حديث متشدد لـ"باول" يربك توقعات رفع الفائدة الأميركية

الأسهم تتهاوى بعد الخطاب و"ستاندرد آند بورز 500" يهبط 2.45%

جيروم باول، رئيس "الاحتياطي الفيدرالي".
جيروم باول، رئيس "الاحتياطي الفيدرالي". المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تهاوت الأسهم الأميركية في تعاملات الجمعة بعد الخطاب المتشدد الذي ألقاه جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال الاجتماع السنوي في"جاكسون هول"، ما أربك توقعات الفائدة قبيل اجتماع سبتمبر المرتقب للاحتياطي الفيدرالي.

عمّقت الأسهم الأميركية خسائرها عقب خطاب جيروم باول لتصل خسائر مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى 2.45%، فيما فقد مؤشر "ناسداك 100" نحو 3.1% من من قيمته، لتقترب الأسهم بذلك من تسجيل أسوأ جلسة منذ منتصف يونيو، كما تقهقر الذهب 1%. وضربت تلك التصريحات العملات المشفرة بقيادة "بتكوين" التي تسير في طريقها نحو تسجيل الخسارة الأسبوعية الثانية على التوالي.

أكد باول على استمرار البنك المركزي في مسيرته لكبح جماح التضخم بقوة، ما يتطلّب تحمّل تبعات هذه التحركات والتي قد تنعكس على معدلات النمو، وظروف سوق العمل. وأعاد التأكيد على أن مسؤولية البنك المركزي على تحقيق استقرار الأسعار "غير مشروطة".

تأتي تلك التصريحات على عكس بعض التوقعات التي رجّحت بدء الفيدرالي في تيسير نهجه في محاربة التضخم، بعد أن كان قد رفع أسعار الفائدة بـ0.75% في كل من الاجتماعين السابقين. وقال باول: "نتخذ خطوات قوية وسريعة لتعديل الطلب بحيث يتماشى بشكل أفضل مع العرض، ولإبقاء توقعات التضخم ثابتة.. وسنواصل ذلك حتى نتأكد من إنجاز المهمة".

مواصلة التشديد

تفاعل المستثمرون مع خطاب باول بزيادة عوائد سندات الخزانة ذات الآجال الأقصر، صعدت السندات لأجل عامين إلى 3.44% بينما استأنف منحنى عائد السندات لأجل عامين إلى 10 سنوات التسطح.كما واصل المستثمرون الرهان على رفع زيادة سعر الفائدة بنصف نقطة أو بثلاثة أرباع نقطة أخرى في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 20 إلى 21 سبتمبر.

ينصبّ تركيز اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الوقت الحالي على إعادة التضخم إلى مستهدف 2%. وشدد جيروم باول على أن "استقرار الأسعار هو مسؤولية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو بمثابة حجر الأساس لاقتصادنا. فبدون استقرار الأسعار، لن يعمل الاقتصاد جيداً لأي شخص. وبدون استقرار الأسعار، لن نحقق فترة مستدامة من ظروف سوق العمل القوية التي تعود بالفائدة على الجميع".

تكلفة محاربة التضخم

أقرّ باول بأن استعادة استقرار الأسعار سيستغرق بعض الوقت، ورجّح أن يتطلب خفض التضخم "فترة مستدامة من النمو بأقل من المعدلات المعهودة".

وعن تكلفة حرب مكافحة التضخم، قال باول إنه قد يحدث بعض التقهقر في ظروف سوق العمل. وأشار إلى أنه في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الهادئة ستؤدي إلى تخفيض التضخم، فإنها ستسبّب أيضاً بعض الألم للأسر والشركات، وقال: "هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألماً أكبر بكثير".

قال باول: "من المرجح أن تتطلّب استعادة استقرار الأسعار الحفاظ على موقف سياسي مقيد لبعض الوقت.. التاريخ يحذّر بشدة من تيسير السياسات قبل الأوان".

وعن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المنتظر في سبتمبر، قال باول: "قرارنا في اجتماع سبتمبر سيعتمد على مجمل البيانات الواردة وتطوّر التوقعات".

3 دروس

ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن هناك 3 دروس مهمة على مدار الـ25 عاماً الماضية:

  • على البنوك المركزية أن تتحمل مسؤولية تخفيض معدلات التضخم وتحقيق استقرار الأسعار. وقال: "مسؤوليتنا في تحقيق استقرار الأسعار غير مشروطة".
  • يمكن لتوقعات المستهلكين للتضخم المستقبلي أن تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار الأسعار بمرور الوقت. "كلما صعد التضخم، زاد عدد الذين يتوقعون أن يظل مرتفعاً، وقاموا ببناء هذا الاعتقاد في قرارات الأجور والتسعير".
  • يجب أن نواصل مسيرتنا حتى تنتهي المهمة. يظهر التاريخ أن تكاليف العمالة لخفض التضخم من المرجح أن تزداد مع التأخر، حيث يصبح التضخم المرتفع أكثر رسوخاً في تحديد الأجور والأسعار.