مخاوف إدارة بايدن بشأن أمن البيانات تجعل صفقة "تيك توك" بعيدة المنال

مساعٍ للتوصل إلى اتفاقية أمنية تسمح لموقع مشاركة الفيديو بمواصلة العمل في أميركا

تطبيق "تيك توك"
تطبيق "تيك توك" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن و"تيك توك" (TikTok) على اتفاقية تسمح لموقع مشاركة الفيديو بالاستمرار في العمل بالولايات المتحدة، إلا أنّ المفاوضات توقفت بسبب مخاوف من أن ملكية الشركة للصين تشكل تهديداً للأمن القومي، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.

قالت مصادر مطلعة، طلبت عدم ذكر أسمائها لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي، إنه بمجرد التوصل إلى الاتفاقية سيُسمح للمنصة بمواصلة العمل في الولايات المتحدة، رغم أنها ستفرض قيوداً إضافية على كيفية تخزين البيانات من المستخدمين الأميركيين.

إنفوغراف: "تيك توك" يخطف أنظار الشباب العربي من "فيسبوك" و"تويتر"

جدير بالذكر أن التطبيق يخضع للتدقيق من قبل المسؤولين الأميركيين منذ عام 2019، عندما بدأت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة –المعروفة اختصاراً باسم "Cfius"- في مراجعة الاندماج بين الشركة الأم للتطبيق "بايت دانس" (ByteDance) و"ميوزيكال إل واي" (Musical.ly).

حماية بيانات المستخدمين

أوضحت المصادر أن الصفقة لا تزال بحاجة إلى موافقة بعض الوكالات التي تشكل اللجنة، بما في ذلك وزارة العدل، فيما ذكر أحد المصادر أن المسؤول الثاني في الوزارة، نائبة المدّعي العامّ، ليزا موناكو، تشعر بالقلق من أن الاتفاقية لا تمضي بعيداً بما يكفي للحفاظ على بيانات المستخدمين الأميركيين في مأمن من الممثلين الصينيين.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت في وقت سابق الأنباء المتعلقة بالاتفاق المعلق.

مسؤول أميركي: استخدام أفراد الجيش لتطبيق "تيك توك" يهدد الأمن القومي للبلاد

فضلاً عن ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخزانة إنّ لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة ملتزمة اتخاذ جميع الإجراءات في نطاق سلطتها لحماية الأمن القومي، لكنها لا تعلق على المعاملات التي قد تراجعها.

قال متحدث باسم "تيك توك": "لن نعلق على تفاصيل المناقشات السرية مع الحكومة الأميركية، لكننا على ثقة بأننا نسير على طريق الإرضاء الكامل لجميع مخاوف الأمن القومي الأميركية المعقولة".

ولطالما خشي المنظمون والمشرعون من أن تتمكن السلطات الصينية من الوصول إلى بيانات المستخدم الأميركية عبر "تيك توك". وقد أُعيد إحياء هذه المخاوف بعد تقرير صادر عن "باز فيد" (BuzzFeed) في يونيو يُفيد بأنه جرى الوصول إلى بيانات المستخدم الأميركية مراراً وتكراراً من الصين.

في نفس يوم قصة "باز فيد"، قالت "تيك توك" إنها كانت توجّه كل حركة مرور المستخدمين في الولايات المتحدة من خلال سحابة شركة "أوراكل كورب" (Oracle Corp)، وإن عملاق قاعدة البيانات يراجع خوارزمياتها.

ومن المتوقع أن تواصل "تيك توك" و"أوراكل" العمل معاً على إعداد تخزين يُرضي مخاوف الأمن القومي للولايات المتحدة، وفقاً لشخص مطلع على العملية.

"يوتيوب" تصعّد المنافسة مع "تيك توك" وتدفع لصانعي الفيديوهات القصيرة

في حين أن عدد المستخدمين النشطين في "تيك توك" البالغ عددهم مليار مستخدم يجعل التطبيق أصغر من بعض أقرانه على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه ينمو بسرعة، خصوصاً بين الشباب.

وفي يونيو كان التطبيق هو ثاني أكثر التطبيقات استخداماً بين مستخدمي "الجيل زد"، متخلفاً عن "إنستغرام" (Instagram) في الصدارة، وفقاً لتحليل من "داتا إيه آي" (data.ai). كما يبني التطبيق نشاطه الإعلاني بسرعة، إذ قدرت شركة "إي ماركتر" (eMarketer) إيرادات قدرها 12 مليار دولار هذا العام، ارتفاعاً من 4 مليارات دولار في عام 2021.

بيع إجباري للمنصة

من المتوقع أن ينتقد متصيدو الصين في الكونغرس أي اتفاق لا يرقى إلى إجبار بيع المنصة إلى شركة أميركية، إذ كتب السناتور جوش هاولي، وهو جمهوري من ولاية ميسوري، إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين الأسبوع الماضي لحثها على مطالبة "تيك توك" بقطع جميع العلاقات مع الشركات الصينية وإجبار "بايت دانس" على الانسحاب من "تيك توك".

سيناتور أميركي يطالب يلين بالضغط على "تيك توك" لقطع علاقتها بالصين

ولم يتلقَّ هاولي رداً من الوزارة حتى الآن، على الرغم من أن وزارة الخزانة قد أقرت بالاستلام، وفقاً لفيليب ليتسو، مدير الاتصالات لدى هاولي.

يُذكر أنّ الرئيس السابق دونالد ترمب لم يصل إلى حد حظر التطبيق في محاولة للتوسط في صفقة لبيع المنصة إلى مشترٍ أميركي، تلك الصفقة التي لم تؤتِ ثمارها قَط. وقد سعت "بايت دانس" للحصول على موافقة الولايات المتحدة لبيع حصة في التطبيق إلى "أوراكل" و"وول مارت"، لكن الصفقة لم تتحقق. كما منعت محكمة أميركية جهود إدارة ترمب لإزالة "تيك توك" من متاجر تطبيقات "أبل" و"غوغل".

علاوةً على ذلك، أخبر مسؤول تنفيذي كبير في "تيك توك" أعضاء مجلس الشيوخ هذا الشهر أن الشركة تتفاوض مع المسؤولين الأميركيين بشأن تقييد وصول الموظفين في الصين إلى البيانات الأميركية، لكنها رفضت الالتزام بشكل كامل.

بايدن يقيّم إجراءات تقييد الاستثمار الأميركي في قطاع التكنولوجيا الصيني

ومع استمرار عملية مراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، تدرس الإدارة إجراءات أخرى، بما في ذلك من قِبل وزارة التجارة التي تدرس قاعدة من شأنها أن تمنح وزير التجارة مزيداً من الإشراف على التطبيقات التي يمتلكها خصوم أجانب، وفي حال جرى سَنّها فإن تغيير القاعدة سيمكّن وزارة التجارة من إجبار "تيك توك" على الخضوع لعمليات تدقيق من طرف ثالث، أو حتى تقييد التطبيق في الولايات المتحدة.