ملياردير فلبيني يراهن على الطاقة المتجددة في أكبر طرح أولي خلال 2022

إنريكي رازون
إنريكي رازون المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حقّق الملياردير الفلبيني إنريكي رازون ثروته من تشغيل المواني وإدارة الكازينوهات. أما هدفه التالي فهو صناعة الطاقة المتجددة الناشئة في البلاد.

في هذا الصدد، يركز ثاني أغنى رجل في البلاد على مَزارع الطاقة الشمسية، ومنشآت البطاريات، ومشاريع المياه، في محاولة لجذب المستثمرين الدوليين. تتماشى جهوده الخضراء من خلال شركة "برايم إنفراستراكتشر هولدينغز" (Prime Infrastructure Holdings)، المعروفة اختصاراً باسم "برايم إنفرا"، التي ستُطرح للجمهور في وقت لاحق من هذا العام، مع الخطط الأوسع للحكومة لزيادة استخدام الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول عام 2040.

طالع أيضاً: ملياردير يعتزم بناء منشأة ضخمة للألواح الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في الفلبين

في الواقع، إنّ الحاجة إلى مزيد من الطاقة من أي نوع هي ملحّة في الفلبين، إذ تجاوز النمو في الطلب على الطاقة السعة الجديدة. وتتطلع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، التي تستورد جميع احتياجاتها النفطية تقريباً، إلى إنفاق مزيد على دعم الوقود بوصفه وسيلة حماية ضد ارتفاع الأسعار. كما أنّ تطوير مصادر الطاقة المتجددة المحلية سيساعد الأمة في تقليل الاعتماد على النفط والفحم.

غيوم لوتشي
غيوم لوتشي المصدر: بلومبرغ

نقطة دخول مبكرة

ستكون مشاريع "برايم إنفرا" الأولى من نوعها لسوق الطاقة المتجددة في الفلبين، مما يمنح المستثمرين نقطة دخول مبكرة.

قال الرئيس التنفيذي غيوم لوتشي في مقابلة أُجريت معه إنّ البلد "ربما ليس المكان الذي يجب أن نكون فيه من حيث الطلب على إمدادات الطاقة. وربما لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه من حيث توافر المياه والصرف الصحي، أو ربما لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه في ما يتعلق بإدارة النفايات والمناخ. وإذا أخذت كل ذلك بعين الاعتبار بوصفنا مستثمرين فمن المنطقي تماماً الاستثمار في الفلبين وشركة (برايم إنفرا)".

ماسك: العالم يحتاج إلى مزيد من النفط والغاز حتى يعبر إلى الطاقة المتجدّدة

تبني الشركة منشأة للطاقة الشمسية والبطاريات ستحل محل الاستهلاك السنوي لنحو 1.4 مليون طن من الفحم، أي ما يعادل 6% تقريباً من الاحتياجات السنوية للبلاد. كما يجري العمل على إنشاء محطة للطاقة الكهرومائية بسعة 1,400 ميغاواط في لاغونا دي باي جنوب مانيلا، بالإضافة إلى مشروعين للمياه سيوفران 518 مليون لتر من المياه للمناطق المحيطة بالعاصمة بحلول عام 2025.

أكبر طرح عامّ

يُشار أن إطلاق هذه المشاريع سيعتمد على الطرح العامّ الأوّلي المزمع للشركة، الذي يبلغ 25.6 مليار بيزو (449.2 مليون دولار) في نوفمبر، والذي من المتوقع أن يكون أكبر طرح عامّ أوّلي هذا العام ومن بين الأكبر على الإطلاق في الفلبين. يُذكر أنه جرى تسجيل ثماني شركات فقط في البلاد هذا العام، وجمع ما مجموعه 17.2 مليار بيزو، ليكون هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2018 وسط ركود السوق العالمية.

من جانبه قال كارلوس تيمبورال، المحلل في شركة "إيه بي سيكيوريتيز" (AP Securities): "سيكون هذا حدثاً كبيراً في مجال الطاقة المتجددة الفلبينية، وهي قصة لا تزال في المراحل الأولى من النموّ وقطاع تريد الحكومة تطويره". وقال إنّ الطرح الأوّلي العامّ "يمكن أن يجتذب طلباً قوياً بسبب مجال الصناعة ومالك الشركة".

اقرأ أيضاً: نمو اقتصاد الفلبين يتباطأ لـ7.4% في الربع الثاني تحت وطأة التضخم

تُقدَّر ثروة رازون، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة "إنترناشيونال كونتينر تيرمينال سيرفيسز" (International Container Terminal Services)، التي تُشغِّل أكثر من 30 محطة ميناء في 20 دولة، بنحو 4.8 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

الجدير بالذكر أن الفلبين تسعى لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الإجمالي إلى 50% بحلول عام 2040 من الخُمس فقط في عام 2019، إذ قال الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، في خطاب ألقاه في يوليو، إنّ مصادر الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية هي عوامل أساسية لتحقيق أجندته المناخية.

تعقيدات سلسلة التوريد

ومع ذلك، لا يزال هناك خطر على طموحات "برايم إنفرا" المتجددة، إذ ترفع تعقيدات سلسلة التوريد سعر الألواح الشمسية لأول مرة منذ عقد، والمنافسة القوية مع تعزيز أوروبا والولايات المتحدة لطموحات المناخ قد تعني بقاء الأسعار أعلى من المتوقع خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ سيؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة مشروع رازون الضخم للبطاريات الشمسية ومن المحتمل أن يضر بربحيته.

طالع المزيد: محللون: هذه أولويات ماركوس في الفلبين

في الوقت الحالي، تحصل "برايم إنفرا" على 80% من إيراداتها من شركة "مانيلا ووتر" (Manila Water)، التي توفر المياه لنصف العاصمة الفلبينية. وقال لوتشي إنه في غضون أربع إلى خمس سنوات ستشكل الإيرادات من الكهرباء 40%، وذلك مقارنة بالنسبة الحالية البالغة أقل من 20%.

فضلاً عن ذلك، قال الرئيس التنفيذي إنه بينما كان مشروعها الأول عبارة عن محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 29 ميغاواط في العراق، تخطط شركة البنية التحتية لمالكها رازون لتنمية محفظة إدارة الطاقة والمياه والنفايات في الفلبين قبل التوسع في الخارج.