الاقتصاد التركي ينمو 7.6% وسط معدلات تضخم مفرطة

تضخم الأسعار قاد فاتورة مشتريات الأسر إلى الصعود بنحو الخمس

عَلَم تركيا بجوار مضيق البوسفور خلال غروب الشمس في إسطنبول، تركيا
عَلَم تركيا بجوار مضيق البوسفور خلال غروب الشمس في إسطنبول، تركيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فاق الاقتصاد التركي توقعات المحللين بعد نموّه بنسبة 7.6% خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي، رغم معدلات التضخم التي وصلت إلى أعلى مستوى في 24 عاماً بدعم من نمو الاستهلاك.

كانت توقعات محللين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم تشير إلى نمو بنسبة 7.4% خلال الربع الثاني. أضافت الأموال الرخيصة دفعة إلى الاقتصاد البالغ 800 مليار دولار، الذي يتوسع بمعدل يزيد على 6% كل ربع سنة منذ أن عاد إلى الحياة مع تخفيف عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا في عام 2020.

بلغ معدل النمو خلال نفس الربع مقارنة بالربع الأول نسبة 2.1%.

في مواجهة المقايضة بين النمو والتضخم قبل انتخابات العام المقبل، دافع الرئيس رجب طيب أردوغان عن نموذج اقتصادي يعطي الصادرات والإنتاج والتوظيف الأولوية على حساب استقرار الأسعار والعملة.

رجب طيب أردوغان، الذي تُعتبر فترة حكمة الأطول في تركيا، من دعاة أسعار الفائدة المنخفضة، ويعتمد على مرونة الأُسَر والشركات في التعامل مع التضخم السنوي الذي من المحتمل أن يصل إلى ذروته السابقة عند 80% مع انخفاض سعر الليرة إلى مستوى قياسي.

وزير الخزانة والمالية نور الدين نبطي، الذي قدّر تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، قال هذا الشهر: "إننا لا نتنازل عن النمو". وفي حديث متلفز أضاف أنه "عندما لا نتنازل عن النمو فإن مكافحة التضخم تستغرق وقتًا".

وبدلاً من العمل على كبح جماح الأسعار، امتنع محافظ البنك المركزي شهاب قاوجي عن التشديد النقدي منذ خفض أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس في أواخر العام الماضي. أدى خفض معدل الفائدة المفاجئ هذا الشهر إلى وصول مؤشر الفائدة القياسي في تركيا إلى ما يقرب من 67% تحت الصفر عند تعديله وفقاً للتضخم، وهو أكثر معدلات الفائدة السلبية في العالم.

الاقتصاد التركي يتغلب على أسوأ موجة تضخم في عقدين

النقاط الرئيسية

  • إنفاق الأُسَر، المساهم الرئيسي في النمو، ارتفع 22.5% على أساس سنوي.
  • ارتفع إجمالي تكوين رأس المال الثابت، وهو مقياس للاستثمار من قِبل الشركات، بمعدل سنوي نسبته 4.7%.
  • نما الناتج المحلي الإجمالي إلى 828 مليار دولار في الربع الثاني من 793 مليار دولار خلال فترة الأشهُر الثلاثة السابقة.
  • ارتفعت الصادرات بنسبة 16.4% على أساس سنوي، وارتفعت الواردات بنسبة 5.8%.
  • ارتفع الإنفاق الاستهلاكي الحكومي بنسبة 2.3% عن العام السابق.

الإنفاق والسياحة

أدى التحفيز إلى زيادة الطلب والإقراض في اقتصاد يمثل فيه إنفاق الأُسَر أكثر من نصف الناتج المحلي. شهد استخدام بطاقات الائتمان التركية للتسوق زيادة تجاوزت 112% في الفترة من أبريل إلى يونيو مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لبيانات "إنتربنك كارد سنتر" (Interbank Card Center).

حققت السياحة المزدهرة دفعة أخرى، إذ ارتفع عدد الوافدين والإنفاق من قِبل الأجانب بنسبة تزيد على 100% حتى الآن هذا العام.

ومع ذلك فإنّ طفرة النمو في تركيا قد لا تمضي في مسارها. أشار مسح منفصل للمحللين هذا الشهر إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي قد ينخفض إلى 3.3% هذا الربع و1.3% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

ظهرت بالفعل علامات تباطؤ في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، مع تدهور ظروف العمل بين الشركات المصنّعة التركية الشهر الماضي إلى أقصى حد منذ الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا.

يشكل خطر حدوث ركود في أوروبا مصدر قلق على نحو خاص لأنها الوجهة الرئيسية للصادرات التركية. أشار البنك المركزي بالفعل إلى "فقدان بعض الزخم" في الاقتصاد بوصفه أساساً منطقياً لخفض سعر الفائدة هذا الشهر.

يمكن للسياسات النقدية الفضفاضة للغاية أن تعود لتلاحق تركيا. حذر الاقتصاديون في "آي إن جي بنك" (ING Bank) من أن "علاوة المخاطر المرتفعة في الأسواق المالية ومخاطر الاستقرار الكلي المتزايدة قد تؤثر في الطلب المحلي"، وفقًا لأحد التقارير.

قال محللو "آي إن جي" بمن فيهم محمد ميركان: "نشهد ضغوطاً مستمرة في التكلفة، وظروفاً مالية عالمية أكثر صرامة، وبيئة تنظيمية محلية صعبة، مما يضع ضغوطاً على قطاع الشركات. من المحتمل فقدان الزخم في الصادرات بالنظر إلى التباطؤ في منطقة اليورو".