أسعار السلع على موعد مع أسبوع ساخن يجمع بين بيانات جوهرية وطقس سيئ

رجل إطفاء أثناء الحريق في كاستايك، كاليفورنيا، الولايات المتحدة.
رجل إطفاء أثناء الحريق في كاستايك، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع أن تهيمن قضايا العرض على تداول السلع في الأيام المقبلة، وسط التركيز على نقص الغاز الطبيعي في أوروبا جنباً إلى جنب مع سياسة تحالف "أوبك+" بشأن تدفقات النفط.

يهدد الإغلاق الطويل لخط غاز رئيسي من روسيا بمزيد من الاضطرابات لأسواق الغاز والطاقة العالمية، ويفرض مشاكل عميقة على الاقتصاد الأوروبي. سينظر قادة المنطقة في اتخاذ تدابير استثنائية للاستجابة لذلك. فيما كان اجتماع تحالف أوبك اليوم الإثنين محور لتقلبات أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة مع توجه المجموعة المنتجة للنفط لخفض الإنتاج.

كذلك تستمر الظروف المناخية القاسية المؤثرة على أسواق الزراعة والكهرباء وكذلك موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي وحتى كاليفورنيا، حيث تهدد درجات الحرارة المرتفعة باندلاع حرائق الغابات وتهدد شبكة الكهرباء.

بدورها ستقوم أستراليا -أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم- بتحديث توقعات المحاصيل غداً الثلاثاء.

وول ستريت جورنال: روسيا لا تدعم دعوات خفض "أوبك+" لإنتاج النفط

في الصين، التي تتعافى للتو من الجفاف التاريخي الذي تعاني منه، ستوفر أرقام التجارة التي ستصدر يوم الأربعاء اختباراً لصحة وارداتها من السلع الأساسية. وستصدر البيانات في ضوء فترة عصيبة اتسمت بنقص الكهرباء، وأزمة في سوق العقارات، وتطبيق الحكومة لقواعد صارمة ضمن سياسة "صفر كوفيد"، التي يتم تطبيقها الآن في مدينة تشنغدو.

خفض معروض الخام

ارتفعت أسعار النفط في بداية الأسبوع، بالتزامن مع اجتماع تحالف "أوبك+" الذي عقد على خلفية تقلب شديد في السوق العالمية. ارتفع سعر النفط الخام يوم الإثنين بعد خسائر شهدها خلال ثلاثة أشهر متتالية، وهو أطول انخفاض له منذ أكثر من عامين، إذ انخفض إلى ما دون 100 دولار للبرميل وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وتشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

أشارت المملكة العربية السعودية، زعيمة التحالف إلى أنها مستعدة لخفض الإنتاج -الأمر الذي قد يؤدي إلى عكس الاتجاه الأخير ورفع سعر الخام- لإعادة الأسواق إلى التوازن. تلقت هذه الخطوة دعماً حماسياً من بعض أعضاء التحالف، ولكن مع استمرار عصف التضخم بالاقتصاد العالمي وتأزم آفاق أوروبا، قررت المجموعة خفض رمزي بنحو 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من شهر أكتوبر المقبل.

درجات الحرارة في كاليفورنيا

قال إليوت ماينزر، الرئيس التنفيذي لشبكة الكهرباء: "سيصبح هذا الحدث الذي يستمر لعدة أيام أكثر حدة"، حيث لا تزال كاليفورنيا تواجه ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة. بدأ شهر سبتمبر حاراً في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يستمر حتى منتصف الشهر. وحذّر مشغل شبكة الكهرباء في ولاية كاليفورنيا يوم الأحد من أن خطر انقطاع التيار الكهربائي بات عند أعلى مستوى حتى الآن.

التغير المناخي يحيل أنهار العالم أحواضاً موحلة

تُفاقم موجة الحر ظروف الجفاف، وتضر بالزراعة، وتزيد من مخاطر حرائق الغابات، بينما تدفع سكان كاليفورنيا لزيادة استخدام المكيفات، وتضغط على شبكة الكهرباء في الولاية. في هذا السياق، أعلن مشغل شبكة الكهرباء أنه من المتوقع أن يقترب الطلب على الكهرباء يوم الثلاثاء من 50.1 غيغاواط، أي أقل بقليل من الرقم القياسي المسجل في عام 2006. يذكر أن واحد غيغاواط يكفي لتزويد 750 ألف منزل في كاليفورنيا بالكهرباء.

إمدادات السلع الاستوائية

يتتبع تجار البن والسكر والقطن عن كثب توقعات تطورات الطقس عبر خليج المكسيك، مع دخول موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي ذروته. وتم تسمية الإعصار الأول في الموسم -الذي تشكل غرب جزر الأزور باسم "دانييل"- لكن انعطاف مساره إلى وسط المحيط الأطلسي لا يشكل أي تهديد للمنطقة.

يمكن أن تهدد العواصف العنيفة قصب السكر في فلوريدا ولويزيانا -أكبر الولايات الزراعية في الولايات المتحدة- ومحاصيل الحمضيات في فلوريدا، أكبر مورد محلي لعصير الفاكهة.

أسعار الغذاء العالمية تواصل تراجعها للشهر الخامس

من جهة أخرى باتت محاصيل القطن في جميع أنحاء الولايات الجنوبية أيضاً عرضة للخطر، إذ أضر الجفاف بالفعل بتكساس التي تُعدّ أكبر ولاية تزرعه في أميركا، ما أدى إلى تراجع الإمدادات العالمية، وارتفاع بمقدار17% في العقود الآجلة للقطن في أغسطس، وهي أكبر قفزة شهرية منذ أواخر عام 2010. وأصبحت إمدادات القطن الأميركية أكثر أهمية الآن بعد أن دمرت الفيضانات الكارثية جزءاً كبيراً من المحاصيل في باكستان، خامس أكبر دولة منتجة له.

يمكن أن تتسبب العواصف الشديدة أيضاً في إلحاق الضرر بمحاصيل البن والبنية التحتية في أميركا الوسطى، حيث لا تزال بعض المناطق تتعافى من أضرار الإعصار الذي ضربها قبل عامين.

تفاؤل تجاه محصول القمح

قد تكون هناك أخبار أفضل من أستراليا، حيث تستعد الحكومة لإصدار تقرير ربع سنوي يوضح بالتفصيل توقعاتها تجاه حجم محصول القمح القادم. أعطت الظروف الرطبة في جميع أنحاء البلاد هذا العام العديد من المزارعين سبباً للتفاؤل. فبعد تكثيفهم للزراعة، من المتوقع أن يحصد المزارعون محصولاً وفيراً آخر، ومن المرجح أن يُظهر التقرير تعديلاً صعودياً لتوقعات الإنتاج المزدهرة بالفعل.

من شأن احتمالية زيادة الإمدادات أن يوفر بعض الانفراج لعالم يواجه احتياطيات غير مؤكدة من الحبوب. وقلصت ظروف الطقس القاسية الإنتاج في أجزاء من أوروبا، كما أن هناك مخاوف بشأن المحصول في الأرجنتين -أكبر منتج للقمح في نصف الكرة الجنوبي. ونظراً لأن "إل نينو" يستنزف رطوبة التربة هناك، تراجع المزارعون عن البذر بسبب الجفاف.

كما أدى الجفاف إلى تقلص المحاصيل من الحزام الزراعي الأميركي إلى الصين. وحتى مع بدء تدفق الشحنات من أوكرانيا من جديد، لا تزال هناك مخاوف بشأن موسم الحصاد الأوكراني القادم بسبب فقدانها جزءاً من أراضيها الزراعية خلال الحرب.

الجفاف الممتد من الصين إلى أميركا يهدد إمدادات الغذاء عالمياً

المعادن الصينية

من المفترض أن تساعد بيانات الواردات الصينية لشهر أغسطس في تكوين نظرة أوضح حول اتجاه أسعار المعادن. في حين أن نية الحكومة في إنفاق المزيد على البنية التحتية ستساعد في إحياء استهلاك المواد المستخدمة في البناء، إلا أن هناك شكوكاً حول ما إذا كان سيكون ذلك كافياً لتعويض تأثير القيود المرتبطة بالفيروس على النشاط الاقتصادي وقطاع العقارات المترنح.

تباطؤ الاقتصاد الصيني ينعكس بشكل متباين على جيرانها في آسيا

تشير مؤشرات مديري المشتريات للأسبوع الماضي إلى بعض أسباب التفاؤل بأن الظروف قد وصلت على الأقل إلى أدنى مستوياتها. وأظهرت قراءة الصلب في أغسطس أن الصناعة لا تزال تتقلص، لكن وتيرة الانخفاض تراجعت بشكل حاد، وإذا تجاوزت عمليات الإغلاق، ستتجه الصين الآن نحو إحدى فترات ذروة نشاط البناء.

سينظر التجار إلى بيانات التجارة لمعرفة ما إذا كان ذلك قد تُرجم إلى المزيد من الطلب الخارجي على معادن مثل خام الحديد والنحاس.

السلع الزراعية