دراسة: غالبية الاستثمارات الأوروبية في الصين تنتمي لشركات محدودة

10 شركات تستحوذ على 80% من استثمار القارة العجوز

سيارات فولكس واجن الكهربائية في مصنع للسيارات، يجري تشغيله مع شركة "سياك موتورز" الشريك المحلي،  في شنغهاي بالصين.
سيارات فولكس واجن الكهربائية في مصنع للسيارات، يجري تشغيله مع شركة "سياك موتورز" الشريك المحلي، في شنغهاي بالصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

الاستثمارات الأوروبية في الصين أصبحت تتركز باستمرار بيد حفنة من الشركات الكبرى، غالبيتها من ألمانيا، بحسب دراسة أجرتها شركة "روديوم غروب".

بيّن التقرير المنشور الخميس أن أكبر 10 شركات من أوروبا تستثمر في الصين، خلال الفترة من 2018 إلى 2021، مثلت بالمتوسط 80% تقريباً من إجمالي الاستثمارات من القارة. أسهمت الشركات الألمانية بما يفوق خُمسي الأموال المتدفقة من أوروبا على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

حفنة شركات

لإبراز مدى تركيز التدفقات النقدية، فإن شركات تصنيع السيارات "فولكس واجن" و"بي أم دبليو" و"دايملر" ومجموعة الصناعات الكيميائية "باسف" (BASF) استحوذت على ثُلث الاستثمارات خلال الأعوام الأربعة الماضية، بحسب ما دوّن الباحثون أغاثا كراتز، نوح باركين، ولورين دودلي.

قال هؤلاء الباحثون: "تشير نتائجنا لاتساع الفجوة في طريقة إدراك الشركات الأوروبية لتوازن المخاطر والفرص المتوفرة بالسوق الصينية، وبينما يدرس صنّاع السياسة ببرلين وعواصم أوروبية أخرى تطبيق إجراءات من شأنها الحد من الاعتماد الاقتصادي على الصين، سيكون من الحصافة أن يأخذوا التركيز المتنامي لمخاطر الشركات في حسبانهم".

استحوذت علاقة الشركات الأوروبية بالصين على اهتمام متزايد خلال السنة الحالية بعد أن فضحت الحرب في أوكرانيا أوجه ضعف القارة عند القيام بأنشطة تجارية مع روسيا. في مؤشر على التدقيق السياسي المتزايد، رفضت الحكومة الألمانية تجديد التأمين ضد المخاطر لشركة "فولكس واجن" لتغطية بعض الاستثمارات في الصين جراء مخاوف تتعلق بالعلاقة غير المباشرة المحتملة بانتهاكات حقوق الإنسان بمقاطعة شينغيانغ.

بايدن يوقع قانوناً لحظر استيراد البضائع من شينجيانغ الصينية

أبطأ وباء فيروس كورونا من الوتيرة الإجمالية للاستثمارات، في ظل سياسات عرقلة تهدف إلى مكافحة كوفيد وشروط صعبة في السوق منعت شركات أجنبية عديدة من تأسيس عملياتها التشغيلية بالصين. وقالت "روديوم" إنه لم تختر أي شركة أوروبية جديدة تقريباً الدخول إلى السوق الصينية خلال الأعوام الأخيرة.

اهتمام صيني

واصل اللاعبون الكبار أصحاب التواجد في الصين حالياً ضخ الاستثمارات. خلال الأسبوع الماضي وحده، احتفلت "باسف" بتدشين مجمع هائل جديد بقيمة 10 مليارات يورو (10 مليارات دولار) بتشانغيانغ، بحضور عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي ونائب الرئيس التنفيذي لمجلس الدولة هان تشنغ.

اعتبر محللون بشركة الاستشارات "تريفيوم تشاينا" (Trivium China) في بكين المشاركة رفيعة المستوى أمراً "نادراً"، قائلين إنه يدلل على أن الحكومة ترغب في جمع استثمارات أجنبية أكثر.

قالت "روديوم" إنه ليس من الواضح ما إذا كان الإنهاء التدريجي لسياسات مكافحة وباء كورونا سيشجع الشركات الجديدة على دخول السوق الصينية وقلب اتجاه التركيز.

أضاف التقرير: "من الممكن أيضاً، وربما حتى من المحتمل، أن يصبح تركز الاستثمار الأوروبي بالصين بيد حفنة صغيرة من الشركات الأوروبية المستقرة المرحب بوجودها من المسؤولين الصينيين أكثر رسوخا".