الآجلة عن الواقع قد يدفع "أوبك+" للتحرك

النفط يرتفع بعد تصريحات سعودية بتحرك "أوبك+" لدعم استقرار السوق

يأتي توقيت تدخُّل الرياض في منعطفٍ معقّد، فأسعار الغاز الطبيعي آخذة في الارتفاع، خاصةً في أوروبا، حيث تضيّق موسكو العضو في تحالف "أوبك+" الإمدادات بعد غزو أوكرانيا. ويزيد ذلك من المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي في كبرى الاقتصادات العالمية، فيما ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح التضخم، ومع تحضير الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لتشديد القيود على تدفقات الطاقة الروسية.

100 دولار للبرميل

المتحدث باسم "إس كيه إنوفيشين"، أكبر شركة تكرير نفط في كوريا الجنوبية، نوّه بأن التصريحات السعودية؛ "تزيد من عدم اليقين بشأن الأسعار، وكذلك بالنسبة لهوامش صناعة التكرير، والخطط المستقبلية لعمل المصفاة".

ارتفع سعر مزيج خام برنت بما يصل إلى 1%، اليوم الثلاثاء، متجاوزاً 97 دولاراً للبرميل، بعدما ساعدت تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان العقود الآجلة على محو الخسائر الحادّة التي تعرّضت لها خلال يوم الاثنين. ومع أن سعر النفط تراجع بشكلٍ كبير عن المستوى القياسي الذي بلغه في مارس قرب 140 دولاراً للبرميل، فقد ظلّت الأسعار أعلى بنسبة 40% عما كانت عليه قبل عام.

"ربما تكون تعليقات المملكة مدفوعة بتوقع تباطؤ في الطلب على النفط، مع ارتفاع التضخم في أوروبا والولايات المتحدة، فضلاً عن المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي في الصين"، بحسب لين كيه ين، المتحدثة باسم شركة "فورموزا للبتروكيماويات" (Formosa Petrochemical) التايوانية.

لين أضافت: "أعتقد أنهم يتوقعون أن الطلب قد يتباطأ أو حتى يتراجع، لذا يتخذون هذا الإجراء مسبقاً للحفاظ على حالة العرض والطلب". متوقعةً أن يحاول تحالف "أوبك+" الحفاظ على سعر قريب من 100 دولار للبرميل؛ "إذ لو ارتفعت الأسعار أكثر، فسيؤدي ذلك إلى تضخم حاد، وبالتالي إلى انخفاض الطلب".