صناديق التحوط تساعد الصندوق السيادي الأسترالي في التغلب على تراجع الأسواق

تجنب صندوق الثروة السيادي الأسترالي الجزء الأكبر من الخسائر التي تكبدتها الأسواق العالمية خلال العام الماضي، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى رهانه على صناديق التحوط التي تلقت دفعة قوية من تفشي ارتفاع التضخم.

سجّل "فيوتشر فاند" (The Future Fund) خسائر بنسبة 1.2% خلال العام المنتهي في 30 يونيو 2022، بحسب بيان صدر اليوم الأربعاء. في حين أن هذا هو أسوأ أداء سنوي للصندوق التي تبلغ قيمته 194 مليار دولار أسترالي (133 مليار دولار أميركي) منذ الأزمة المالية، فقد تغلب على التراجع بنسبة 17% في الأسهم العالمية خلال نفس الفترة بعد تكثيف استراتيجيات الاستثمار البديلة مثل صناديق التحوط الكلية وأصول البنية التحتية المرتبطة بالتضخم.

صناديق التحوط تختلف مع مديري الأصول بشأن مصير الدولار الأسترالي الهابط

قال الرئيس التنفيذي للصندوق، رافائيل أرندت في البيان: "حققت المحفظة أداءً جيداً في ظل ضعف السوق.. واستفاد الصندوق من زيادة المخصصات للاستثمارات البديلة، حيث كان أداء الاستراتيجيات التي تحسبت لمخاطر التضخم أداءً قوياً".

وقال أرندت للصحفيين في ملبورن إن محفظة صناديق التحوط الكلية التابعة للصندوق السيادي حققت عوائد بنسبة 20% خلال العام المنتهي في يونيو 2022، وقد حقق العديد من المديرين أكثر من ضعف هذا الأداء بعد احتساب قيمة الرسوم.

تعديل المراكز الاستثمارية

تشير هذه النتيجة إلى أن التركيز لسنوات طويلة على توظيف مديرين للاستثمار في الأصول البديلة قد حقق نتائج إيجابية. وقد سعى الصندوق إلى تعديل مراكزه الاستثمارية، إذ كان يتوقع اضطراباً أعنف في الأسواق وتدهور آفاق الاقتصاد العالمي حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا وتأثير رفع أسعار الفائدة.

أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن مخصصات الصندوق لاستراتيجيات الاستثمار البديلة قد ارتفعت بشكل مطرد إلى مستوى قياسي خلال العام الماضي، إذ قلل من الاستثمار في أسهم الأسواق المتقدمة والناشئة والتعرض لمخاطرها.

حذّر الصندوق يوم الأربعاء من أن تقلبات السوق من المرجح أن تستمر مع قيام البنوك المركزية برفع تكاليف الاقتراض لكبح التضخم، ما يبقي المحفظة في موقف أكثر حذراً.

أصدر صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر في العالم، نفس التحذير، والذي سجّل خسارة قياسية بلغت 174 مليار دولار، أو -14.4% ، في الأشهر الستة حتى نهاية يونيو 2022.

بنوك مركزية توجه رسالة صارمة للمستثمرين.. سنواصل مواجهة التضخم حتى لو تسبب في الألم

"السلطات النقدية في كل من الولايات المتحدة وأستراليا فوجئت بأنها تغافلت عن ارتفاع مستوى التضخم، والآن يجب أن تكون وتيرة ومعدلات رفع أسعار الفائدة أعلى وأسرع منها في حال لو أنها بدأت التدخل لمواجهة التضخم في وقت مبكر"، حسبما قال رئيس " فيوتشر فاند" بيتر كوستيلو. الذي أضاف أن "كثيراً من التقلبات وعدم اليقين سوف تزيد في الأسواق".