رئيس البنك الدولي: الاقتصاد العالمي سيقبع لفترة في مستنقع الركود التضخمي

الاقتصادات الكبرى مطالبة بزيادات هائلة في الإنتاج

ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، بمؤتمر صحفي أثناء اجتماعات سنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي تعقد في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، بمؤتمر صحفي أثناء اجتماعات سنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي تعقد في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس إنَّ الاقتصاد العالمي ربما يكون عالقاً في مستنقع ركود تضخمي لبعض الوقت ما لم تستطع الاقتصادات الكبرى زيادة الإنتاج بصورة هائلة.

أوضح مالباس خلال مقابلة يوم الجمعة مع برنامج "مراقبة" بتلفزيون "بلومبرغ" في الفترة التي سبقت خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في "جاكسون هول" بولاية وايومنغ: "يصعب التخلص من الركود التضخمي".

صرّح باول أنَّ خفض التضخم لهدف 2% هو "التركيز المهيمن للبنك المركزي في الوقت الراهن"، برغم أنَّه سيسفر عن ألم اقتصادي للمستهلكين والشركات.

توقعات عالمية

قال مالباس: "يكافح بنك الاحتياطي الفيدرالي، بينما يزيد أسعار الفائدة، بصعوبة بالغة الخلاف داخل النظام العالمي، وقد تحقق هذا التراجع في الطلب مع استمرار ارتفاعات أسعار الفائدة، لكنَّك لا تحصل على زيادات في العرض متناسبة، ويتعين أن ينصب تركيز البنوك المركزية على ذلك".

قلّص صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقُّعاته للنمو العالمي للسنتين الحالية والمقبلة، وحذّر من أنَّ الاقتصاد العالمي ربما يكون على شفا الدخول في ركود قريباً. قال صندوق النقد الدولي إنَّ النمو الاقتصادي على مستوى العالم سيتباطأ إلى 3.2% العام الجاري على الأرجح، وهو أقل من 3.6% توقَّعها الصندوق في أبريل الماضي، و4.4% في يناير.

تباعد مؤشرات نمو الاقتصاد الأميركي يفاقم جدل الركود

أشار مالباس إلى أنَّ صندوق النقد الدولي يعمل على إصدار توقُّعات جديدة، و"ما يثير قلقي هو أنَّ الأوضاع تدهورت عن تلك التوقُّعات المنخفضة فعلياً. يظهر أنَّ الصين، في الربع الثاني، ربما حققت نمواً أقل من 3% على أساس سنوي جراء عمليات إغلاقها. بينما نترقب أوروبا، وهي تحاول شراء الغاز الطبيعي من أنحاء العالم كافة. لكنَّ المنتجين لا يرتقون لمستوى الطلب ".

وضع مالباس، كبير خبراء الاقتصاد السابق في شركة "بير ستيرنس أند كو" (Bear Stearns & Co)، الذي عمل في وزارة الخزانة في إدارتي الرئيسين الأميركيين السابقين دونالد ترمب ورونالد ريغان، البيئة الاقتصادية في الوقت الحالي في إطار تاريخي.

ركود تضخمي

قال: "الركود التضخمي يعني تضخماً أعلى مما ترغبه ونمواً أقل مما تريده، ويبدو واضحاً أنَّنا بلغنا ذلك، وفي كتب التاريخ، ربما سيشيرون إلى ذلك، بحسب ما نأمل، على أنَّها كانت فترة وجيزة".

أضاف: "لكنَّ قلقي بالنسبة للدول النامية، والأشخاص من ذوي الدخول المنخفضة، يعود إلى أنَّ الركود التضخمي ربما يدوم لمدة طويلة، وسيتضررون لأنَّ التضخم يضرهم، كما يضرهم النمو البطيء في الوقت ذاته". يتخطّى التضخم في الولايات المتحدة 8% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى له منذ ثمانينيات القرن الماضي.

أشار مالباس إلى أنَّ مساعدة الاقتصاد العالمي قد تأتي من "المنتج المتحكم العملاق"، المسمى بالولايات المتحدة.

تابع: "يعد ذلك الاقتصاد الأكبر، فكيف يستطيع إنتاج الكثير من كل الأشياء في وقت تزداد فيه الأسعار؟ وما هي العراقيل التي تعوق زيادة الإنتاج؟".