كيف بنَت شركة مياه غازية علامة تجارية من فاكهة غير مثالية؟

"داش" تحقق أرباحاً من فاكهة غير مثالية كانت ستنتهي كنفايات

مؤسِّسا شركة "داش ووتر" (Dash Water) جاك سكوت وأليكس رايت
مؤسِّسا شركة "داش ووتر" (Dash Water) جاك سكوت وأليكس رايت المصدر: داش ووتر
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يصعب العثور على مشترين لفاكهة بها عيوب مثل التوت البري أو الخوخ المتضرر نتيجة تعرضه لضغط أو حبات الخيار الملتوية، لكنّ رائدَي المشروبات الغازية جاك سكوت وأليكس رايت يريان في "المنتج غير المثالي" نكهة ملائمة تماماً.

استخدم مؤسِّسا شركة "داش ووتر" (Dash Water)، التي يقع مقرها في لندن، الفاكهة التي قد ينتهي بها المطاف كعلف للحيوانات أو في مكبات النفايات، لإضفاء النكهات على المشروب الغازي الخالي من السكّر الذي ينتجانه. في المعتاد يتحوّل ما يقرب من 40% من المحاصيل المزروعة في العالم إلى نفايات طعام تولّد انبعاثات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري. بدأت "داش" عملها بعروض مخصصة في صالات النوادي الرياضية والمقاهي الصغيرة، وكانت تبيع ست نكهات عبر الإنترنت وفي متاجر التجزئة الكبرى في المملكة المتحدة وأستراليا. تتوقع الشركة التي تأسست في 2017 وصول مبيعات التجزئة إلى ما لا يقل عن 18 مليون جنيه إسترليني (20 مليون دولار) هذا العام، ولديها طموح للتوسع عالمياً. وسيشاركنا سكوت في ما يلي دروساً من مسيرته.

  • حدد لنفسك مهمة أكبر

قال سكوت الذي بلغ عمره 32 عاماً: "ضروري أن تفكر الشركات أو العلامات التجارية الآن في كيفية جعل العالم مكاناً أفضل". نشأ هو ورايت الثلاثيني في مزارع، إذ شهدا رمي منتجات غير مرغوب فيها لكنها صالحة للأكل تماماً. قدمت داش في يوليو حملة إعلانية بعنوان "الحب غير المثالي" سعت عبرها لزيادة الوعي بشأن هدر الطعام، فيما كانت المملكة المتحدة مقبلة على أشدّ فصول الصيف جفافاً منذ عقود. أدى الجفاف إلى حصاد تفاح وجَزَر وبصل منكمش أو غير منتظم الشكل، ما دفع مناصري الزراعة إلى المطالبة بتخفيف معايير حجم وشكل البقالة.

  • الصبر يؤتي ثماره

كان إقناع تجار التجزئة بوجود شهية للمشروبات الغازية الخالية من السكّر صعباً في البداية. جرّب المؤسِّسان طرح المنتج في المتاجر، وقدّما بعضاً منه مجاناً، وزارا نحو 25 موقعاً محتملاً يومياً "للقيام بالبيع الصعب لمنتجات (داش)"، كما يقول سكوت. وأضاف: "ببطء ومع مرور الوقت، ومن خلال النشاط التسويقي عبر الإنترنت، يمكن الحصول على متابعين أساسيين". بدأت شركتا "ستاربكس" و"تيسكو" في الأسابيع الأخيرة بتسويق علب منتجات "داش" في المملكة المتحدة.

  • كن متحفزاً

حين ضرب "كوفيد" وأُغلقت المتاجر، فقدَت "داش" كثيراً من شبكة توزيعها. لذا انتقلت الشركة للبيع عبر الإنترنت، وتمثل المعاملات الرقمية الآن نصف إجمالي المبيعات، 35% على موقع "داش" على الإنترنت، و15% من خلال "أمازون دوت كوم"، كما يقول سكوت.

  • وسائل التواصل الاجتماعي ليست كل شيء

تعرض منشورات "داش" على "إنستغرام" مشاهير مثل فيكتوريا بيكهام وهم يحملون علبها الزاهية الألوان، لكن سكوت ينصح بعدم الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي. شرح ذلك قائلاً: "تأكد من أن كل جهد تقوم به يمكن ترجمته حقاً إلى مبيعات، فلا توجد فائدة من جعل كايلي جينر تتحدث عن (داش) إن لم يكن شراؤها متاحاً لأحد في الولايات المتحدة".

  • كن متنبهاً إلى التفاصيل

يقول سكوت, الذي كان يتحدث إلى مزارعي الفراولة حول إمكانية إضافة نكهة جديدة إلى عروض الشركة الحالية، مثل عنب الثعلب والخيار والليمون والمانجو والخوخ والتوت: "مفيد استكمال جميع تفاصيل منتجك قبل دخول السوق، فهناك فرصة واحدة لإطلاق منتج".