أزمة الأسمدة في أوروبا تتفاقم مع خفض "يارا" إنتاج الأمونيا

ارتفاع أسعار الغاز يدفع الشركات لوقف أو تقليص عملياتها

المقر الرئيسي لشركة "يارا إنترناشيونال" والعلم الخاص بها
المقر الرئيسي لشركة "يارا إنترناشيونال" والعلم الخاص بها المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستفحل أزمة نقص الأسمدة الأوروبية إذ قالت شركة "يارا إنترناشيونال" (Yara International) عملاقة القطاع إن أسعار الغاز القياسية اضطرتها للحد من استخدام كامل طاقتها لإنتاج الأمونيا في المنطقة.

تتفاقم أزمة الطاقة التي تخنق إنتاج الأسمدة إذ يقلص المنتجون الأوروبيون مرة أخرى من عملياتهم التشغيلية جراء زيادة أسعار الغاز. تقديرات تشير إلى أن ما يفوق ربع قدرة المنطقة الإنتاجية من الأسمدة النيتروجينية فُقدت فعلياً.

تأثيرات الأزمة

تبرز التخفيضات تأثير أزمة الغاز في أوروبا على المستخدمين الصناعيين بالإضافة إلى فواتير الطاقة للمستهلكين. كما ينذر خفض إمدادات الأسمدة بدفع المزارعين حول العالم للحد من استخدام المغذيات اللازمة لزراعة المحاصيل، ما يهدد بجني محاصيل أقل بينما يناضل العالم في مواجهة صعود أسعار مواد الغذاء.

هل يستطيع العالم إطعام نفسه؟.. أزمة أسمدة تاريخية تهدد الأمن الغذائي

أوضحت "يارا" أنها قلصت استخدام الأمونيا إلى نحو 35%، من خلال التخفيضات الأخيرة التي أدت إلى تقليص ما يصل إجماليه لمكافئ 3.1 مليون طن من الأمونيا و4 ملايين طن من المنتجات النهائية عبر منظومة الإنتاج في أوروبا. يُعدّ الغاز هو مدخل الإنتاج الأساسي لغالبية الأسمدة النيتروجينية، بما فيها الأمونيا.

قالت الشركة ومقرها بأوسلو: "ستستغل يارا أينما أمكن نظامها حول العالم للإنتاج والإمداد لتحسين العمليات والوفاء بطلب العملاء، بما يتضمن مواصلة إنتاج النترات باستخدام الأمونيا المستوردة عندما يكون ذلك مناسباً".

حتى قبل عمليات التقليص الأخيرة لـ"يارا"، قدرت شركة "سي أر يو غروب" (CRU Group) أن 41% من قدرة إنتاج الأمونيا الأوروبية خارج أوكرانيا ستُخفض أو تُشغّل بمعدل متراجع للغاية، وفقاً للبيانات الأخيرة. بحسب "سي أر يو"، يُعتبر استيراد الأمونيا إلى أوروبا أرخص كثيراً حالياً من إنتاجها داخلياً.

غاز طبيعي

تعطيل الإنتاج

أعلنت شركة "سي أف إنداستريز" الأربعاء أنها ستوقف عمليات إنتاج الأمونيا بمصنعها المتبقي بالمملكة المتحدة، في حين خفضت شركة "غروبا أزوتي" (Grupa Azoty)، أكبر شركة مواد كيميائية لدى بولندا، إنتاج الأمونيا، كما أوقفت عمليات الإنتاج شركة " أنويل" (Anwil)، وهي وحدة تابعة لشركة النفط "بي كيه إن أورلن" (PKN Orlen) .

صعدت أسعار بيع الجملة للأسمدة لأعلى مستوياتها منذ عدة أعوام عقب غزو روسيا لأوكرانيا، ما نجم عنه اضطراب أسواق السلع الأساسية. تُعتبر روسيا مورداً كبيراً لكل نوع أساسي من مغذيات المحاصيل. في الآونة الأخيرة، أخذت الأسعار تتراجع، لكن هذا الاتجاه انقلب حيث خفض صعود أسعار الغاز الإنتاج الأوروبي بكميات هائلة.

تضرر صناع الأسمدة الأوروبيون بدرجة أشد جراء زيادة أسعار الغاز. كما واجه القطاع على مستوى العالم صعوبات جراء عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المفروضة على مبيعات البوتاس من بيلاروسيا وتحرك الصين للحد من شحنات التصدير. علاوة على ذلك، عانت تجارة المواد المغذية الروسية من شركات شحن عديدة وبنوك وشركات تأمين تفرض عقوبات ذاتية ومصاعب تتعلق بخدمة الصادرات الروسية.