واصلت الأسهم الأميركية خسائرها في تعاملات يوم الثلاثاء أول تعاملات الأسبوع، وكذلك تراجعت السندات مع ارتفاع العائد في ظل الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيظل متشدداً في سياسته لمواجهة أشد موجة تضخم تمر بها الولايات المتحدة منذ 4 عقود، لتفقد مؤشرات الأسهم نصف مكاسبها التي حققتها من أدنى مستوى في يونيو الماضي.
وبنهاية جلسة متقلبة تمكن مؤشر S&P 500 من الإغلاق فوق مستوى 3900 بقليل - وهو الحد الذي يراه بعض المحللين الفنيين نقطة دعم قصيرة الأجل والتي بكسرها يستمر الاتجاه الهابط.
تراجعت سندات الخزانة عبر المنحنى، حيث وصل معدل 30 عاماً إلى أعلى مستوى منذ 2014. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري إلى مستوى قياسي آخر، بينما سجل الين الياباني أدنى مستوى له في 24 عاماً.
قال سوليتا مارسيلي، كبير مسؤولي الاستثمار بالأميركتين في "يو بي إس غلوبال لإدارة الثروات": "نواصل تقديم المشورة للتعامل مع اتجاهات السوق ذات التقلب الكبير، ونرى أنه يجب على المستثمرين إبقاء تخصيصات أصولهم أقرب إلى معاييرهم الاستراتيجية طويلة الأجل، ونوصي أيضاً بإمالة المحافظ بشكل متزايد نحو أصول عالية الجودة وأكثر دفاعية، والتي يجب أن تصمد بشكل أفضل عبر سيناريوهات متعددة".
زادت صناديق التحوط من انكشافها في الأسابيع الأخيرة، كما تظهر بيانات من شركة الوساطة الرئيسية لمجموعة "غولدمان ساكس"، مما أدى إلى زيادة المبيعات القصيرة عبر المنتجات الكلية مثل العقود الآجلة للمؤشرات مع شراء أسهم الشركات انتقائياً. وتشير البيانات إلى أن مديري الأموال على حد سواء حريصون على الحصول على الصفقات ويتخوفون من اتجاه السوق الأوسع.
تخلت الأسهم الأميركية عن نحو نصف المكاسب التي حققتها من أدنى مستوياتها في يونيو بعد أن أشار عدد كبير من المتحدثين الفيدراليين إلى أن البنك المركزي سيبقي سياسته مشددة. وفي حين أن سوق الأسهم يجب أن تظل "متقلبة"، تظهر العديد من المؤشرات الفنية أن الأسواق وصلت إلى مرحلة التشبع بالبيع، وفقاً لكيث ليرنر من Truist Advisory Services.
قال ليرنر: "لا تتحرك الأسواق عادة في خط مستقيم، وبالطبع يمكن أن تحصل أسواق ذروة البيع على المزيد من الذروة لعمليات البيع. ومع ذلك، بعد الدعوة لتقليص حيازة الأسهم بقوة سنكون أقل استعداداً للقيام بذلك الآن على الأقل على المدى القصير ".
بالنسبة إلى مات مالي من شركة Miller Tabak + Co، فإن أي مكاسب في الأسهم في هذه المرحلة يجب أن يُنظر إليها على أنها انتعاش قصير المدى. ويقول إنه يجب على المتداولين استخدام هذه الارتدادات كفرصة للحصول على مزيد من الدفاعية.
في غضون ذلك، أصبح أحد أكبر بنوك الاستثمار في وول ستريت أكثر تشاؤماً بشأن توقعات الأرباح.
خفض مايك ويلسون، الخبير الاستراتيجي في مورغان ستانلي، توقعاته بشأن نمو أرباح السهم، قائلاً إن تباطؤ الاقتصاد من المرجح الآن أن يكون مصدر قلق أكبر للأسهم. في عام 2023، يتوقع أن تنخفض الأرباح بنسبة 3% حتى في غياب الركود الاقتصادي.
سارع المتداولون الذين يستعدون لصدمة الركود مؤخراً إلى التراجع عن الأسهم، حيث أعلنت صناديق الأسهم العالمية تدفقات خارجة بقيمة 9.4 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 31 أغسطس، وهي رابع أكبر عمليات استرداد هذا العام، وفقاً لبيانات EPFR Global التي استشهد بها بنك أوف أميركا.
البيانات التي تظهر توسع قطاع الخدمات في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة في أربعة أشهر عززت من رهانات المتداولين على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي التي لا تزال متشددة.
في الأسبوع الأخير قبل دخول المسؤولين فترة الصمت قبل اجتماع السياسة في 20-21 سبتمبر، يجمع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وجهات النظر من مجموعة ضخمة من محافظي البنوك المركزية لتقييم ملاحظاتهم بعناية بحثاً عن دليل على الميل نحو زيادة أخرى في معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، أو إذا كان هناك مجال لخفض سرعة الزيادة".
الأسهم
العملات
السندات
السلع