توجه المستثمرين للمخاطرة بعد تراجع الدولار ينعش الأسهم الأميركية

أحد المشاة يمر أمام محطة مترو أنفاق "وول ستريت" بالقرب من بورصة نيويورك، يوم الإثنين 27 يونيو 2022. اندفع مستثمرو الأسهم الأميركية في تعاملات نهاية الأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر 2022 إلى المخاطرة، بعد توقف العملة الأميركية عن الارتفاع القوي الذي سجلته مؤخراً.
أحد المشاة يمر أمام محطة مترو أنفاق "وول ستريت" بالقرب من بورصة نيويورك، يوم الإثنين 27 يونيو 2022. اندفع مستثمرو الأسهم الأميركية في تعاملات نهاية الأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر 2022 إلى المخاطرة، بعد توقف العملة الأميركية عن الارتفاع القوي الذي سجلته مؤخراً. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سلكت الأسهم الأميركية طريق المكاسب المحفوفة بالمخاطر، مع تراجع الدولار بعد صعوده القوي مؤخراً، والذي هزّ على ما يبدو العملات العالمية، وأثار مخاوف من المزيد من الرياح المعاكسة للشركات الأميركية.

في إشارة على السوق الصاعدة، تجاوز مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" متوسط المستويات التي سجلها على مدى 100 يوم، وإن كان يميل لتسجيل ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، فيما تفوّق عليه مؤشر "ناسداك 100" من حيث الأداء.

انتعشت أسهم شركات التكنولوجيا التي لا تحقق أرباحاً، وانتعشت معها أسهم "الميم" وعملة "بتكوين"، فيما ابتعد الدولار عن رقمه القياسي، متحدياً المشكّكين الذين وصفوا انخفاضه الأخير بأنه عملية تصحيح، مع استمرار الحديث عن عملة أقوى في ظل تشديد الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية.

تجاهل المتداولون تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تشديد السياسة النقدية، كما تجاهلوا المخاوف بشأن احتمال حدوث ركود اقتصادي، والتي كانت قد دفعت الأسهم إلى مستويات ذروة البيع تقريباً. وفي هذا السياق، قالت "سيتي غروب" إن المعنويات والحالة المزاجية في السوق متشائمة للغاية، لدرجة تشير إلى أنه سيكون هناك ارتداد صعودي إن لم يكن هناك الكثير من المخاطر في المستقبل.

السندات الأميركية تستعد لأكبر خسارة في عقود مع استمرار تشدد "الفيدرالي"

انخفض مؤشر "ليفكوفيتش"، وهو مقياس للحلة المزاجية، إلى (-16 نقطة) هذا الأسبوع، مبتعداً عن مستوى (-17) الذي يشير إلى حالة الذعر. كما هبط مؤشر الصعود والهبوط لـ"بنك أوف أميركا" إلى مستوى "أقصى هبوط"– وهذا غالباً ما يُنظر إليه على أنه إشارة شراء عكسية.

استراتيجيو "غولدمان": الأسهم لم تصل بعد إلى نقطة قاع "حاسمة"

توقع المتداولون على نطاق واسع، زيادة إضافية كبيرة على أسعار الفائدة في سبتمبر، بعد زيادتين بمقدار 75 نقطة أساس. قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمس بولارد، إنه يميل "بقوة أكبر" نحو زيادة بالمقدار ذاته للمرة الثالثة على التوالي، بينما أشارت نظيرته في كانساس سيتي، إستر جورج، إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لديهم حجة قوية و"قاطعة" للمُضي في إنهاء الدعم النقدي. أما محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، فقال إنه يفضّل "زيادة أخرى كبيرة" على أسعار الفائدة.

مرونة الاقتصاد

قال ديفيد دونابديان من "سي آي بي سي برايفت ويلث يو إس" (CIBC Private Wealth US)، إن تعافي السوق هذا الأسبوع أظهر أن الاقتصاد لا يزال يتمتع بالمرونة. لكنه أشار أيضاً إلى أن السوق الصاعدة والمستدامة، ستحدّدها ثلاثة عوامل، وهي: الاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من التشديد؛ واتجاه هبوطي مقنع للتضخم؛ وتوقعات أكثر واقعية لأرباح الشركات.

أضاف دونابديان: "على الرغم من فكرة أن تحرك الاحتياطي الفيدرالي سيضر بنمو الاقتصاد، لم نرَ أي إشارات على ذلك. لم نصل إلى قاع السوق الهابطة بعد، وفي واقع الأمر، ستستغرق الرحلة إلى السوق الصاعدة التالية بعض الوقت، وسنشهد خلال تلك الفترة سسلسلة من الانتكاسات والتعافي".

في الواقع، تُظهر البيانات أن المستثمرين ربما لا يزالون أكثر ميلًا للبيع في ظل التراجع بدلاً عن الشراء. فمن خلال قراءة البيانات الخاصة بأداء مؤشر "ستاندر آند بورز 500" لهذا العام، يتضح أنه بعد تحركه اليومي بنسبة 1% على الأقل في أي من الاتجاهين، يأتي اليوم التالي ليكون الأسوأ على الإطلاق، وفقاً لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group) ، وهذا يتناقض بشكل صارخ مع بيانات عام 2021، الذي يُعتبر أفضل عام في "الشراء عند الانخفاض" منذ عام 1963.

سجلت صناديق الأسهم الأميركية تدفقات خارجة بقيمة 10.9 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 7 سبتمبر، وفقاً لبيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global)، والتي استشهد بها استراتيجيو "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت. لقد قال هؤلاء الاستراتيجيين إن الوضع "المروّع"، غذّى أكبر هجرة جماعية خلال 11 أسبوعاً، والتي قادتها أسهم شركات التكنولوجيا. وقد بلغت التدفقات الخارجة لصناديق الأسهم العالمية 14.5 مليار دولار، بينما تم ضخ 6.1 مليار دولار في سندات الحكومة وسندات الخزانة.

مؤشر أسعار المستهلك

بالنظر إلى المستقبل، ستركز الأسواق على تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس، وهو الأخير قبل أن يتخذ صانعو السياسة قرارهم بشأن أسعار الفائدة. وفي حين يشير معدل الارتفاع المتوقع، والبالغ 8% في مؤشر أسعار المستهلكين على مدار العام، إلى أن وتيرة ارتفاع التضخم بدأت تهدأ، إلا أن المقياس الأساسي الذي يستبعد الغذاء والوقود، من المتوقع أن يتسارع.

كتب الاقتصاديون في "بنك أوف أميركا"، بمن فيهم إيثان هاريس: "بالنسبة إلى المستثمرين، فإن المحصلة النهائية هي أن صدمة البنك المركزي -لا سيما من الاحتياطي الفيدرالي- لم تنته بعد. وهذا يعني المزيد من الضغط على أسعار الفائدة، والمزيد من الضعف في الأصول الخطرة، والمزيد من الاتجاه الصعودي للدولار القوي للغاية".

بعد عامين من فقدان "وول ستريت" لمصدر تحديثات مراقب عن كثب بشأن السلوك الاستثماري، ستقوم شركة "روبن هود ماركتس" (Robinhood Markets) بتوزيع معلومات عن الأسهم الأكثر تداولاً بين مستخدميها من خلال مؤشر جديد، حيث سيقدّم هذا المؤشر لمحة شهرية عن أهم 100 سهم يحتفظ بها مستخدمو الشركة بأكبر قدر من الواقعية. وتُعدّ أسهم "تسلا" و"أبل" و"أمازون" من بين الأسهم الـعشرة الأكبر، فيما تشمل القائمة أيضاً سهم "إيه إم سي إنترتينمت هولدينغز"، وهو من أسهم "الميم" التي يتسم بالتقلب المدفوع بمستثمري التجزئة.

في ما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

ارتفع مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 1.5% عند الإغلاق.

ارتفع مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 2.2%.

ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 1.2%.

ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 1.7%.

العملات

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.6%.

ارتفع اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.0044 دولار.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7% إلى 1.1589 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 1% إلى 142.71 ين للدولار.

السندات

سجّل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تغيراً طفيفاً إلى 3.32%.

انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 1.70%.

انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 5 نقاط أساس إلى 3.10%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 3.3% إلى 86.30 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.4% إلى 1,727 دولاراً للأونصة.