صحيفة صينية: وكالة أميركية اخترقت شبكات الاتصالات

 كابلات داخل غرفة الاتصالات في أحد المكاتب بالعاصمة البريطانية لندن
كابلات داخل غرفة الاتصالات في أحد المكاتب بالعاصمة البريطانية لندن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سيطرت وكالة المخابرات الأميركية على أجزاء من شبكة الاتصالات الصينية بعد أن نجحت بتنفيذ اختراق إلكتروني لأحد الجامعات الممولة من الحكومة، وفقاً لما ذكرته صحيفة بارزة مدعومة من الدولة الصينية، فيما يُعدّ أحدث الاتهامات من بكين لواشنطن في مجال الهجمات الإلكترونية.

أفادت صحيفة "غلوبال تايمز" (Global Times) يوم 22 سبتمبر، نقلاً عن معلومات من مسؤولين، أن وحدة الحرب الإلكترونية التابعة لوكالة الأمن القومي استطاعت "التسلل والسيطرة" على شركات الاتصالات لم يُذكر اسمها. إذ تمكنت الوحدة من الوصول عن بُعد إلى الشبكات الرئيسية من خلال هجمات تصيّد عبر البريد الإلكتروني استهدفت إحدى الجامعات الرائدة، ما فتح الطريق منها لشركات الاتصالات. وقالت الصحيفة إن المهاجمين سرقوا كلمات مرور معدات الشبكة وكذلك كلمات مرور إدارية وبروتوكولات نقل الملفات وغيرها من البيانات الحساسة.

فيما تتصاعد الاتهامات بين بكين وواشنطن حول مزاعم الهجمات الإلكترونية، وهذه المرة كانت الصين واضحة في تسمية الجناة من الوكالات الأميركية. من جهتها ألقت الولايات المتحدة باللوم سابقاً على الصين في عملية تجسس صناعي واسعة بغرض "سرقة" الشركات الأميركية، بالإضافة إلى عمليات متعلقة بالأمن القومي.

قراصنة صينيون يستهدفون قطاع الطاقة الهندي عبر حملة "تجسس سيبراني"

تدار شبكة الاتصالات الصينية بشكل عام بواسطة ثلاث شركات: "تشاينا موبايل" و"تشاينا يونيكوم" و"تشاينا تليكوم" إلا أن حجم الاختراق المزعوم لم يتضح بعد ولم تقدم "غلوبال تايمز" تفاصيل كثيرة حول كيفية اختراق المهاجمين للشركات من داخل جامعة "نورث وسترن بوليتكنيكال" (Northwestern) الشهيرة ببرامج أبحاث الطيران والفضاء.

تراجعت صباحاً أسهم شركات الاتصالات الثلاث وشركات تصنيع معدات الاتصالات "زي تي إي كورب" و"فايبر هوم تيليكوميونيكيشنز تكنولوجيز" (FiberHome) و"داتانغ تليكوم تكنولوجي" (Datang) لتتماشى بذلك مع التراجع في السوق الإقليمي. لم يُتاح الوقت لممثلي وكالة الأمن القومي للتعليق على الأمر، حيث إنهم كانوا خارج ساعات العمل الاعتيادية في الولايات المتحدة.

اتهامات متبادلة

سبق لكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حذّر في يوليو من إدارة الصين لبرنامج قرصنة يتمتع "بموارد وفيرة تفوق برامج جميع الدول الكبرى الأخرى مجتمعة".

من جهتها اتبعت بكين نهجاً أكثر شراسة خلال الأشهر الماضية في تصديها للاتهامات الأميركية إذ نشرت صحيفة "غلوبال تايمز" عدة مقالات حول تقارير لشركات الإنترنت الصينية، ومنها شركة "بانغو لاب" (Pangu Lab)، التابعة لـ"كي أن إكسين تكنولوجي غروب" (Qi An Xin) التي اكتشفت برمجيات خبيثة ترعاها الولايات المتحدة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الداخلية، زاعمة ارتباطها بوكالة الأمن القومي.

يجب أن ندع الصين تتجسس علينا

ويعد تقرير الأخير لصحيفة "غلوبال تايمز" التابعة لصحيفة "بيبولز ديلي" (People’s Daily) الناطقة باسم الحزب الشيوعي، في 22 سبتمبر، جزءاً من "هجوم خارجي" مزعوم أعلنت عنه "نورث وسترن بوليتكنيكال" بعد اكتشاف برنامج خبيث في شهر يونيو.

وأشارت تحليلات أنظمة معلومات الجامعة التي أجراها المركز الوطني للاستجابة لحالات طوارئ فيروسات الكمبيوتر في البلاد وشركة "360 سيكيوريتي تكنولوجي" (360 Security Technology) الشهر الحالي، أن وكالة الأمن القومي جمعت أكثر من 140 غيغابايت من البيانات "القيّمة للغاية"، بعدما رصدت الجهتان أكثر من 10 آلاف هجوم إلكتروني أميركي ضد أهداف صينية في السنوات الأخيرة.

فيما امتنعت وكالة الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على المزاعم السابقة.