الأرجنتين تدرس جدوى تصدير الغاز الطبيعي المسال بالشراكة مع "بتروناس" الماليزية

تُقيّم البلاد جدوى بناء محطة لتصدير الغاز وخط أنابيب بطول 600 كيلومتر

رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز
رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلن رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز يوم الخميس أنَّ بلاده اتّخذت خطوات أولية للاستفادة من إمكاناتها لتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وقَّعت شركة "واي بي اف" (YPF) للنفط التي تديرها الدولة، مذكرة تفاهم مع شركة "بتروناس" (Petronas) الماليزية لدراسة جدوى بناء محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال على ساحل المحيط الأطلسي. ونظراً لتكلفة المشروع العالية -حوالي 10 مليارات دولار- قد تسعى الشركتان إلى جذب شركاء آخرين، بحسب ما قال بابلو غونزاليس رئيس شركة "واي بي اف" في وقتٍ سابق من يوم الخميس. كما سيشمل المشروع المقترح أيضاً خط أنابيب بطول 600 كيلومتر يبدأ من رقعة الصخر الزيتي بمنطقة فاكا مويرتا في الأرجنتين.

على الرغم من وجود رواسب الغاز الصخري لمنافسة تلك التي جعلت من الولايات المتحدة مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال؛ فإنَّ مناخ الأعمال الهش في الأرجنتين يعني سنوات من نقص الاستثمار في مجال صناعة الغاز، مما يجعلها غير قادرة على تلبية الطلب المحلي، ناهيك عن العرض في الأسواق الخارجية.

فرص الغاز الأرجنتيني

تشهد الأرجنتين نقصاً حاداً في العملة الصعبة، وتعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الطبيعي المسال خلال أشهر الشتاء، كما يُنذر غزو روسيا لأوكرانيا، الذي أدّى بدوره إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكلٍ كبيرٍ، بخطرٍ شديدٍ على اقتصاد البلاد. لكن خلال فصل الصيف، تصبح البلاد مصدراً صافياً للغاز بينما يبلغ الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الدول الأوروبية ذروته. كما أجّجت الحرب في أوكرانيا هذا الطلب، مما وفّر المزيد من الفرص المحتملة لصادرات الغاز الأرجنتينية.

من جهته، أشار فرنانديز إلى أنَّ هذه الاتفاقية تمنح الأرجنتين القدرة على "أن تصبح لاعباً عالمياً كبيراً" في سوق الغاز الطبيعي المسال. مُضيفاً: "يمكن للأرجنتين أن ترى القطار يغادر المحطة وتريد الصعود على متنه".

لأول مرة في تاريخها.. الحكومة اليابانية تتدخل لشراء الغاز تجنباً لأزمة الطاقة

شحنات النفط الروسية إلى آسيا تتراجع لأدنى مستوياتها منذ مارس

أجرت شركة "واي بي اف" تجربةً قصيرة في عام 2019، من خلال نسبة قليلة من صادرات الغاز الطبيعي المسال، لكن سرعان ما أُلغيَ العقد، فقد اعتُبرت مسرحاً سياسياً أكثر من كونها قراراً تجارياً صارماً.

شراكة "بتروناس"

تقوم شركة "بتروناس" منذ سنوات بالتنقيب عن النفط في فاكا مويرتا بالشراكة مع "واي بي اف". لكن هذا المشروع ما يزال بعيداً عن التكاتف. فحتى لو سارت الأمور على النحو المخطط لها، لن يبدأ التصدير لمدة ست سنوات، بحسب ما ذكرت "واي بي اف" في وقت سابق من يوم الخميس. كما ذكرت الشركة عبر مكالمة هاتفية بشأن الأرباح في مايو أنَّها تضع تصوراً للمحطة لكنَّها على بعد سنوات من بنائها.

من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "بتروناس" تينغكو محمد توفيق في حدث في بوينس آيرس: "إذا مضينا قدماً في تطوير هذا المشروع، سنحتفل ببداية فصلٍ جديدٍ للأرجنتين، مما يعمّق العلاقة التي رعتها (بتروناس) مع (واي بي اف) ووطنها الأم".

في مرحلة أولية، سيسمح هذا المشروع للبلاد بتصدير 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال، مع رؤية قدرتها الكاملة المتوقَّعة بتصدير 25 مليون طن.

في هذا الإطار، ستتطلّب الدراسة من "واي بي اف" و"بتروناس" إنفاق عشرات الملايين من الدولارات قبل التوصل إلى قرار نهائي للاستثمار، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر. في حال حصل المشروع على الضوء الأخضر، فمن المرجح أن يضع الشركاء جزءاً من الأموال بأنفسهم، ثم يتابعون ذلك من خلال تمويل المشروع أو اتفاقيات شراء الإنتاج.

شركاء محتملون

لا يتضح بعد من سيكون على استعداد للمشاركة في المشروع، لكن كانت شركة "بان أميركان إنرجي" (Pan American Energy) للتنقيب عن النفط والغاز قد عبّرت سابقاً عن رغبتها في أن تكون جزءاً من كونسورتيوم لتصدير الغاز الطبيعي المسال. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الرئيس التنفيذي للشركة ماركوس بولغيروني كان جالساً على مقعدٍ في الصف الأمامي في إعلان يوم الخميس، مع حضور هوغو أورنيكيان، الرئيس التنفيذي لشركة "كومبانيا جنرال دي كومبوستيل" (Compania General de Combustibles) المنتجة للنفط والغاز.

بعيداً عن صفقة "واي بي اف" و"بتروناس"؛ تعكف الحكومة على بناء خط أنابيب جديد يسمح لحفّارات النفط الصخري التي تفتقر إلى قدرة النقل بزيادة إنتاجها.