"إكسكاليبر".. القذيفة المدفعية الأميركية الأكثر دقة أضيفت سراً للمساعدات الأوكرانية

تُمكن قذائف "إكسكاليبر" الموجهة قادة ساحة المعركة من إصابة الأهداف بدقة أكبر

عناصر من مشاة البحرية الأميركية تطلق قذيفة "إكسكاليبور" من مدفع هاوتزر "M777" في أفغانستان في عام 2011.
عناصر من مشاة البحرية الأميركية تطلق قذيفة "إكسكاليبور" من مدفع هاوتزر "M777" في أفغانستان في عام 2011. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أرسل البنتاغون إلى أوكرانيا أدق قذيفة مدفعية موجهة بنظام تحديد المواقع لديه، "إكسكاليبر"، حسبما أكدت وثائق الميزانية الإضافية غير المعلن عنها لترسانة التصدي للغزو الروسي لأوكرانيا.

لأول مرة تؤكد خطة إعادة تجديد مخزون قذائف "إكسكاليبر" أن البنتاغون كان يمُد القوات الأوكرانية بالقذيفة المدفعية، وتجاهل المسؤولون الأسئلة حول "إكسكاليبر" رغم التقارير التي أفادت بتنفيذ خطط التزويد بها واستخدامها بالفعل في أوكرانيا.

استخدم السلاح الموجه بالأقمار الصناعية والذي يضرب هدفه ضمن نطاق لا يتجاوز سبعة أقدام (متران) لأول مرة في العراق في 2007 أثناء تنفيذ عملية الاغتيال رفيعة المستوى لقيادي ومرافقيه في تنظيم القاعدة.

أظهرت وثيقة صدرت الشهر الماضي لم يُكشف عنها سابقاً أن وزارة الدفاع الأميركية ستنفق 92 مليون دولار من التمويل التكميلي الذي وافق عليه الكونغرس "لشراء ذخائر "إم 982 إكسكاليبر" (M982 Excalibur) لتحل محل تلك المنقولة إلى أوكرانيا لدعم الجهود الدولية لمواجهة العدوان الروسي".

بايدن يطلب من الكونغرس الأمريكي 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا

تستخدم القذيفة مع مدافع الهاوتزر عيار 155 مليمتر (المدفعية الميدانية للجيش) وطورتها وحدة الصواريخ والدفاع في "رايثيون تكنولوجيز"، و"بي إيه إي سيستمز بوفور" (BAE Systems Bofor). تُمكن قذائف "إكسكاليبر" الموجهة قادة ساحة المعركة من إصابة الأهداف بدقة أكبر، ولديها نطاق يصل إلى 25 ميلاً (40.5 كيلومتر)، وفقاً للوثيقة.

ذُكرت قذيفة "إكسكاليبر" في وثائق توضح كيف ينفق البنتاغون بعض من المساعدات "التكميلية الإضافية لأوكرانيا" بقيمة 20.1 مليار دولار والتي وقعها الرئيس جو بايدن في مايو. وأُخذت قذائف "إكسكاليبر" المعدة بالكامل للإطلاق من مخزونات الجيش كجزء من 19 إجراء يقدر بـ8 مليار دولار تمنحه "سلطة السحب الرئاسي". قدم البنتاغون تفاصيل حول مشتريات إعادة ملء المخزونات بقيمة إجمالية تناهز 7 مليارات دولار عبر سبعة دفعات حتى الشهر الماضي.

مضاعفة الموازنة

قال مارك كانسيان، محلل دفاعي في مركز الأبحاث الاستراتيجية والدولية والذي يراقب الإنفاق المتعلق بأوكرانيا: "إن إضافة 92 مليون دولار لشراء "إكسكاليبر" يزيد موازنة البرنامج بأكثر من الضعف، ويضيف حوالي 900 قذيفة في العام المالي 2022". يمثل ذلك زيادة عن التمويل البالغ 56.7 مليون دولار الذي أقره الكونغرس للعام المالي الحالي.

يخصص التمويل البالغ 56.7 مليون دولار لشراء 374 قذيفة مقاومة للانحشار وموجهة بنظام تحديد المواقع، وفق وثائق موازنة الجيش.

الاتحاد الأوروبي يستعد للإعلان عن حزمة بقيمة 5 مليارات دولار لأوكرانيا الأسبوع المقبل

بحسب المحلل كانسيان فإن "هذا يؤكد ما كان مشكوكاً فيه منذ فترة طويلة وهو أن الولايات المتحدة كانت تُمد أوكرانيا بهذا السلاح المتقدم".

حالياً، تبلغ تكلفة كل قذيفة معدة بالكامل للإطلاق ما بين 98700 دولار إلى 106400 دولار وفق قيمة الدولار في العامين الماليين 2021 و2022 واعتماداً على الكميات المشتراة، بحسب وثائق موازنة الجيش.

دقة مثبتة

تقول وثائق موازنة الجيش إن قذائف "إكسكاليبور" أثبتت دقة "تمكن من إصابة الهدف من الضربة الأولى ما يقلل عدد القذائف المطلوبة وكذلك يقلص الأضرار الجانبية".

استناداً إلى قدراته، ربما اقتصر استخدام السلاح على تدمير مواقع القيادة والمراقبة الروسية بدقة، بينما تشتبك القوات الأوكرانية في مبارزات مدفعية مع الغزاة في المناطق الشرقية.

قدم قانون المساعدات التكميلية لأوكرانيا أكثر من 40 مليار دولار في كتمويل طارئ، ووصلت حصة البنتاغون إلى 20 مليار دولار على الأقل، من بينها 6 مليارات دولار لمساعدة أوكرانيا وتزويدها بالمعدات، و9 مليارات دولار لإعادة ملء مخزونات المعدات الأميركية.

بخلاف قذائف "إكسكاليبور" التي لم يكشف عنها سابقاً، تبين وثائق الموازنة أيضاً إمدادات عناصر معروفة مثل قذائف المدفعية التقليدية عيار 155 ملم، وصواريخ جافلين المضادة للدروع، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، ونظام الصواريخ المتنقلة "هيمارس" (HIMARS) وما يرتبط به من نظام الصواريخ الموجه متعدد الإطلاق، أو ما يعرف براجمة الصواريخ "GMLRS". هناك أيضاً مشتريات أصغر لقاذفات القنابل اليدوية طراز "إم كيه-19"، و"بنادق القنص الدقيقة"، و"مناظير الاستكشاف"، و"وحدات تبريد البطارية البديلة" لصواريخ ستينغر.

قال كانسيان: "هناك الكثير من الأموال قيد التوجيه لزيادة سعة الإنتاج من أجل المشتريات المستقبلية" للأسلحة، مثل نظام الصواريخ الموجه متعدد الإطلاق المستخدم على نظام "هيمارس"، وهي أنظمة يمكنها الإطلاق لمسافة تتجاوز 25 ميلاً (40 كيلو متر).

6 شهور على اندلاع الحرب في أوكرانيا بـ8 رسوم بيانية

كما أرسلت الولايات المتحدة بنادق قنص إلى أوكرانيا وتسعى لتأمين 265 ألف دولار لإحلال مخزونها من بنادق القنص، بالإضافة إلى 80 ألف دولار لمناظير الاستكشاف بعيدة المدى التي ترسل مع بالبنادق.

خطط أخرى لانفاق من قبل البنتاغون

745.5 مليون دولار لتجديد مخزونات صواريخ ستينغر. يتضمن هذا المبلغ 303.7 مليون دولار لإدخال تعديلات على الأسلحة الحالية، إذ إن الصاروخ لم يعد يُصنع، و370.3 مليون لإحلال صواريخ ستينغر المرسلة إلى أوكرانيا، وهو ما سيتطلب إعادة بدء الإنتاج لأجل البنتاغون والذي توقف في العام المالي 2005 أو استبدالها بأسلحة شبيهة. ستوجه الأموال المتبقية إلى تجديد مخزونات وحدات تبريد بطاريات صواريخ ستينغر.

471 مليون دولار لتجديد مخزونات 16 وحدة "هيمارس" بنتها "لوكهيد مارتن كورب"، وزيادة سعة الإنتاج.

337 مليون دولار لتجديد المخزون من قذائف عيار 155 مليمتر للجيش والقوات البحرية.

263 مليون دولار لتعويض القوات الجوية عن نفقات النقل من المستودعات الأميركية إلى مناطق مباشرة العمل في أوروبا "دعماً للجهود الدولية لمكافحة العدوان الروسي".

260.5 مليون دولار لصواريخ نظم الراجمات الموجهة بنظام تحديد المواقع وزيادة السعة الإنتاجية.

74.7 مليون دولار لتجديد مخزون الرصاص عيار 50 مليمتر والذخيرة.

65 مليون دولار لإحلال "الزوارق الهجومية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة" المنقولة إلى أوكرانيا.