"كريدي سويس" يسعى إلى خدمة مجموعة أوسع من أثرياء العالم

لافتة فوق مدخل فرع "مجموعة كريديه سويس" المصرفية في جينيف بسويسرا.
لافتة فوق مدخل فرع "مجموعة كريديه سويس" المصرفية في جينيف بسويسرا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقوم مجموعة "كريدي سويس" (Credit Suisse Group) حاليا بإعادة تخصيص مواردها في إطار سعيها لجذب أعمال من قطاع أوسع من العملاء الأثرياء، حيث تركز المجموعة المصرفية أكثر على نشاط إدارة الثروة وسط تخفيض نشاطها في قطاع بنوك الاستثمار المأزوم.

"كريدي سويس" يتكبّد خسائر فصلية بقيمة 1.6 مليار دولار في ضربة جديدة للتعافي

سيعيد البنك، الذي يتخذ مقره في مدينة زيوريخ، تكليف المستشارين للعمل بوحدته التابعة "برايفيت بانكينغ إنترناشيونال" (Private Banking International) المتخصصة في إدارة الثروة ويقودها رفائيل جاسر، بحسب مذكرة أُرسلت يوم الثلاثاء إلى العاملين واطلعت عليها "بلومبرغ"، وذلك بهدف زيادة التغطية للعملاء أصحاب الثروات العالية في العالم إضافة إلى شريحة من فاحشي الثراء، وفقاً للبنك.

ما يصل إلى ثلث مديري العلاقة بالعملاء الذين يديرون أصولاً لعملاء في سويسرا ولا يعملون حالياً تحت مظلة شركة "برايفت بانكينغ إنترناشيونال" سيُعاد تكليفهم للعمل بالشركة، وفق تصريحات شخص مطلع على الأمر. وتقلل هذه الخطوة، من الناحية العملية، تركيز البنك على مجالات النشاط الإقليمية عن طريق توجيه أغلب المديرين إلى خدمة العملاء من أصحاب الثروات العالية في هذه الشركة وحدها.

إصلاح استراتيجي

بعد عدة فصول من نتائج الأعمال الضعيفة والأزمات، يعمل الرئيس التنفيذي الجديد لبنك "كريدي سويس" أولريتش كويرنر على إصلاح استراتيجي ثان خلال عام واحد، ويتخذ إجراءات أشد قسوة في بنك الاستثمار الذي يحقق الخسائر. وفي حين أن البنك ألمح إلى زيادة التركيز على نشاط إدارة الثروة منذ العام الماضي، فإن إصلاح الاستراتيجية يزيد من الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الجديد لنشاط إدارة الثروة فرانسيسكو دي فيراري بهدف تحسين أداء هذا القطاع.

إيرادات مديري الثروات حول العالم تتضرر من ركود تداولات أثرياء آسيا

في يونيو الماضي، قال بنك "كريدي سويس" إنه سيركز على مد نموذج تغطية العملاء الأثرياء إلى هونغ كونغ وسنغافورة. وفي ضوء قاعدة العملاء الأوسع وزيادة الإيرادات مقارنة مع شريحة فاحشي الثراء، التي تشير عادة إلى العملاء الذي تبلغ أصولهم 30 مليون دولار على الأقل، أضاف البنك أيضا أنه يهدف إلى زيادة الإيرادات الجارية من السوق الأوسع التي تضم أولئك الذين يمتلكون أصولاً سائلة تتجاوز المليون دولار.

يذكّرنا التركيز الأقوى على إدارة الثروات العالمية خارج صفوف المليارديرات عند بنك "كريديه سويس" بمقتضى هذه الاستراتيجية بمجموعة "يو بي إس" (UBS Group) المنافسة في زيوريخ. فهناك أيضاً يدفع الرئيس التنفيذي رالف هامرز إلى تغطية الطبقات الدنيا من أصحاب الثروة مع الاستحواذ على منصة المستشار الآلي "ويلث فرونت" (Wealthfront) الأميركية وإعادة هيكلة ذراع إدارة الثروة التابعة للبنك "غلوبال فاميلي أوفيس" (Global Family Office).

استراتيجية شاملة

عيّن بنك "كريدي سويس" ديكزيت جوشي، المدير المالي السابق لدى "دويتشه بنك" (Deutsche Bank)، في منصب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية، وصعد فرانسيسكا ماكدوناه إلى منصب رئيسة العمليات، في أول تغيير كبير على مستوى القيادة في عهد كويرنر. ففي شهر نوفمبر، وضع "كريديه سويس" استراتيجية شاملة على مستوى المجموعة المصرفية تتمثّل في تقليص نشاط بنك الاستثمار (ترويج وضمان الاكتتاب) وتحويل نحو 3 مليارات دولار من رأس المال إلى وحدة إدارة الثروة.

كيف تعيد شركات إدارة الأصول الكبرى رسم صورتها لتستهدف متوسطي الثراء؟

ماكدوناه، الرئيسة التنفيذية المنتهية ولايتها لمجموعة "بنك أوف أيرلندا"، عينت في الأصل خلال العام الحالي للإشراف على منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا عندما تنضم إلى فريق العمل في سبتمبر القادم. غير أن هذا الدور سوف ينتقل الآن إلى دي فيراري، الذي يدير المنطقة في هذه الفترة الانتقالية.

أعلن بنك "كريدي سويس" أنه سيعدّ خطة لإعادة هيكلة نشاط بنك الاستثمار بحلول شهر نوفمبر المقبل، عند إعلان نتائج أعماله عن الربع الثالث. وأحد الخيارات التي تجري مناقشتها هو احتمال ألا يصبح لنشاط بنك الاستثمار كيان مستقل، وفق تقرير نشرته "بلومبرغ" الأسبوع الحالي.