مستثمرون عالميون يقلصون تعرضهم للصين مع تزايد المخاطر

مليارات الدولارات تتجه لدول أخرى في آسيا

رجل يسير بجوار مشروع للتطوير السكني قيد الإنشاء في بكين، الصين
رجل يسير بجوار مشروع للتطوير السكني قيد الإنشاء في بكين، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتجه المستثمرون العالميون في صناديق الأسهم الخاصة وصناديق رأس المال الاستثماري بعيداً عن الصين حالياً في ظل إعادة العملاء لتقييم المخاطر بسبب البيئة الاستثمارية المتغيرة بسرعة في البلاد.

ويُقلّص المستثمرون حيازاتهم في الاقتصاد الصيني الذي كان مزدهراً على الرغم من قناعتهم بأن النمو سيستمر على المدى الطويل، وذلك وفقاً لمتحدثين من "بارتنرز غروب" (Partners Group) و"هاملتون لين" (Hamilton Lane)، وشركات أخرى تستثمر بشكل جماعي مليارات الدولارات في جميع أنحاء المنطقة، وذلك في حديث لهم خلال مؤتمر "سوبرريترن آسيا" (SuperReturn Asia) في سنغافورة يوم الثلاثاء.

اقرأ أيضاً.. ماذا تثير العلاقات الدافئة بين روسيا والصين مخاوف الديمقراطيين؟

التنويع بعيداً عن الصين

جدير بالذكر أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يمرّ بمنعطف حرج حيث تواجه الركائز الاقتصادية من التكنولوجيا إلى العقارات ضغوطاً على الأرباح، وتدقيقاً تنظيمياً، وصعوبات في الحضور في الخارج.

أدّت حملة الرئيس شي جين بينغ من أجل "الرخاء المشترك"، وهو شعار يُجسّد دفعه لتحقيق التوازن في توزيع الثروة، إلى جانب القيود الصارمة التي تفرضها البلاد، إلى إعاقة النمو، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن فرص في أماكن أخرى في المنطقة، بما في ذلك الهند.

تعليقاً على الموضوع، قال إيمانويل بيتسيليس، المدير الإداري والرئيس المشارك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "بارتنرز كابيتال" (Partners Capital)، خلال المؤتمر: "نحن نمثل الأشخاص، وهم يحددون نوع المخاطرة التي يريدون منا أن نتحملها".

وعلى الرغم من أن شركة بارتنرز تؤمن بصعود الصين، إلا أن بيتسيليس قال: "كان هناك تباين في رغبة العملاء في التنويع بعيداً عن الصين، الشركة تحولت من برنامج مثقل بالاستثمارات في الصين والبرامج الموجهة نحو المشاريع إلى برنامج أوسع ينتشر عبر قطاعات مختلفة وأكثر تنوعاً جغرافياً".

وكالة: "الاستثمارات العامة" السعودي يدرس استثمار 4 مليارات دولار بالعقارات في الهند

لم يؤد الحذر بشأن الصين إلى التراجع بعيداً عن آسيا، فبالنسبة لرئيس آسيا والأسهم الخاصة في صندوق الثروة السيادي السنغافوري "جي أي سي" (GIC)، كيفين لوي فإن الابتعاد عن الصين ساعد في تسليط الضوء على العملاق الآخر في المنطقة ألا وهو الهند.

قال: "طغت الصين قليلاً على الهند تاريخياً، لكن إذا نظرتم إلى الحالة المزاجية في الهند، فسترون أنها مزدهرة للغاية؛ وهناك أسباب وجيهة لذلك، نذكر منها وجود الحكومة الداعمة، وسياسة الاستثمار الجيدة، كما تستفيد الهند أيضاً من إعادة مواءمة سلاسل التوريد".

فضلاً عن ذلك، تستفيد دولة مدينة سنغافورة أيضاً من التغييرات. حيث ارتفع عدد شركات الأسهم الخاصة في سنغافورة إلى 428 اعتباراً من يونيو من 336 في بداية عام 2021، وفقاً لرافي مينون، العضو المنتدب لسلطة النقد في سنغافورة.

رفع "الفيدرالي" للفائدة يهدد بتخارج الصناديق من الأسهم الآسيوية الناشئة

شهد مينون صعوداً في الهند، إذ قال: "في العام الماضي، تجاوز النمو في استثمارات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري في الهند معظم الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك الصين".

علاوةً على ذلك، قال مينغتتشن شيا، المدير الإداري والرئيس المشارك للاستثمارات الآسيوية في "هاملتون لين"، إن هناك تحولاً آخر يُرى وهو أن الأموال الموجهة نحو النمو وصفقات رأس المال الاستثماري بدأت تذهب إلى صناديق الاستحواذ، حيث يمكن للمستثمرين التحكم بشكل أفضل في كيفية عمل شركات المحفظة والبيع في النهاية.

أضاف: "عليكم أن تكونوا حذرين للغاية بشأن نماذج الأعمال التي ما تزال تتكبد خسائر، حيث يمكنها تحقيق نمو كبير للغاية إلا أنها ما تزال تخسر الأموال"، وبالتالي قد تواجه صعوبة في جمع جولات التمويل المستقبلية.