عملاق التأمين الآسيوي يراهن على أصول الاستدامة مع تعثر شركات التكنولوجيا

"إيه آي إيه" خفضت انكشافها على السندات الصينية وخصصت محفظة للبنية التحتية الآسيوية

مارك كونين كبير مسؤولي الاستثمار لمجموعة "إيه آي إيه" في قمة "بلومبرغ"
مارك كونين كبير مسؤولي الاستثمار لمجموعة "إيه آي إيه" في قمة "بلومبرغ" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراهن واحدة من كبرى شركات التأمين في منطقة آسيا والمحيط الهادي على فرص سانحة في الأسهم والسندات المتعلقة بالاستدامة والملتزمة تطبيق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) في الصين، فيما تخسر أسهم شركات التكنولوجيا جاذبيتها باعتبارها ملاذاً استثمارياً مستداماً.

قال مارك كونين، كبير مسؤولي الاستثمار، في مقابلة إنّ مجموعة "إيه آي إيه" (AIA Group Ltd) التي استثمرت بكثافة في أسهم كبرى شركات التكنولوجيا، تعمل الآن على زيادة استثماراتها في الأسهم الصينية مع التركيز على الأصول المتعلقة بمجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية.

أضاف كونين: "سنشهد تحولاً كبيراً جداً في مزيج الطاقة المستخدمة على مدار السنوات الخمس المقبلة"، مشيراً إلى وجود تغييرات بقطاعَي الطاقة البديلة والنقل.

"السندات الخضراء والمرتبطة بالاستدامة قد لا تمثل جزءاً كبيراً من برنامجنا اليوم، لكننا نتطلع إلى التواصل مع السوق حتى يعرف المصدّرون اهتمامنا بتلك الأنواع من الإصدارات"، حسب كونين.

محفظة جديدة

تدير مجموعة "إيه آي إيه"، ومقرها هونغ كونغ، أصولاً بقيمة 250 مليار دولار، وتستحوذ الأسهم على 10% من محفظتها، فيما تستحوذ أدوات الدخل الثابت على 80%.

خفضت المجموعة "الوزن النسبي بشكل كبير" للصين في سوق السندات الآسيوية الأجنبية، التي يهيمن عليها مطورو العقارات، في المقابل تخصص المجموعة محفظة لتمويل البنية التحتية المستدامة في المنطقة.

اقرأ أيضاً: مستثمرون عالميون يقلصون تعرضهم للصين مع تزايد المخاطر

تتعرض الشركات المرتبطة بمجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في الصين لعراقيل في الآونة الأخيرة، إذ تراجعت أسهم عمالقة الطاقة الشمسية الأسبوع الماضي مع تزايد الاتهامات بوجود عمالة قسرية في سلسلة التوريد الخاصة بالقطاع إلى أوروبا، حيث أكبر أسواقها التصديرية.

الظروف تغيرت

في غضون ذلك، عاد قطاع الطاقة التقليدي إلى الظهور مرة أخرى، إذ كتبت ميشيل ليونغ، المحللة لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، في مذكرة بحثية الثلاثاء، أن أسهم الشركات الأكثر إصداراً للانبعاثات جاءت ضمن أكبر استثمارات صناديق الاستثمار المتداولة في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية صاحبة أفضل أداء هذا العام في الصين، ومن بين تلك الشركات: "تشاينا بتروليوم اند كيميكال" (China Petroleum & Chemical) و"بتروتشاينا" (PetroChina).

لقراءة المزيد: شركات التكنولوجيا تعوق ارتفاع الأسهم الصينية.. والسوق اليابانية تتعافى من الخسائر

قال كونين إنّ أسهم شركات التكنولوجيا لم تعُد ملاذاً للمستثمرين في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، بل أصبحت بعض كبرى شركات التكنولوجيا عبئاً على صناديق الاستثمار في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية هذا العام، بسبب المخاوف المتزايدة من التضخم وتباطؤ الاقتصادات، إذ تراجعت الأسهم الأكثر تفضيلاً في الأسواق الناشئة مثل: "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings Ltd) و"علي بابا" بأكثر من 30% هذا العام، متجاوزة انخفاض مؤشر "إم إس سي آي آسيا باسيفيك" (MSCI Asia Pacific) بنسبة 22%.

وأضاف: "لقد كان الأمر سهلاً إلى حد كبير، إذ يمكنك تحقيق أداء متفوق وفي نفس الوقت تعرض الدلائل على استثماراتك في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، وأعتقد أن تلك الظروف تغيرت الآن".

آسيا والمحيط الهادئ