التشاؤم يطغى على توقعات بنوك الاستثمار للأسهم مع ارتفاع مخاطر الركود

السوق الهابطة لم تصل لأدنى مستوياتها بعد

رجل يقف أمام مقر "غولدمان ساكس" في نيويورك، الولايات المتحدة.
رجل يقف أمام مقر "غولدمان ساكس" في نيويورك، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

زاد تشاؤم كل من "غولدمان ساكس" و"بلاك روك" حيال الأسهم على المدى القصير، محذرين من أن الأسواق لم تعكس بعد مخاطر الركود العالمي.

وفي إشارة إلى أن ارتفاع العوائد الحقيقية تعتبر بمثابة رياح معاكسة رئيسية، خفّض استراتيجيو "غولدمان ساكس" توصياتهم تجاه الأسهم إلى "تخفيف المراكز" في التخصيص العالمي لبنك الاستثمار الأميركي على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة مع الاحتفاظ بتوصيتهم بـ"زيادة" السيولة. في حين تنصح "بلاك روك" (BlackRock) المستثمرين "بتجنب معظم الأسهم"، مضيفة أنها استراتيجياً "تقلل التعرض" للأسواق المتقدمة وتفضل الائتمان على المدى القصير.

مخاوف التشديد النقدي والركود العالمي تهوي بالأسهم الأميركية

كتب الاستراتيجيون في "غولدمان"، بما في ذلك كريستيان مولر غليسمان، في مذكرة يوم الاثنين أنّ "مستويات تقييمات الأسهم الحالية قد لا تعكس بالكامل المخاطر ذات الصلة وقد تُضطر إلى المزيد من الانخفاض للوصول إلى المستوى المتدني للسوق". وأضافوا أن "غولدمان ساكس" رفع احتمالية الركود الضمني في السوق إلى أكثر من 40% في أعقاب عمليات البيع الأخيرة التي ضربت السندات، "والتي تشير تاريخياً إلى ارتفاع مخاطر هبوط الأسهم".

مخاوف مماثلة

الجدير بالذكر أنّ مخاوف مماثلة ظهرت لدى "مورغان ستانلي" و"جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" (JPMorgan Asset Management) بعد أن أعلن محافظو البنوك المركزية من الولايات المتحدة إلى أوروبا عزمهم على مكافحة التضخم، مما أدى إلى انخفاض الأسهم العالمية خلال الأيام القليلة الماضية. ويبدو أن هناك القليل من الراحة في الأفق حتى مع خسارة الشركات بمؤشر مورغان ستانلي للأسهم العالمية لأكثر من 8 تريليونات دولار من قيمتها منذ ذروة منتصف سبتمبر وسط ارتفاع في العوائد الأميركية والدولار.

"غولدمان ساكس" يحذر من الأصول الأوروبية حتى ظهور علامات القاع

فضلاً عن ذلك، كتب المحللون الاستراتيجيون في معهد "بلاك روك" للاستثمار بمن فيهم جان بويفين ووي لي في مذكرة يوم الاثنين "لا نرى (هبوطاً سلساً) حيث يعود التضخم إلى الهدف بسرعة دون سحق النشاط. وهذا يعني المزيد من التقلبات والضغط على الأصول ذات المخاطر".

الانتقال من حالة غياب البديل إلى "البدائل المعقولة"

مع استمرار تصاعد تقلبات سوق الأسهم، أبقت "جيه بي مورغان أسيت" (JPMorgan Asset) على توصيتها بتخفيف المراكز في الأسهم مقتربة من الربع الرابع. وفي يوم الثلاثاء كتبت سيلفيا شنغ، المحللة الاستراتيجية العالمية للأصول المتعددة، أن الشركة تفضل "بقوة" الائتمان من الدرجة الاستثمارية على العائد المرتفع، متوقعة تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والركود في أوروبا على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة.

علاوةً على ذلك، ارتفع نموذج احتمالية الركود العالمي الذي طورته شركة "نيد ديفيس ريسيرتش" (Ned Davis Research) مؤخراً فوق 98%، مما يُشير إلى إشارة ركود "حادة". ووفقاً للشركة، كانت المرات الأخرى الوحيدة التي وصل فيها إلى مثل هذا الارتفاع هي خلال فترات الركود الحاد السابقة، كما حدث في الأعوام 2020 و2008-2009.

مخاوف الركود تغرق الأسواق الأوروبية في سوق هابطة

كتب الاستراتيجيون في "غولدمان" أن أيام حالة غياب البديل للأسهم "TINA" قد ولّت. ففي حين أن انخفاض العوائد قد صقل جاذبية الأسهم منذ الأزمة المالية العالمية، "يواجه المستثمرون الآن حالة وجود بدائل معقولة (TARA) حيث تبدو السندات أكثر جاذبية"، كما كتبوا.

صعود حاد

قال مولر غليسمان يوم الثلاثاء في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "حجم ارتفاع العائدات، خاصة العوائد الحقيقية في هذه المرحلة، قوي جداً، هذا ما يجعلنا قلقين للغاية".

أوضح غليسمان: "نظراً لأننا لم نشاهد 150 نقطة أساس منذ فترة طويلة جداً، فإن هذا يغير واقع (عدم توفر بدائل) إلى حالة (توافر البدائل المعقولة); أي يمكنك اللجوء إلى الائتمان للحصول على العائد الاسمي بمخاطرة قليلة نسبياً، ويمكنك الاستثمار في البدائل المعقولة لتحصل على عائد حقيقي مع مخاطر قليلة نسبياً، وبالتالي يكون حافزك لامتلاك الأسهم أقل".

وفي الواقع، يأتي تشاؤم "غولدمان" بعد أن خفض الاستراتيجيون الأميركيون مستهدف مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" لنهاية العام إلى 3,600 من 4,300 الأسبوع الماضي. وبالمثل، خفض الاستراتيجيون الأوروبيون بما في ذلك شارون بيل مستهدفات مقاييس الأسهم الإقليمية، وقلصوا توقعات نمو ربحية الأسهم بمؤشر "ستوكس يوروب 600" لعام 2023 إلى -10% من الصفر.

مستثمرو "وول ستريت" يتهيأون لـ"سقوط حرّ" لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"

يُشار إلى أن كلاً من "ستاندرد أند بورز 500" و"ستوكس يوروب 600" قد أنهيا جلسة أمس الاثنين عند أدنى مستوياتهما منذ ديسمبر 2020.

وكتبت بيل وزملاؤها عن الأسهم الأوروبية في مذكرة منفصلة يوم الإثنين: "لم تصل هذه السوق الهابطة إلى أدنى مستوى بعد".

مؤشرات MSCI