ما حقيقة تباطؤ حركة الهجرة العالمية؟

رسم توضيحي:
رسم توضيحي: المصدر: GEORGE WYLESOL FOR BLOOMBERG BUSINESSWEEK
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قدّرت شركة "غالوب" (Gallup) لاستطلاعات الرأي مؤخرًا، أن حوالي 750 مليون شخص حول العالم يرغبون في مغادرة بلدانهم إلى دول أخرى، وكشفت عن هذا الرقم الضخم بناءً على استطلاعات شملت 152 دولة.

وذكرت الاستطلاعات أن أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، هما الوجهتان الأكثر تفضيلًا، ما قد يثير خيال البعض لتصور مجموعات كبيرة من المهاجرين تعبر حدودهم.

ويختلف التصريح بالرغبة في الهجرة عن تنفيذ الفكرة نفسها تمامًا، إذ أن 16 بالمئة من سكان الولايات المتحدة يريدون مغادرتها، وفقًا لـ "غالوب"، دون أن يمثل المهاجرون الأمريكيون أكثر من 3 بالمئة من السكان المحليين حول العالم، بحيث يبدو الكثير من الأمريكيين غير جادين تمامًا فيما يتعلق بالهجرة.

أما في بلدان أخرى، فالرغبة في الهجرة قد تكون موجودة إلا أنها لا تتحقق نظراً للقيود المفروضة عليها، كما يرجع ذلك لانخفاض الدخل أيضًا، فالكثير من الأشخاص لا يملكون الموارد اللازمة لمغادرة بلدانهم.

السر وراء التراجع

وترتفع معدلات الهجرة مع تصاعد الدخل في البلاد الفقيرة، إلا أن زيادة الثراء وانخفاض معدلات الولادة يتسبب في انعكاس الوضع في نهاية المطاف، فقد توصل الاقتصاديان "تيموثي هاتون" (Timothy Hatton) و"جيفري ويليامسون" (Jeffrey Williamson) في دراسة قاما بها عام 2009 إلى تراجع معدلات الهجرة من آسيا وأمريكا اللاتينية.

وتوقع هذان الاقتصاديان أن تشهد الهجرة من البلدان النامية مزيدًا من الانخفاض في العقود المقبلة رغم تزايدها في أفريقيا، وتحديدًا في جنوب الصحراء الكبرى، في الوقت الذي تظهر بيانات الأمم المتحدة أن التباطؤ هائل في حركة الهجرة العالمية منذ عام 2010.

وربما يخلق التغيّر المناخي والاضطرابات السياسية دوافع جديدة للهجرة، إلا أنها تعتمد في جزء كبير منها على المستويات المستقبلية للدخل ومعدلات الولادة التي لا تزال مرتفعة في أفريقيا؛ ولكن بدلًا من مواجهة موجة هجرة عالمية جديدة واسعة النطاق، فإننا قد نشهد بداية نهاية إحداها.

ارتفاع عدد المهاجرين في العالم

معدل التغير السنوي

عدد السكان والخصوبة

يقف عدد السكان عن النمو عند معدل خصوبة يبلغ 2.1 مولود لكل امرأة، ووفقًا لـ "البنك العالمي" (World Bank) بلغ معدل الخصوبة العالمي 2.4 عام 2016 وتراجع من بعده، ولو بشكل غير منتظم، فقد بلغت معدلات الخصوبة في أفريقيا (جنوب الصحراء الكبرى 4.8)، بما يعني استمرار ارتفاع أعداد السكان فيها.

ذروة الهجرة

تميل معدلات الهجرة إلى بلوغ ذروتها عندما يصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 8 آلاف دولار إلى 10 آلاف دولار أمريكي، إذ أن جميع مناطق العالم وصلت إلى هذا المعدل أو اقتربت منه باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

توفير المأوى

أدت الحرب الأهلية في سوريا إلى تفجر أزمة اللاجئين الأخيرة، إلا أن الأعداد كانت آخذة بالانخفاض قبل ذلك وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، مع العلم أن أعداد اللاجئين في العالم ما تزال أقل منها عام 1990.

الهجرة إلى أمريكا

من بين دول أمريكا الوسطى التي ترسل الآن الكثير من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، تبلغ حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي المعدلة بحسب القدرة الشرائية في غواتيمالا 8,150 دولارًا أمريكيًا وفي السلفادور 8,006 دولارات أمريكية وفي هندوراس 4,986 دولارًا أمريكيًا.