كين بيرنز يتتبع مسؤولية شركات أميركية في وثائقي عن المحرقة

لم تستقبل أميركا إلا قلة من اليهود الفارين من النازية ودفع رأسماليون لتهميش من وصلوها

كين بيرنز
كين بيرنز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يَعرض فيلم وثائقي قاسٍ بعنوان "الولايات المتحدة والهولوكوست" لمقدار علم قادة الولايات المتحدة عن محنة ملايين اليهود الهاربين من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية ومتى علموا ذلك، وهو من إعداد كين بيرنز ولين نوفيك وسارة بوتستين. منحت الولايات المتحدة أقل من 250 ألف تأشيرة دخول بين 1933 و1945، بينما لقي 6 ملايين يهودي حتفهم في أوروبا. قال بيرنز إنه لن يعمل على فيلم بهذا القدر من الأهمية بعد أربعة عقود أعدّ فيها 40 فيلماً لقناة (PBS).

الأميركيون يرحبون بالأوكرانيين.. لكن أميركا لا تفعل

يحاجج الفيلم بأن مسؤولية غياب العون لم تقتصر على قلة من رجال السلطة ذوي المناصب العليا، وأن معاداة السامية تفشت في الولايات المتحدة، فقد مُنع اليهود من العمل والتعليم والسكن بسبب دعوة رأسماليين بارزين مثل هنري فورد لتهميشهم.

سيبدأ عرض السلسلة المكونة من ثلاثة أجزاء ومدتها ست ساعات في 18 سبتمبر. ستكشف أن أميركا عرفت مصير من أدارت لهم ظهرها، بمن فيهم عائلة آن فرانك، التي لم تتمكن من الحصول على تأشيرة.

اشتهر بيرنز بأفلام وثائقية مثل "جسر بروكلين" و"بيسبول" (Baseball) و"آل روزفلت"، وقد تحدث بيرنز مع "بلومبرغ بيرسوتس" حول كيف يمكن لأمة تأسست على الترحيب بجماعات منهكة وفقيرة أن تفعل عكس ذلك. فيما يلي المقابلة التي صيغت بما يفيد الإيضاح وعدم الإطالة.

  • ما الذي دفعك لعمل هذا الفيلم؟

أردنا إعطاء صورة عامة عن هشاشة الحالة الإنسانية وكيف يمكن أن تصبح الشعوب والمؤسسات والحكومات سيئة. إذا كنت تريد أن تكون في أكثر الأماكن عالمية في العالم في أوائل الثلاثينيات، حيث الإبداع الذي يتفجر في الموسيقى والسينما والعمارة والرسم والأفكار، فلا مكان أفضل من برلين. ثم تولى هتلر السلطة في يناير 1939.

  • كيف جاءك هذا المشروع؟

لقد صنعنا أفلاماً عن الحرب أثارت أسئلة مثل: لماذا لم تقصف الولايات المتحدة خطوط السكك الحديدية في معسكر أوشفيتز؟ لماذا رفضت الولايات المتحدة اللاجئين في سانت لويس؟ هل كان فرانكلين روزفلت معادياً للسامية؟ جاءنا مسؤولو متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة في 2015، وقالوا إنهم ينظمون معرضاً بعنوان "الأميركيون والهولوكوست" وقدموا لنا أدلة وأرشيفات وباحثين. لذا، انطلقنا وأنتجنا هذا الفيلم بالتعاون معهم.

إن أحد الأشياء الصادمة في الفيلم هو الدعم الذي قدمته الشركات الأميركية للنازيين. مما ذُكر أن مصنع "فورد موتور" في ألمانيا زوّد جيشهم بالشاحنات. فما كانت درجة تواطؤ الشركات الأميركية؟

لست أدري ما إذا كانوا قد فعلوا ذلك لإرضاء المساهمين وسعياً لربحية الشركة لأنه كان عقداً مُربحاً للغاية، أم أنهم كانوا متعاطفين مع المُثُل الألمانية، لكنه كان مأزقاً كالذي تواجههه الشركات الأميركية اليوم مع روسيا. انسحبت بعض الشركات واستمرت أخرى.

  • ما تزال أميركا مُنقسمة فيما يتعلق بالهجرة، فهل التوافق ممكن؟

لطالما كانت الهجرة صراعاً سياسياً، فقد أتى ملايين الناس لبناء هذا البلد بين 1870 و1914، ثم قيَّد قانون جونسون ريد الهجرة في 1924 ليأتي قانون الهجرة في 1965 ليحسن بعض الجوانب ويجعل بعضها أسوأ. يسود شعور أحياناً بأن طاقة المهاجرين يمكنها أن تُحدِث تغييراً وتضفي نشاطاً، وفي أحيان أخرى يبرز هناك شعور بالأصولية بأن "أميركا للأميركيين". ما يزال التوتر مستمراً.

  • ما أكثر ما تخشاه حالياً؟

لقد غطيتُ أزمات الولايات المتحدة الأخطر، مثل الحرب الأهلية والكساد والحرب العالمية الثانية، لكن أزمة الديمقراطية الحالية تعادلها جميعاً إن لم تكن أكبر منها، ويدفعها الافتقار للحقيقة، ومصادرة حزب سياسي لخدمة كذبة، والاعتداء على مؤسسات جمهوريتنا. هذه هي الظروف التي تفتح الباب لوقوع الخبائث.

  • هل قدرنا أن نكرر أخطاء الماضي؟

هناك قدر كبير من الشر، فالطبيعة البشرية لا تتغير.