تدفقات النفط الروسي تتراجع وتضر بآلة بوتين الحربية

انخفاض صادرات الخام المنقول بحراً بشكل حادّ في النصف الأول من سبتمبر

روسيا تغمر آسيا بالوقود
روسيا تغمر آسيا بالوقود المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت صادرات الخام الروسي المنقولة بحراً بشكل حادّ في النصف الأول من سبتمبر، بعد أن اصطدمت أولاً بعاصفة في المحيط الهادي، ثم انخفاض غير مبرر في الشحنات القادمة من بحر البلطيق، حتى إنّ التدفقات المتجهة إلى كبار المشترين الآسيويين، وهما الصين والهند، لم تعوض انخفاض أحجام شحنات أوروبا.

انخفض النفط الخام المشحون من مواني روسيا بنحو 900 ألف برميل يومياً في أسبوعين، بمتوسط 2.54 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، مقارنة بـ3.42 مليون برميل في الأيام السبعة المنتهية في 2 سبتمبر. عند استخدام المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع، الذي يخفف تباين الأرقام، وجد أن الشحنات انخفضت إلى ما دون 3 ملايين برميل يومياً لأول مرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

طالع أيضاً: شحنات النفط الروسية إلى آسيا تتراجع لأدنى مستوياتها منذ مارس

انخفاض رسوم التصدير

إذا لم تنتعش الشحنات فإنّ الضرر الذي لحق بإيرادات الكرملين من انخفاض الأحجام سيتفاقم قريباً بسبب انخفاض آخر في رسوم التصدير، التي يُتوقع انخفاضها بنسبة 15% في أكتوبر. هذا سيؤدي إلى انخفاض عائدات البرميل الواحد إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2021، ما يعكس انخفاض أسعار النفط الخام الدولية وزيادة الخصومات على خام الأورال مقارنة بخام برنت خلال الفترة من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر.

تزداد التحديات التي يواجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على مشتري النفط الروسي لالتزام سقف سعري يمنح المشترين حق الوصول إلى التأمين و الخدمات الأساسية الأخرى في حال كان السعر المدفوع أقل من سقف السعر الذي لم يُحدَّد بعد. على الرغم من أن العملاء الرئيسيين في الصين والهند وتركيا لن يوافقوا على الأرجح على هذه الخطة، فإنّ سقف السعر قد يعزز قدرتهم التفاوضية مع روسيا بشأن المشتريات المستقبلية.

اقرأ أيضاً: الهند تدفع سعراً مضاعفاً للغاز بعد توقف التدفقات الروسية

تراجع الشحنات إلى آسيا

استناداً إلى الوجهات الحالية، انخفض متوسط تدفق الخام الروسي إلى أوروبا وسوق البحر الأبيض المتوسط الأوسع نطاقاً، بما فيها تركيا، في الأسابيع الأربعة حتى 16 سبتمبر إلى أدنى مستوياته في شهر، فيما تراجعت الشحنات إلى آسيا للأسبوع الثاني.

يستثنى جميع الأرقام الشحنات المحددة باعتبارها درجة مزيج تصدير النفط الخام الكازاخستاني "كيبكو" (KEBCO). هذه الشحنات التي أجرتها شركة "كازترانسويل" (KazTransoil JSC) تمرّ عبر روسيا من أجل التصدير من خلال أوست لوغا ونوفوروسيسك.

يجري مزج براميل النفط الكازاخستانية مع الخام روسي المنشأ لإنشاء درجة تصدير موحدة. منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية. جدير بالذكر أن الخام المنقول يُعفى بشكل خاص من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على الشحنات الروسية المنقولة بحراً، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في ديسمبر.

طالع أيضاً: أسواق الشرق الأوسط مرشحة لاستقبال النفط الروسي بعد تطبيق الحظر الأوروبي

تدفقات النفط الخام حسب الوجهة:

أوروبا

تراجعت صادرات الخام الروسي المنقول بحراً إلى الدول الأوروبية بشكل حادّ في الأسابيع الأربعة المنتهية في 16 سبتمبر، مسجلة انخفاضاً قدره 172 ألف برميل يومياً، أو نسبة 18% من الفترة المنتهية في 9 سبتمبر. وانخفض متوسط الشحنات المتجهة إلى المشترين الأوروبيين إلى 804 آلاف برميل يومياً، ليبلغ بذلك أدنى مستوياته حتى الآن هذا العام، إذ يتجنب مزيد من العملاء الإمدادات الروسية في الفترة السابقة للعقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر.

انخفض حجم الشحنات المتجهة من روسيا إلى شمال أوروبا إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام حتى الآن في الأسابيع الأربعة المنتهية في 16 سبتمبر. بلغ متوسط التدفقات 308 آلاف برميل فقط يومياً خلال الفترة الأخيرة، مع انخفاض في حجم الشحنات المرسلة إلى بولندا، فيما بلغ متوسط الشحنات المتجهة إلى صهاريج التخزين في روتردام 256 ألف برميل يومياً، أي نحو نصف الحجم الذي شوهد قبل غزو أوكرانيا.

تراجعت الصادرات إلى دول البحر الأبيض المتوسط من أعلى مستوى في الأسبوع الماضي منذ بداية العام وحتى تاريخه في الأسابيع الأربعة المنتهية في 16 سبتمبر، مدفوعة بانخفاض الشحنات إلى إيطاليا. ظلّت التدفقات إلى تركيا عند مستوى أعلى من 350 ألف برميل يومياً.

في الوقت ذاته، تراجعت التدفقات المجمعة إلى بلغاريا ورومانيا للأسبوع الثالث في الفترة حتى 16 سبتمبر، إذ انخفضت إلى ما دون 150 ألف برميل يومياً لأول مرة منذ خمسة أسابيع.

آسيا

لم تشهد تدفقات الخام الروسي إلى آسيا أي زيادة لتعويض الانخفاض المسجل في الشحنات المتجهة إلى أوروبا، إذ انخفض إجمالي الحجم المُحمّل على متن الناقلات للوصول إلى وجهات آسيوية في الأسابيع الأربعة حتى 16 سبتمبر، مقارنة بالفترة المنتهية في 9 سبتمبر. كل الناقلات التي تحمل النفط الخام إلى وجهات آسيوية مجهولة تشير إلى بورسعيد أو قناة السويس، ولن تتضح نقاط التفريغ النهائية على الأرجح لحين مرورها عبر الممر المائي إلى البحر الأحمر، على أقرب تقدير. معظم هذه السفن ينتهي به المطاف في الهند، رغم أن عدداً متزايداً منها كان متجهاً إلى الصين في الأسابيع الأخيرة.

انخفض إجمالي تدفقات الخام الروسي للأسبوع الثاني بمقدار 255 ألف برميل يومياً، أو 9% في الأيام السبعة المنتهية في 16 سبتمبر، مقارنة بالأسبوع السابق. كانت التدفقات من ميناءي بريمورسك وأوست لوغا المطلَّين على بحر البلطيق هي الأدنى حتى الآن هذا العام، وانخفضت أيضاً شحنات البحر الأسود. الأرقام تستثني الشحنات من أوست لوغا ونوفوروسيسك المحددة على أنها درجة مزيج تصدير النفط الخام الكازاخستاني "كيبكو".

إيرادات التصدير

انخفضت التدفقات الواردة إلى صندوق حرب الكرملين من رسوم تصدير الخام للأسبوع الثاني إلى أدنى مستوى لها في 12 أسبوعاً عند 126 مليون دولار في الأيام السبعة حتى 16 سبتمبر.

من المتوقع انخفاض رسوم التصدير مرة أخرى في أكتوبر بنسبة 15% لتصل إلى 6.06 دولار للبرميل، فهذا هو أدنى سعر للبرميل منذ فبراير 2021، ويعكس انخفاضاً في أسعار برنت وارتفاعاً في تخفيضات خام الأورال مقارنة بخام برنت بحر الشمال. ارتفع الخصم على خام الأورال مقابل خام برنت خلال الفترة من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر إلى نحو 21.50 دولار للبرميل، ارتفاعاً من نحو 18.70 دولار للبرميل في الشهر السابق، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" باستخدام الأرقام التي نشرتها وزارة المالية الروسية.

التدفقات من المنشأ إلى الموقع

الرسوم البيانية التالية تبيّن عدد السفن التي تغادر كل محطة تصدير ووجهات شحنات النفط الخام من مناطق التصدير الأربع.

أظهرت بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء المواني أن 23 ناقلة جرت تعبئتها بـ17.8 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، وهذا يُعَدّ انخفاضاً بمقدار 1.8 مليون برميل إلى أدنى مستوى في ثمانية أسابيع. تعتمد الوجهات على المكان الذي توضح السفن أنها تتجه إليه وقت إعداد التقرير، ومن شبه المؤكد أن بعضها سيغير مساره مع تقدم الرحلات البحرية. تستثني الأرقام الشحنات المحددة على أنها درجة مزيج تصدير النفط الخام الكازاخستاني "كيبكو".

اقرأ أيضاً: الخزانة الأميركية تصدر توجيهات بشأن تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الروسي

انخفض إجمالي حجم النفط الخام على متن السفن التي تحمل الخام الروسي من مواني بحر البلطيق إلى أدنى مستوى خلال العام الجاري حتى الآن، إذ وصل إلى ما دون مليون برميل يومياً.

كذلك تراجعت الشحنات من نوفوروسيسك في البحر الأسود إلى أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع.

انتعشت شحنات القطب الشمالي، إذ غادرت سفينتان من مدينة مورمانسك في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر.

انتعشت تدفقات النفط الخام من مواني النفط الشرقية لروسيا إلى ما يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً بعد ركود الأسبوع الماضي الناجم عن إعصار هينامنور. كانت الشحنات المشحونة كلها في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر تسعة من الخام الروسي "إسبو" وواحدة من خام سخالين، متجهة إلى الصين، فيما لم توجد شحنات خام سوكول منذ مايو.