الطريق إلى سيارة أبل يمر عبر الصين

عمال على خط التجميع في منشأة إنتاج Nio   في مقاطعة أن هو ، الصين
عمال على خط التجميع في منشأة إنتاج Nio في مقاطعة أن هو ، الصين المصدر: بلومبرغ
Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

على الرغم من كل التكهنات التي تدور حول "سيارة أبل"، فمن المثير للاهتمام أن نعرف مصدر قطع السيارة، وكيف سيتم تصنيعها؟.

وخلال الأسابيع الأخيرة، عادت إلى الظهور التقارير التي تفيد أنَّ شركة "أبل" انضمت إلى سباق السيارات الكهربائية، إذ بدأ المنافسون على التصنيع التعاقدي في الظهور، مثل شركة "ماغنا انترناشونال" الكندية، وقد تكون شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية من بين الشركات المنخرطة في السباق أيضاً؛ ومن المرجَّح أن تتمكن الشركة المصنِّعة لهواتف "آيفون" من إنتاج سيارة ركاب مع حلول عام 2024، أو حتى قبل ذلك.

والجدير بالذكر أنَّ الكثير من تركيز صناعة السيارات الكهربائية ينصب على جانب البرمجيات والتكنولوجيا؛ فالصمامات المعدنية لا تثير حماس الناس مثل الواقع المعزز. ولكن حتى إن كانت مملة؛ فإن المكوِّنات والقطع ضرورية لجعل الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة، وما من شك في أنَّه يتمُّ تصنيع هذه القطع بشكل متزايد في الصين.

هذا وتعمل بكين على تأمين أجزاء أكبر من سلسلة القيمة. ولنأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في أسواق السيارات العالمية حالياً، إذ تتزايد الشكاوى من النقص في رقائق أشباه الموصلات التي تعدُّ المكوِّن الرئيسي لميزات أكثر تعقيداً، مما يجبر شركات صناعة السيارات على خفض الإنتاج، وتعطيل المصانع.

وفي حين أنَّ الصين قد تأخرت لسنوات في إنتاج الرقائق الالكترونية، إلا أنَّها الآن وسط دفعة قوية للاستحواذ على مساحات كبيرة من سلسلة التوريد المعقدة، والاعتماد بشكل أقل على الواردات. ومن المرجَّح أن تتحقق الفائدة للشركات المصنِّعة الصينية، مثل شركتي "بي واي دي"، و تشو تشو" اللتين أضافتا طاقة إنتاجية لهذه القطع، إذ ستتحول الشركات في الداخل والخارج إلى هذه البدائل القابلة للتطبيق.

وما يزال السؤال حول قدرة أكبر سوق للسيارات في العالم أن يصنع أفضل سيارة كهربائية من البداية إلى النهاية مطروحاً للإجابة عليه. وفي أبريل 2019، أدهشتني مجموعة الخيارات الرائعة في معرض شنغهاي للسيارات؛ فقد عُرضت سيارة واحدة فقط من كل طراز لتكون أنموذجاً. وعندما يتعلق الأمر بمستقبل النقل، فإنَّ قابلية التكنولوجيا على التوسع التجاري مهمة، فقد تعلَّمت شركة "تسلا" هذا الدرس بالطريقة الصعبة، ووجدت في نهاية المطاف طريقاً للخروج من "جحيم الإنتاج". وربما يكون هذا هو السبب الذي دفع إيلون ماسك أخيراً إلى التوجه نحو الصين، فقد أنشأ منشأة هناك، ولديه الآن قائمة طويلة من المورِّدين المؤهلين لتوفير القطع الأساسية مثل البطاريات، والصمامات، والزجاج. وبذلك، تمكَّنت "تسلا" أيضاً من خفض التكاليف بأكثر من 30%.

المسار الصعب

وبالنظر إلى خوض أسواق السيارات العالمية في هذا المسار الصعب، فمن الواضح تماماً أنَّه بغض النظر عمَن كان ينجح؛ فسوف يعتمد على صانعي قطع السيارات الكهربائية المزدهرين في الصين. وستأخذ هذه الحاجة الأسبقية على التوترات التجارية العالمية، والمخاوف التي تلوح في الأفق من هيمنة التكنولوجيا. وفي الواقع، فقد استحوذ موردو القطع الصلبة بالفعل على أجزاء كبيرة من الحصة العالمية من الإنتاج. وتصنع الصين أكثر من 70% من مادة الكاثود، وهي جزء مهم من جميع البطاريات، و40% من الموصلات - أنظمة الأسلاك عالية الجهد التي تربط البطاريات بالمحرِّك والأجزاء الأخرى. وعندما يتعلَّق الأمر بالقطارات التي تعمل على البطارية، تمتلك الصين 70% من السعة العالمية، و80% من المواد المطلوبة.

ولايوجد بيننا أي شك في أنَّ السيارات الكهربائية تحتاج بشكل عام إلى المزيد من هذه القطع مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي، كما أنَّ حجم الطلب يخفِّض التكاليف أيضاً.

وهذا يعني أنَّ صناعة مكوِّنات السيارات الكهربائية في الصين – بدءاً من البطاريات وصولاً إلى قطع الإدارة الحرارية، وزجاج العرض على مستوى الرأس - من المرجَّح أن تجد مكاناً لدى كل شركة تصنيع محتملة للسيارات.

ونظراً لأنَّ تكلفة الاعتماد تُعدُّ من إحدى أكبر العوائق أمام السيارات الكهربائية، يمكن لشركة "أبل" الاعتماد على قائمة مورِّدي قطع الغيار الخاصة بها. وفي حين أنَّ صانعي السيارات الكبار لديهم منصات لطموحاتهم في تصنيع السيارات الكهربائية، كما أنَّ شركات أخرى، مثل الشركة المجمعة لهواتف أيفون "هون هاي بريسيشن إنداستري"، تحاول الخوض في هذا المضمار، إلا أنَّ صنَّاع القطع سيبقون اللاعبين الأساسيين.

ومن المثير للاهتمام أنَّه من بين أكثر من 90 براءة اختراع تقدَّمت بها الشركة منذ عام 2017، تمَّ منحها أربع براءات اختراع فقط في العام الماضي، وتتعلَّق بالسيارات والعرض على مستوى الرأس- أو الزجاج الأمامي ذي الواقع المعزز.

وتعدُّ شركة "مجموعة فوياو لصناعة الزجاج" واحدة من أكبر الشركات المصنِّعة لزجاج السيارات في العالم، وهي تضيف هذه المنتجات ذات القيمة المضافة العالية إلى عروضها.

وأما بالنسبة لشركة "أبل"، فهذا يعني أنَّها لن تضطر إلى الاعتماد على شركات تصنيع السيارات والمصنِّعين التقليديين - فالطريق إلى سيارتها المستقبلية يمكن أن يمر الآن عبر الصين.