أميركا تحشد لتحجيم النفط الروسي والهند تشترط الإجماع لتحديد سقف سعري

عامل يقوم بتشغيل الصمامات في نقطة تسليم النفط في منصة آبار متعددة، تديرها شركة "روسنفت"، في حقل ساموتلور للنفط قرب نيجنفارتوفسك، روسيا
عامل يقوم بتشغيل الصمامات في نقطة تسليم النفط في منصة آبار متعددة، تديرها شركة "روسنفت"، في حقل ساموتلور للنفط قرب نيجنفارتوفسك، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحاول الهند التوصل لإجماع أوسع قبل أن تدعم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لوضع سقف لسعر النفط الروسي، الذي من المتوقَّع أن يضغط المسؤولون الأميركيون بشأنه خلال الأسبوع الجاري عندما يسافرون إلى مدينتي مومباي ونيودلهي.

تتردد الدولة الواقعة في جنوب آسيا، التي برزت كواحدة من أكبر مشتري النفط الروسي منذ غزو أوكرانيا، في المشاركة بالخطة ما لم يتم التوصل لإجماع آراء المشترين كافة، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأنَّ المداولات غير معلنة.

مناقشات هندية-أميركية

على الأرجح ستُنقل هذه الرسالة لنائب وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو وفريق عمله أثناء اجتماعات مع مسؤولين بالحكومة الهندية ومديري الشركات التنفيذيين، خلال الفترة من الأربعاء إلى الجمعة. وقادت رئيسة "أدييمو"، جانيت يلين، ووزارة الخزانة جهوداً لكسب تأييد الحلفاء لفكرة وضع حد أقصى للسعر، وهي خطوة من المتوقَّع أن تحرم روسيا من الإيرادات التي تموّل غزوها لأوكرانيا من دون استبعاد النفط من السوق والتسبّب في زيادة الأسعار.

قد تتوقف فعالية تحديد سقف لأسعار النفط على الالتزام من قبل عملاء كبار على غرار الصين والهند اللتين عززتا مشتريات الخام من روسيا عقب تحاشي غالبية المشترين لبراميلها بعد غزو أوكرانيا.

الخزانة الأميركية: وضع سقف لسعر النفط الروسي يجنبنا صعود البترول إلى 140 دولاراً

قال "أدييمو" خلال فعالية أقيمت في مومباي، اليوم الأربعاء، إنَّ التحالف من أجل وضع سقف لأسعار النفط الروسي توسّع، وقد التحقت بلدان عدّة به، مضيفاً أنَّه "لن يستبق بيانات التحالف".

نفط

مخاوف هندية

ينتاب صنّاع القرار في الهند مخاوف مفادها أنَّ الالتزام بحد أقصى للأسعار سيعرقل وصولها إلى الخام الروسي ذي السعر المنخفض، وفقاً لما ذكره الأشخاص. كما أنَّ ثالث أكبر مشتر على مستوى العالم، والتي تستورد 85% من احتياجاتها من النفط، اعتمدت على الإمدادات الروسية الأقل تكلفة للحد من التضخم الذي اقترب من 7% والعجز التجاري القياسي.

أوضح أحد الأشخاص أنَّه من المنتظر أيضاً أن يطلب "أدييمو" من الهند توسيع مراقبتها لمواقع بيع المنتجات المصنّعة من الخام الروسي. يأتي هذا الطلب بعد أن لفَت مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية الانتباه لوصول شحنة من مادة تستخدم في تصنيع البلاستيك المنتج في مصفاة هندية من النفط الروسي إلى نيويورك. وفرضت الولايات المتحدة في مارس الماضي حظراً على استيراد الخام والمنتجات البترولية المكررة الروسية.

روسيا تبسط عضلاتها في سوق النفط الهندية على حساب عمالقة "أوبك"

قال المتحدث باسم وزارة الخزانة مايكل كيكوكاوا إنَّ "أدييمو" موجود في الهند لمناقشة "عدّة قضايا"، بما فيها أمن الطاقة. وأضاف في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "كل الوسائل التي ستُناقش، بما فيها وضع سقف أسعار للنفط الروسي، وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وتمويل المناخ، ترمي إلى تقليص أسعار الطاقة على مستوى الهند والولايات المتحدة والعالم".

لم يعلق "كيكوكاوا" على طريقة نظر المسؤولين الهنود إلى تحديد سقف للأسعار. ولم يرد متحدث باسم وزارة المالية الهندية على الاتصالات التي تطلب التعليق على الموضوع.

الجهود الأوروبية

وافق الاتحاد الأوروبي على فرض حظر على واردات النفط الروسي المنقولة بحراً مع حلول نهاية السنة الحالية، إلى جانب المملكة المتحدة، التي تمنع شركاتها من توفير التمويل أو التأمين لمثل هذه الشحنات. ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن يوقف هذا الحظر كميات ضخمة من إنتاج روسيا من النفط، وأن ترتفع الأسعار عالمياً إلى نحو 140 دولاراً للبرميل.

استقر سعر نفط خام برنت، المعيار العالمي، يوم الثلاثاء فوق مستوى 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ بداية أغسطس الحالي، برغم أنَّه تراجع عن ذروته الأخيرة قرب 140 دولاراً في مارس الماضي.