الأسهم البريطانية الرخيصة تتحول إلى أهداف محتملة لصفقات استحواذ مقبلة

التقييمات المنخفضة بسبب تراجع الجنيه الإسترليني أبرز عوامل الجذب حالياً

مبنى المقر الجديد لشركة "بي تي غروب" في ألدغيت، لندن، المملكة المتحدة
مبنى المقر الجديد لشركة "بي تي غروب" في ألدغيت، لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في ظل عام سيّئ لأسواق الأسهم، عاشت الأسهم المحلية في المملكة المتحدة بصفة خاصة أوقاتاً صعبة، ولم يمر ذلك مرور الكرام على صنّاع الصفقات.

تشكل الشركات البريطانية 7 من أفضل 10 أهداف محتملة، في ظل التقييمات المنخفضة، وهبوط الجنيه الإسترليني، والمناخ التنظيمي الإيجابي، مما يجعل أسهم البلاد أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وفق استطلاع غير رسمي لـ"بلومبرغ" شارك فيه 18 مكتباً للتداول، فضلاً عن مديري صناديق استثمار ومحللين.

تتصدر شركة "بي تي غروب" قمة الهرم، علماً أنَّ أكبر مساهميها هو الملياردير باتريك دراهي، الذي حصل الشهر الماضي على موافقة حكومة المملكة المتحدة من أجل زيادة حصته أواخر 2021، كما ذُكر اسم شركة الاتصالات في 6 قوائم مراقبة لعمليات الاندماج والاستحواذ، بينما تضمنت الأسماء الأخرى من المملكة المتحدة بدرجة مرتفعة شركات "إنتاين" و"بلايتك" و"بربري غروب" و"دارك تريس".

تعد التقييمات المنخفضة عامل جذب أساسي. ويجري تداول مؤشر "أم اس سي آي" البريطاني للمملكة المتحدة بخصم 16% عن نظيره لمنطقة اليورو، وفقاً لمضاعفات مكرر الربحية الآجل، وبخصم 45% مقارنة بالولايات المتحدة، وهو الأكبر منذ 2005.

تراجع الجنيه الإسترليني يتحول إلى كابوس للشركات البريطانية

قال بن كيلي، المحلل في شركة "لويس كابيتال ماركتس" (Louis Capital Markets): "تناقض القيمة الأساسية المتصورة للشركات البريطانية وأسعار أسهمها سيستمر في جعل الشركات البريطانية جذابة لمشتري الأسهم الخاصة وللمضاربين". وأضاف أنَّ مقدمي عروض الشراء الأجانب سيجذبهم هبوط سعر صرف الجنيه الإسترليني وابتعاد البلاد عن اتخاذ موقف حمائي قد يُضر بالتجارة والإنتاجية.

أبرز القطاعات

من الجانب القطاعي؛ احتلت شركات التشغيل بقطاع الاتصالات وشركات التكنولوجيا مرتبة متقدمة في الاستطلاع. تمت الإشارة إلى كل من شركات "فودافون غروب" و"تيليكوم إيطاليا" و"تيلينيت غروب هولدينغ" (Telenet Group Holding)، كما هو الحال بالنسبة لشركتي "تيمينوس" (Temenos) و"سوسي" (SUSE).

بحسب داني هيوسون، المحلل بشركة "أيه جي بيل"؛ فإنَّ شركات التكنولوجيا والاتصالات بالمملكة المتحدة "تبدو رخيصة بصورة لا تقاوم بالوقت الراهن"، مع تراجع الجنيه الإسترليني، وهذا ما "أوجد مكاناً رائعاً للمستثمرين الأجانب للانقضاض عليه". استمر الجنيه الإسترليني في تراجعه، يوم الأربعاء، برغم إعلان بنك إنجلترا أنَّه سيشتري السندات الحكومية البريطانية طويلة الأجل بأي أحجام تتطلبها عملية استعادة النظام بالسوق.

​​الجنيه الإسترليني ينخفض لأدنى مستوى في تاريخه أمام الدولار

امتنع ممثلو أكبر 10 شركات تضمّنهم استطلاع الرأي عن التعليق على الموضوع، أو لم يردوا على طلبات بالتعليق عليه.

التقييمات المنخفضة

برغم أنَّ نشاط الاندماج والاستحواذ يتراجع بصورة عامة مع قرب انتهاء عصر التمويل الرخيص؛ لكنَّ الشركات الواقعة بالمناطق الأكثر قدرة على المقاومة، علاوة على تلك التي تمنح آفاق نمو قوية، ما زالت تجذب الاهتمام، خصوصاً في أعقاب صعود عائدات السندات العام الجاري، مما خفّض التقييمات.

قالت سوزانا ستريتر، كبيرة المحللين بشركة "هارغريفيس لانسداون" إنَّ: "شركات الأسهم الخاصة تفتش في كل مكان، وتطمح إلى انتهاز فرصة صفقة بسعر منخفض"

تبرز سلسلة صفقات بقطاع شركات البرمجيات الاهتمام القوي بالصفقات العابرة للحدود مع استحواذ شركة "كانديان أوبن تيكست" (Canadian Open Text) على شركة "مايكرو فوكس إنترناشيونال"، وموافقة شركة "نيكون" على شراء شركة "إس إل أم سوليوشنز غروب" (SLM Solutions Group)، ودراسة شركة الاستحواذ الأميركية "توما برافو" (Thoma Bravo) شراء شركة "دارك تريس" قبل انسحابها.