"فولكس واجن" تتطلع لجمع 9.4 مليار دولار من اكتتاب "بورشه"

الصفقة تمثل أكبر عملية إدراج للأسهم على مستوى أوروبا منذ أكثر من عقد

سيارة "بورشه" طراز "سبايدر 718 " الفاخرة (يمين الصورة)، داخل صالة عرض تابعة "لبورشه" في دورتموند، بألمانيا
سيارة "بورشه" طراز "سبايدر 718 " الفاخرة (يمين الصورة)، داخل صالة عرض تابعة "لبورشه" في دورتموند، بألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلع شركة "فولكس واجن" إلى جمع نحو 9.41 مليار دولار من الطرح العام الأولي لشركة "بورشه" لصناعة السيارات الرياضية الشهيرة، في ما يمثل أكبر عملية إدراج أسهم على مستوى أوروبا منذ أكثر من عقد.

قالت شركة صناعة السيارات الألمانية في وقت متأخر أمس الأحد إنها تسعى للحصول على تقييم يتراوح بين 70 و75 مليار يورو للطرح، وهو ما يقلّ عن القيمة المستهدفة النهائية السابقة البالغة 85 مليار يورو، مع انطلاق الصفقة وسط فترة مضطربة بالغة في السوق.

أغلقت الأسواق الأوروبية إلى حد كبير أمام الاكتتابات الأولية لمعظم فترات العام، إذ تجنّبت الشركات البحث عن طروحات جديدة بسبب أزمة الطاقة بالمنطقة وارتفاع أسعار الفائدة والتضخم القياسي.

"بورشه" ليست الوحيدة التي تقلّص أهداف التقييم، إذ كانت شركة "إنتل" قد خفّضت توقعات الاكتتاب العام في "موبايل آي" (Mobileye).

"فولكس واجن" تناقش الطرح العام لـ"بورشه" في اجتماع الاثنين المقبل

التزامات ثابتة

تلقى خطة الإدراج دفعة بفضل التعهدات الثابتة من قِبل المستثمرين الأساسيين الرئيسيين، رغم ركود سوق الأسهم، إذ قالت الشركة المصنعة إنه من المقرر اكتتاب كل من جهاز قطر للاستثمار وصندوق الثروة السيادية النرويجي و"تي رو برايس" (T. Rowe Price) و"إيه دي كيو" (ADQ) في أسهم ممتازة بالطرح تصل قيمتها إلى 3.7 مليار يورو.

قال أرنو أنتليتز، المدير المالي لشركة "فولكس واجن": "نحن الآن في المرحلة الأولى من خطط الاكتتاب العام لـ(بورشه)، ونرحب بالتزام مستثمرينا الأساسيين".

وستبدأ فترة الاكتتاب في 20 سبتمبر، على أن يبدأ التداول المخطط له في 29 سبتمبر.

خلال لقاءات مع مستثمرين محتملين، عرضت "فولكس واجن" عملية الإدراج باعتبارها فرصة للاستثمار في شركة تجمع بين مقومات أفضل الشركات المنافسة في صناعة السيارات مثل" فيراري" (Ferrari NV) والعلامات التجارية الفاخرة مثل "لويس فايتون" (Louis Vuitton). وبينما تستهدف كل من "فيراري" و"بورشه" المستثمرين الأثرياء، تظل الشركة المصنعة الإيطالية في صدارة منافساتها التي تفتخر بهوامش ربح رائدة في هذه الصناعة، وتسلّم جزءاً محدوداً من مبيعات "بورشه" السنوية البالغة 300 ألف وحدة.

عند نقطة التقييم المتوسطة للأسهم الممتازة، سيقيّم الاكتتاب العام شركة "بورشه" بـ10.2 ضعف الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، ويقارن هذا بمضاعف الربحية لشركة "فيراري" البالغ 23.1 مرة. ومع ذلك فإن نطاق التقييم الأعلى لـ"بورشه" يتطابق تقريباً مع القيمة السوقية الإجمالية لشركة "فولكس واجن"، بما في ذلك "أودي" و"سكودا" وعلامة "فولكس واجن"، بالإضافة إلى "سيات"، وهي القيمة التي تبلغ 88 مليار يورو.

اتخاذ القرار

إضافة إلى طرح أسهم واحدة من أكثر الأسماء شهرة في صناعة السيارات للمستثمرين، فإنّ الاكتتاب العام الأولي سيُعيد سلطة مهمة لاتخاذ القرار لعائلة "بورشه–بيش" (Porsche-Piech)، التي فقدت السيطرة على شركة صناعة السيارات الرياضية منذ أكثر من عقد بعد فترة زمنية طويلة من صراع الاستحواذ مع "فولكس واجن".

لمراعاة مصالح عائلة الملياردير، التي تمتلك 53% من أسهم التصويت في "فولكس واجن" عبر شركة "بورشه أوتوموبيل هولدينغ" (Porsche Automobil Holding SE) المدرجة بشكل منفصل، فإن الاكتتاب في شركة "بورشه" يتسم بالتعقيد، وقد أثار مخاوف تتعلق بالحوكمة تعكس تلك المتعلقة بالهيكل المعقّد لـ"فولكس واجن".

"فولكس واجن" تستبعد "دويتشه بنك" من قيادة أحد أكبر الاكتتابات الأولية في ألمانيا

سيتمكن المستثمرون من الاكتتاب في 25% بالأسهم الممتازة في "بورشه"، التي لا تتمتع بحقوق التصويت. وستشتري العائلة 25% بالإضافة إلى أحد الأسهم العادية لشركة "بورشه" مع حقوق التصويت، مما يعني أنهم سيحصلون على حصة أقلية معارضة ومؤثرة في القرارات الرئيسية المستقبلية.

وافقت العائلة على دفع علاوة بنسبة 7.5% فوق النطاق السعري للأسهم المفضلة، وتخطط لتمويل عملية الاستحواذ بمزيج من رأس مال الديون يصل إلى 7.9 مليار يورو وتوزيعات أرباح خاصة تدفعها "فولكس واجن".

تقول شركة صناعة السيارات إن العائدات المتأتية من الطرح ستساعد "فولكس واجن" في تمويل التحول إلى صناعة السيارات الكهربائية والاستثمارات في البرمجيات.

على الرغم من زيادة الاهتمام بالاكتتاب العام، قال بعض المستثمرين إن تعيين أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لـ"بورشه"، على رأس "فولكس واجن" وخطة استمراره في دور مزدوج، يثيران شكوكاً حول استقلالية "بورشه" في المستقبل.