"أدنوك" الإماراتية تدرس شراء "غانفور" لتجارة النفط

منصة بحرية للطاقة
منصة بحرية للطاقة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدرس شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" شراء حصة أو كامل مجموعة "غانفور" (Gunvor) لتجارة السلع الأساسية، وفقاً لأشخاص على دراية بالأمر، فيما سيكون ذلك أحد أكبر الصفقات في الصناعة منذ سنوات.

أجرى أكبر منتج للنفط في الإمارات العربية المتحدة محادثات في مراحل مبكرة حول صفقة من شأنها أن تجمع بين "غانفور" والذراع التجاري للشركة الشرق أوسطية، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وقالوا إنَّ الصفقة قد تستغرق شهوراً للتوصل إليها، وقد تقرر الشركتان في النهاية عدم المضي في أي صفقة.

ورفض المتحدثان باسم "أدنوك" و"غانفور"؛ المسجلة في قبرص ويقع مقرها في سويسرا، التعليق على الأمر.

شركة "غانفور"، التي يسيطر عليها الرئيس التنفيذي تورجورن تورنكفيست، هي واحدة من عدد قليل من الشركات الخاصة التي تهيمن على تجارة السلع، مما يجعلها لاعباً مهماً في عالم يكافح التضخم الجامح.

تعد الشركة واحدة من أكبر تجار النفط الخام ومنتجات النفط، فضلاً عن كونها لاعباً رئيسياً في سوق الغاز الطبيعي المسال، الذي ازدهر مع سعي أوروبا إلى الابتعاد عن إمدادات الغاز الروسي. وفي حين حققت "غانفور" أرباحاً قياسية هذا العام؛ كانت التقلّبات في أسواق الغاز سلاحاً ذي حدين، مما أجبرها على استدعاء هامش ضخم وعلى تقليص نشاطها أيضاً.

إنَّ تقييم "غانفور" ليس واضحاً، إذا ما جرى المضي قدماً في الصفقة. وقدرت حسابات الشركة قيمة أسهمها بما يزيد قليلاً عن 4 مليارات دولار في نهاية يونيو، في حين سجلت أرباحاً قياسية بلغت 841 مليون دولار لنصف العام.

تحدّث تورنكفيست، الذي يمتلك أكثر من 88% من الشركة، في وقت سابق من هذا العام عن إمكانية قيام "غانفور" بزيادة رأس المال من خلال الشراكات، مضيفاً أنَّه "ليس (موجوداً) في السوق لبيع (شركته)".

"أدنوك" تستحوذ على "زاخر مارين" لتزيد أسطولها البحري إلى 300 سفينة

ليست هذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها الشركة باهتمام المستثمرين، ففي عام 2019 أجرت الشركة محادثات حول بيع حصة إلى شركة النفط والغاز الحكومية الجزائرية "سوناطراك". لكنَّ المحادثات انتهت وسط اضطرابات سياسية في الجزائر.

أجرى تورنكفيست أيضاً محادثات مع شركات منافسة في عام 2016 لبيع حصة في "غانفور". وُصفت المحادثات في ذلك الوقت من قبل أشخاص

مطلعين على الأمر بأنَّها غير رسمية وأولية، ولم تفضِ إلى أي صفقة.

كانت الكيانات الحكومية في الشرق الأوسط من بين المستثمرين الأكثر نشاطاً في الاستحواذ على شركات تداول السلع في السنوات الأخيرة. اشترت القابضة (ADQ) في أبوظبي العام الماضي 45% من شركة "لويز دريفوس" (Louis Dreyfus) لتجارة السلع الزراعية، في حين يعد صندوق

الثروة السيادي القطري أحد كبار المساهمين في "غلينكور" (Glencore).

عملت "أدنوك" على توسيع وحدتها التجارية في السنوات الأخيرة للاستفادة من موقعها كمنتج رئيسي للنفط والغاز الطبيعي والمنتجات المكررة. قاد الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" سلطان الجابر الشركة في إنشاء وحدات لبيع وشراء الطاقة، وأدرج تصنيف الخام القياسي للإمارة "مربان" في البورصة.

تأسست شركة "غانفور" عام 2000 من قبل تورنكفيست وغينادي تيمشينكو، ونمت الشركة بسرعة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأصبحت لاعباً رئيسياً في تجارة النفط الروسي. غادر تيمشينكو الشركة في عام 2014، إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بصفته عضواً في "الدائرة المقربة" لفلاديمير بوتين. توسعت شركة "غانفور" على مستوى العالم، وعلى الرغم من أنَّها تمتلك حصة أقلية في محطة نفط روسية؛ لكنَّها تقول الآن ليس لديها أي أصول في روسيا.