دروكنميلر يتوقع ركود الاقتصاد الأميركي في 2023 بضغط التيسير الكمي

"الاحتياطي الفيدرالي" كان يجب أن يضع حداً لسياسة التيسير النقدي منذ فترة طويلة

ستان دروكنميلر
ستان دروكنميلر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقع ستان دروكنميلر، الذي يدير مكتب عائلة دوكين، حدوث ركود اقتصادي العام المقبل، يتبعه ركود في الأسواق الأميركية خلال العقد المقبل.

قال دروكنميلر يوم الأربعاء في مؤتمر "ديليفرينج ألفا" (Delivering Alpha conference) المُذاع على قناة "سي إن بي سي" بنيويورك: "سأصاب بذهول إذا لم نعانِ ركوداً اقتصادياً في عام 2023"، مضيفاً أنه لا يستبعد حدوث "شيء سيئ حقاً".

طالع المزيد: روبيني: الولايات المتحدة على موعد مع ركود "طويل الأجل وقبيح".. والأسهم ستهوي 40%

أوضح أن المشكلة تكمن في التيسير الكمي البالغ قيمته 30 تريليون دولار والذي دام لعشرة أعوام وقاد الأمور إلى الوضع الراهن، مشيراً إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يجب أن يضع حداً لسياسة التيسير النقدي منذ فترة طويلة، "فامتلاك نقدية وإمكانية شراء سندات في ذلك الوقت تقود إلى اتباع سلوك سيئ".

تضخم قاتل

قال دروكنميلر في مقابلة أجراها لاحقاً مع "بلومبرغ" إن صُناع السياسة الفيدرالية "وضعوا أنفسهم والبلاد، والأهم من ذلك الشعب، في وضع سيئ". وأوضح أن "التضخم قاتل، ويجب أن تتمتع البلاد بأسعار مستقرة حتى تتمكن من زيادة فرص العمل على المدى الطويل".

أضاف أنه لم يتضح بعد إلى أي مدى يجب أن ترتفع أسعار الفائدة لإصلاح الأمور.

أصبح التصدي لمعدلات التضخم المرتفعة الآن أكثر صعوبة مما كان عليه في الثمانينيات، عندما رفع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بول فولكر أسعار الفائدة لكبح جماحها، لأن الاقتصاد لم يكن مستداناً تقريباً ولم نكن نعاني من فقاعة أصول، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: السباق العالمي لرفع أسعار الفائدة يدفع الاقتصاد نحو الركود

انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 20% هذا العام، كما هو الحال مع العديد من المؤشرات في أوروبا وآسيا. في الوقت نفسه، ارتفعت قيمة الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية، حيث سجل الجنيه الإسترليني أدنى مستوى له أمام العملة الأميركية.

البيع على المكشوف

يبيع دروكنميلر الأسهم على المكشوف، ويدير محفظة تعمل في البيع على المكشوف، ارتفعت قيمتها من 0% إلى 20% منذ 5 يناير. كما أنه جنى بعض الأموال من تداول العملات وبأسعار الصرف الأميركية والبريطانية والأوروبية.

توقع أن يكون سوق الأسهم عند مستوى مماثل نسبياً خلال عقد لما هو عليه الآن. مع ذلك، يمكن الاستمرار في جني الأموال.

يشعر دروكنميلر بالتفاؤل تجاه التكنولوجيا الحيوية، بجانب شركته طويلة الأمد "إيلاي ليلي آند كو" (Eli Lilly & Co.) بسبب عقارها الجديد لعلاج مرض السكري والزهايمر. كذلك، أشار إلى أن العملات المشفرة قد تحقق استفادة أيضاً إذا ازدادت حالة عدم الثقة في البنوك المركزية.

في الوقت نفسه، ينتابه خوف أكبر من عدم إكمال بنك الاحتياطي الفيدرالي مهمته في خفض معدلات التضخم.، قائلاً "آمل أن ينهوا المهمة، عليك التغلب على الصعوبات".

لقراءة المزيد: على الفيدرالي الأميركي الاستعداد لصناعة الركود

مناقشة منفصلة

في غضون ذلك، في مناقشة منفصلة في المؤتمر، أعربت باولا فولنت، رئيسة الاستثمار بجامعة روكفلر، عن ضرورة توخي الحذر بشأن البيئة الكلية العالمية، مشيرة إلى أن صندوق المنح يغير رهاناته وفقاً لهذا الأمر.

قالت فولنت إن الصندوق أصبح أكثر قلقاً بشأن أوروبا وأكثر اهتماماً بأميركا اللاتينية، حيث يمكن للمستثمرين الاستفادة من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، فيما أصبح الأمر سلبياً أكثر في الصين أيضاً. وأوضحت أن لجنة الاستثمار دعت إلى تقديم منح لتخفيف حدة الأوضاع في الصين وسط مخاطر جيوسياسية.

كانت فولنت تجمع السيولة النقدية المتوفرة لإجراء مراهنات جديدة في الأسواق غير المستقرة.

قالت: "لدي الآن نقود أكثر بكثير مما حصلت عليه في أي وقت مضى"، مضيفة أن الصناديق الاستثمارية التي ستُطلق في العامين المقبلين أو نحو ذلك ستزدهر في ظل تراجع تقييمات الشركة.