ملاك الأراضي في البرازيل ينفقون الملايين لإبقاء بولسونارو في السلطة

جمع تمويلاً لحملته الانتخابية بـ 4.1 مليون دولار من 250 ألف تبرع

رئيس البرازيل جايير بولسونارو يتحدث خلال حملته الانتخابية في برازيليا
رئيس البرازيل جايير بولسونارو يتحدث خلال حملته الانتخابية في برازيليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واجه الرئيس جايير بولسونارو انتقادات عالمية لعدة سنوات بشأن معالجته لقضايا البيئة في البرازيل، ولكن ذلك لم يمنع مجموعة من ملاك الأراضي البرازيليين الأثرياء من تمويل جولة إعادة انتخابه.

يعدّ مجتمع الأعمال الزراعية الثري في البلاد أكبر المانحين لحملة بولسونارو قبيل الانتخابات المقررة بتاريخ اليوم الأحد، حيث يملك البعض، مثل أبرز داعميه وهو أوسكار لويز سيرفي، مزارع كبيرة تعادل مساحتها حجم مدينة أوستن في ولاية تكساس. أما بعض الداعمين الآخرين فهم متخصصون في بيع الآلات الزراعية أو البذور أو اللحوم.

اقرأ أيضاً: من لولا إلى بولسونارو.. كل ما تريد معرفته عن سباق الانتخابات في البرازيل

أشارت تحليلات "بلومبرغ" حول إيداعات تمويل الحملة إلى أن الرئيس حصل على غالبية المبالغ المُخصّصة بقيمة 22.2 مليون ريال برازيلي (4.1 مليون دولار) من أكثر من 250 ألف تبرع، معظمها من مبالغ صغيرة قدّمها أفراد. وفي المقابل، جمع لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يتصدر استطلاعات الرأي الحالية، أقلّ من مليون ريال برازيلي في أنواع مماثلة من التبرعات.

قال جوزيه كارلوس هاوسكنشت، الشريك في "إم بي أغرو" (MB Agro) للاستشارات: "يدعم المزارعون بولسونارو بشكل جماعي لأنهم تعرضوا تاريخياً إلى الاضطهاد بسبب المشكلة البيئية في البرازيل. كما انتهى الأمر بربط المزارعين بإزالة الغابات حتى في الحالات التي أرادوا فيها القيام بالشيء الصحيح".

طالع المزيد: دي سيلفا يوسع تقدمه في سباق رئاسة البرازيل

الداعم الأكبر

على المستوى الفردي، يعتبر سيرفي الداعم الأكبر لبولسونارو بين المزارعين حيث قدّم له مليون ريال برازيلي. أسّس سيرفي شركته، "سيرفي أغرو"(Cervi Agro)، في عام 1983 بمدينة كوكسيم في ولاية ماتو غروسو دو سول، التي تُعد واحدة من المنتجين الرئيسيين للحبوب في البلاد حالياً، وشهدت ارتفاعاً حاداً في إزالة الغابات. زرع سيرفي وشقيقه، في عام 2013، نحو 80 ألف هكتار (308.9 ميل مربع) من فول الصويا والذرة، وفقاً لاقتراح قدمه سياسي محلي.

يضم المتبرعون الآخرون أوديليو بالبينوتي، مالك شركة "غروبو أتو" (Grupo ATTO) ، لبيع البذور إلى أكثر من 1.5 مليون هكتار من فول الصويا سنوياً، ومالك المزارع سيلسو غوميز دو سانتوس الذي قدّم زيتاً مقدّساً كهدية لبولسونارو في سبتمبر وتوقّع فوزه بالجولة الأولى من الانتخابات. انضم غيلسون بيرنيك، صاحب شركة لبيع الألواح الخشبية في أكثر من 60 دولة، إلى قائمة المتبرعين.

لم يرد كل من سيرفي وبالبينوتو وغوميز دوس سانتوس وممثل حملة بولسونارو على رسائل طلب للتعليق على الأمر. لكن ممثل بيرنيك قال، في بيان مُرسل بالبريد الإلكتروني، إن التبرعات قانونية وشفّافة.

طالع أيضاً: التعدين غير الشرعي للذهب يدمر أراضي السكان الأصليين في غابات الأمازون

غضب عالمي

أثار بولسونارو غضباً عالمياً من قبل الحكومات إلى مشاهير هوليوود، على حد سواء، بسبب معالجته للقضايا البيئية، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة الأمازون. دفع تحدي بولسونارو النرويج وألمانيا إلى تعليق التبرعات لصندوق مُخصّص للحفاظ على الغابات المطيرة. قال أشخاص على دراية بالأمر إن الاتحاد الأوروبي أوقف كذلك إعادة فتح الاستيراد أمام أكبر شركة برازيلية لتصدير الدجاج، "بي آر إف"، بسبب المخاوف، مضيفين أن المفاوضات لن تُستأنف قبل الانتخابات الرئاسية.

لكن من باب الإنصاف، فإن الإضرار بالسمعة لم يمسّ قطاع التجارة حيث تتجه الصادرات الزراعية نحو تسجيل رقم قياسي قدره 140 مليار دولار خلال العام الجاري، ووصلت العائدات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط أسعار السلع القوية.

اقرأ المزيد: بولسونارو يخطب ودّ أرياف البرازيل بتمليك الأراضي للفلاحين

المحافظون

يعتبر المزارعون البرازيليون شريحة محافظة تاريخياً من السكان، وهي تعكس خطاب بولسونارو حول قيم الأسرة والإيمان الديني. قال ماركوس يانك، أستاذ الأعمال الزراعية العالمية في "إنسبر" (Insper): "يتشابه الملف الشخصي لهذه الشريحة مع مزارعي الغرب الأوسط الأميركيين إلى حد بعيد".

لا تتضمن قائمة الأسماء المألوفة في مجتمع الأعمال البرازيلي أياً من أنصار بولسونارو من المزارعين الأثرياء، ولكنهم جزء من قطاع يُقال إنه يُشكِّل أكثر من ربع اقتصاد البلاد، وفقاً لـ"سيبيا"(Cepea) ، الذراع البحثي في ​​جامعة ساو باولو.

لقراءة المزيد: حيل الرئيس البرازيلي الانتخابية المشابهة لأفعال ترمب تهز ثقة المستثمرين

كشف تحقيق واسع في الفساد عن مساهمات قانونية وغير قانونية مقابل خدمات سياسية، مما دفع بحظر تبرعات الشركات في عام 2015. تتم معظم عمليات تمويل الحملات من خلال الأموال العامة رغم تزايد تبرعات الأفراد.

قال ممثل غيلسون بيرنيك، الذي تبرع بمبلغ 150 ألف ريال برازيلي، إن بولسونارو ومقترحاته "هي الخيار الأفضل للبرازيل".