"كومكاست" تتطلع لخفض مليار دولار من ميزانيات شبكاتها التلفزيونية

الشركة تدرس تسريح موظفين وتبحث عن برامج منخفضة التكلفة

مبنى "كومكاست" و"إن بي سي يونيفرسال" في يونيفرسال سيتي
مبنى "كومكاست" و"إن بي سي يونيفرسال" في يونيفرسال سيتي المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلّع شركة "كومكاست" لخفض ما يصل إلى مليار دولار من الميزانية المخصصة لشبكاتها التلفزيونية في قسم الترفيه التابع لها، الذي يحمل اسم "إن بي سي يونيفرسال" (NBCUniversal)، وهي أموال يمكن أن تستخدمها لتعزيز أجزاء أخرى من أعمالها، وفقاً لأشخاص مُطّلعين على خطط الشركة.

أضاف الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب عدم التوصل لخطط نهائية بعد، أنَّ جيف شل، الرئيس التنفيذي لشركة "إن بي سي يونيفرسال" طلب من كبار نوابه تحديد البنود التي يمكن ادّخارها في شبكات الكابل القديمة بالشركة والبث التلفزيوني.

اكتشف المسؤولون التنفيذيون عدة طرق لخفض التكاليف، بما في ذلك تسريح العمال وتقييد ميزانيات تطوير البرامج الجديدة، مع تغيير توليفة البرامج المُذاعة على التلفزيون لإنتاج مزيد من العروض منخفضة التكلفة.

إعادة تخصيص

تضع "كومكاست" حالياً ميزانيتها للعام المقبل، ولم يحسم شل قراره حول عدد التخفيضات التي سيجريها أو القطاع الذي ستحدث فيه. ويُتوقَّع اتخاذ هذه القرارات في الأسابيع القليلة المقبلة. قد تسمح إعادة تخصيص الأموال من شبكات التلفزيون المربحة، على الرغم من أنَّها بطيئة النمو للشركة، باستثمار المزيد من الموارد في خدمة البث الرقمي "بيكوك" (Peacock)، بالإضافة إلى حدائق الملاهي التابعة لها.

اقرأ أيضاً: "وارنر برذرز ديسكفري" تُغلق "سي إن إن+" بعد شهر من إطلاقها

يحاول المصرفيون والمحللون والمسؤولون التنفيذيون التكهن بخطوة "كومكاست" التالية لتعزيز شركاتها الإعلامية. تعد "إن بي سي يونيفرسال" واحدة من أكبر شركات الترفيه في العالم، كما تملك شبكة البث التلفزيوني "إن بي سي"، بالإضافة إلى استوديو الأفلام "يونيفرسال"، وحدائق للملاهي. كما تملك مجموعة من قنوات الكابل، مثل "برافو" (Bravo) و"إي!" (E!)، لكنَّها كانت واحدة من أبطأ شركات الإعلام الكبرى في تأسيس منصاتها للبث الرقمي.

تحظى "بيكوك" بـ13 مليون مشترك، لكنَّها لم تحقق نمواً في الربع الماضي، وخسرت ما يقرب من 500 مليون دولار. ومما زاد الطين بلة إعلان "كومكاست"، التي تعد أكبر مزود للتلفزيون الكابلي في الولايات المتحدة، عن عدم وجود عملاء جدد لمنصة البث الرقمي التابعة لها.

درست "كومكاست" صفقة اندماج مع شركة ابتكار ألعاب الفيديو "إلكترونيك أرتس" (Electronic Arts)، كما ناقشت أهدافاً محتملة أخرى.

ضغوط "وول ستريت"

تتطلّع كل الشركات الإعلامية الكبرى إلى خفض التكاليف بسبب ضغوط "وول ستريت" عليها. إذ تعكف شركة "وارنر براذرذ ديسكفري" حالياً على تسريح آلاف العمال، وقد قالت إنَّها ستوفر 3 مليارات دولار من خفض تكاليفها بعد تشكّلها من اندماج كبير، في حين أبطأت "نتفلكس" زيادة استثماراتها في العروض الأصلية.

دعم المستثمرون الشركات الإعلامية من قبل لإنفاقها مليارات الدولارات على خدمات البث الرقمي غير المربحة ولكنَّها متنامية. إلا أنَّ العقبات الأخيرة التي واجهت "نتفلكس" وتفاقمت بسبب المخاوف من الركود الذي يلوح في الأفق؛ قد دفعت المستثمرين للتركيز على الربح أكثر من النمو.

اقرأ المزيد: الرئيس التنفيذي: ثلاثة أسباب خلف تباطؤ "نتفلكس"

لا تستطيع الشركات خفض ميزانيات البث الرقمي، وهو القطاع الأسرع نمواً الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه يمثل مستقبل صناعة الترفيه. لكنَّهم بحاجة الآن للعثور على سبل لخفض ميزانيات شبكات التلفزيون التقليدية التابعة لهم دون جعلها غير جذابة للمشاهدين. إذ ما تزال شبكات تلفزيون "كومكاست" تحقق أرباحاً مليارية سنوياً.

"بيكوك" أولاً

أغلقت "إن بي سي يونيفرسال" بالفعل أو تخارجت من شبكتين رياضيتين أصغر حجماً للكابل، وحوّلت المحتوى الرياضي مثل الدوري الإنكليزي الممتاز (بريميرليغ)، وسباق السيارات (ناسكار)، إلى قنوات أكثر رواجاً مثل "يو إس إيه".

خلال الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنَّ الشركة ناقشت إمكانية إلغاء ساعة من برامج الذروة كل ليلة على شبكة تلفزيون "إن بي سي". كما تدرس "كومكاست" طرقاً لإتاحة مزيد من الموارد والعروض الرائجة على منصة "بيكوك"، التي -على عكس عدّة منافسين لها بالبث الرقمي- لم تنتج الكثير من المسلسلات الأصلية الناجحة.

اقرأ أيضاً: "ديزني+" ترفع سعر البث 38% وتقدّم حزماً مدعومة بالإعلانات لوقف خسائرها الرقمية

لقد شجع شل الشركة مراراً على إعطاء الأولوية لـ"بيكوك"، كما يتضح من ارتفاع إنفاقها وخسائرها. لكنَّه ما يزال يعمل على تكامل فرقه وأقسامه المختلفة بشكل أفضل، بحيث يوظف التقارير المباشرة التي تصل له من مسؤولي الشركة في نجاح المنصة. تقدّم كيلي كامبل، رئيسة "بيكوك" تقاريرها إلى مات شتراوس رئيس قسم التسويق المباشر للمستهلكين، في حين أنَّ سوزان روفنر، مشرفة البرامج الترفيهية لشبكات تلفزيون "إن بي سي يونيفرسال" وخدمة البث الرقمي، تقدّم تقاريرها إلى مارك لازاروس، المشرف العام على قطاع التلفزيون. أما بالنسبة إلى المسؤولين التنفيذيين الذين يديرون استوديو الأفلام والتلفزيون، واستوديو قسم الأخبار في "إن بي سي يونيفرسال"؛ فإنَّهم يقدّمون جميعاً تقاريرهم إلى شل.