الدولار الملاذ الوحيد للاختباء هذا العام من انهيار الأصول الخطرة

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري يقفز 11% منذ مطلع العام.. وتوقعات باستمرار الصعود

حزم من الأوراق النقدية فئة 100 دولار أميركي مرتبة في مقر بنك شينهان، في سيول، كوريا الجنوبية.
حزم من الأوراق النقدية فئة 100 دولار أميركي مرتبة في مقر بنك شينهان، في سيول، كوريا الجنوبية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبح الدولار الأميركي المرتفع الآن ملاذ التحوط الوحيد المتاح من أكبر عاصفة تدمّر قيمة حيازات المستثمرين منذ الأزمة المالية العالمية.

ترى "سيتي غروب" أنه في ظل خسارة الأسهم العالمية بالفعل 23 تريليون دولار هذا العام، فإن العلاقة العكسية بين أداء الدولار الأميركي والأصول الخطرة تجعله الملاذ الوحيد لبقية عام 2022 على الأقل. كما توقع بنك التجارة الكندي الإمبراطوري أن يواصل الدولار مسيرته الصاعدة، بينما تقول شركة "براون براذرز هاريمان آند كو" (Brown Brothers Harriman & Co) إن المعطيات العالمية لا تزال تُفضّل العملة الأميركية.

كتب الخبراء الاستراتيجيون في "سيتي" بمن فيهم جيمي فاهي وآدم بيكيت في مذكرة بحثية يوم الخميس: "بات المكان الوحيد للاختباء هو السيولة بالدولار الأميركي". وألمحوا إلى أن دفع التضخم في الولايات المتحدة للهبوط بشكل كبير سيستحدث "ركوداً عميقاً"، مما يعني ضمناً انخفاضاً طويل الأمد في أرباح الشركات والأسهم قبل أن يتحول موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

البنك الدولي: الركود العالمي يلوح في الأفق بسبب أكبر موجة تشديد نقدي في نصف قرن

ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل 10 نظراء عالميين، بأكثر من 11% هذا العام، ليحقق أداءً سنوياً قياسياً، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ بدءاً من عام 2004.

فوضى الدولار القوي

تجلت مظاهر الفوضى التي سببها ارتفاع الدولار في أسواق العملات هذا الأسبوع. حيث صعد الدولار بعد بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أسرع من المتوقع يوم الثلاثاء، مما دفع التجار إلى تعزيز رهانات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، مما أدى إلى انخفاض الشهية تجاه المخاطر عالمياً.

البنوك المركزية في آسيا تواصل مقاومة الدولار الصاعد لوقف نزيف عملاتها

هبط الين الياباني، الذي كان يقبع بالفعل عند أدنى مستوياته منذ 24 عاماً ، إلى مستوى 145 أمام الدولار الذي تتم مراقبته عن كثب، بينما انخفض اليوان الصيني إلى ما دون 7، وهوت العملة الكندية إلى أقل مستوى في عامين تقريباً. كما بات الدولار الأسترالي على شفا تسجيل أدنى مستوى قياسي في عدة سنوات.

هيمنة

حتى بعد هذه الفوضى، استبعد الاستراتيجيون تراجع هيمنة الدولار .

"من المرجح أن يؤدي إعادة تسعير مخاطر تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استمرار سيطرة الدولار في جميع المجالات على المدى القريب" وفقاً لما كتبه وين ثين، رئيس استراتيجية العملة بشركة "براون براذرز هاريمان آند كو" في نيويورك، في مذكرة. وأضاف ثين: "كما قلنا خلال التصحيح الهبوطي الماضي للدولار; لم يتغير أي شيء فعلياً على الصعيد الأساسي، فلا تزال المعطيات العالمية تفضل الدولار والأصول الأميركية بشكل عام".

كما اتفق "سي أي بي سي" (CIBC) على أنه من السابق لأوانه توقع تراجع قوة الدولار.

قال بيبان راي، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في "سي أي بي سي" في تورنتو: "لا تزال معدلات السياسات النقدية الحقيقية سلبية، كما أن الأوضاع المالية فضفاضة للغاية". وأوضح راي: "قام السوق بتسعير بعض من هذا، ولكن هناك ما يكفي من علامات الاستفهام حول المحطة التي من شأنها أن تحافظ على الدولار الأميركي مدعوماً بشكل جيد".

تتوقع "سيتي غروب" أن يضيف مؤشر بورصة إنتركونتننتال للدولار- الذي سجل بالفعل أعلى مستوى خلال عقدين- نحو 2% أخرى في الأشهر الثلاثة المقبلة.

كتب المحللون الاستراتيجيون في "سيتي": "لقد أوضحنا مراراً وتكراراً أن نهاية الاتجاه الصعودي للدولار ستتطلب إما تحوّل واضح مقترن بدلائل في موقف الاحتياطي الفيدرالي عبر ارتفاع قوي لمنحنى سعر الفائدة الأميركية، أو حدوث انحدار شديد في التوقعات بشأن النمو العالمي.. وهذه الأمور قد تكون أبرز قضايا عام 2023، وليس اليوم".