تراجع الطلب يهبط بأرباح "سامسونغ" 32% وتوقعات بركود سوق الإلكترونيات

هبوط في إنتاج الرقائق أغسطس الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات

 دخول الموظفين إلى مصنع تصنيع أشباه الموصلات التابع لـ"سامسونغ إلكترونيكس" في هواسونغ.
دخول الموظفين إلى مصنع تصنيع أشباه الموصلات التابع لـ"سامسونغ إلكترونيكس" في هواسونغ. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يؤكد إعلان "سامسونغ إلكترونيكس" عن أول انخفاض في أرباحها منذ عام 2019، عمق التراجع العالمي في سوق أجهزة الكمبيوتر وشرائح الذاكرة.

قالت أكبر شركة في كوريا الجنوبية، الجمعة في بيان، إن الأرباح التشغيلية انخفضت بمقدار 32% إلى 10.8 ترليون وون (7.7 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، وهو ما يقل عن تقدير المحللين بمتوسط قدره ​​12.1 تريليون وون. وخالفت المبيعات التقديرات كذلك ببلوغها 76 ترليون وون. سيتضمن التقرير الكامل لـ"سامسونغ" في نهاية الشهر تفاصيل صافي الدخل وأداء الأقسام.

حذّر مصنعو شرائح الذاكرة العالمية خلال الأسابيع الأخيرة من أن صناعتهم تعاني من صرامة متزايدة في السوق نتيجة لتراكم المخزونات وانخفاض طلبات مراكز البيانات وعملاء التكنولوجيا الاستهلاكية عقب ضعف الطلب على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بشكل فاق المتوقع. تقوم كل من شركتي "مايكرون تكنولوجي" و"كيو إيكسيا هولدينغز" و(Kioxia Holdings) بتقليص الإنتاج في محاولة لإعادة توازن العرض وتجنّب انهيار الأسعار.

مخاوف الركود العالمي تبطئ بنمو الطلب على وحدات الذاكرة

قبل فترة وجيزة من إعلان نتائج "سامسونغ"، خالفت الشركة الأميركية المتخصصة في تصنيع المعالجات وشرائح الرسومات، "أدفانسد مايكرو ديفايسز"، تقديرات أرقام مبيعاتها للربع الثالث والتي انخفضت عن مليار دولار مثّلت توقعاتها الخاصة. وقالت ليزا سو، الرئيس التنفيذي لشركة" إيه إم دي: "أدت ظروف الاقتصاد الكلي إلى خفض الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية عن المتوقع وتصحيح المخزونات بشكل كبير".

في نفس الوقت، تراجعت أسهم سامسونغ بنحو 2% في سيول، الجمعة، بعد الإعلان.

قال هيو بيل سوك، الرئيس التنفيذي لدى "ميداس إنترناشونال أسيت مانجمنت" (Midas International Asset Management) في سيول: "هذه الدورة من التراجع لم تحدث بسبب بديناميكيات العرض والطلب المعتادة ولكنها تختلف عن الدورات السابقة نتيجة للمخاطر الجيوسياسية. ستحدّ ضوابط الحكومة الأميركية على الصادرات من مبيعات شركات تكنولوجيا المعلومات في الصين وسيضعف جزء كبير من الطلب على الرقائق. إذا لم تتمكن كل من (إيه إم دي) و(إنفيديا) من بيع رقائقها في الصين، فستتدهور أرباح صانعي الذاكرة بشكل أكبر".

هبوط إنتاج الرقائق

أشارت بيانات هيئة الإحصاء الكورية إلى إعلان كوريا الجنوبية، مقر أكبر شركتين لصناعة رقائق الذاكرة في العالم، عن هبوط في إنتاج الرقائق في شهر أغسطس وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات. قالت الشركة الكورية الجنوبية الأخرى، "إس كيه هاينكس"(SK Hynix)، أثناء آخر مكالمة للأرباح، إنه "لا يمكن تجنّب" إجراء تعديل كبير على نفقاتها الرأسمالية العام المقبل.

يأتي الانهيار المفاجئ في سوق الذاكرة الإلكترونية عقب سلسلة من الصدمات في الاقتصاد الكلي التي تتراوح من غزو روسيا لأوكرانيا إلى ارتفاع معدلات التضخم، وأسعار الغاز، ورفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وتدهورت معنويات المستهلك سريعاً وقلّص مشترو الذاكرة، بما في ذلك مُصنّعي أجهزة الكمبيوتر، من طلبياتهم واستعاضوا عنها باستخدام مخزوناتهم الحالية.

وفي الوقت الذي انهارت فيه الطلبيات على الإلكترونيات هذا العام، قام بنك "مورغان ستانلي" بتحديث تحليله لقطاع أشباه الموصلات في بداية هذا الأسبوع، ما رفع أسعار أسهم "سامسونغ" و"هاينكس" مع توقعات بانتعاش السوق في النصف الأخير من عام 2023.

إشارات متضاربة حول الطلب تُربك حاملي أسهم شركات الرقائق

مع ذلك، قال كيونغ كايهيون، رئيس أعمال الرقائق لدى "سامسونغ"، إن سوق الذاكرة لن تجد زخماً للانتعاش خلال العام المقبل على الأرجح. وأعلن "كيونغ" للموظفين في فعالية داخلية إن "سامسونغ" خفّضت توجيهاتها بشأن مبيعات الرقائق للنصف الثاني من هذا العام بمقدار 32% مقارنة بتوقعاتها في أبريل، وفقاً لصحيفة "كوريا إيكونوميك ديلي" (Korea Economic Daily).

قال المحلل سونغ ميونغ سوب لدى "إتش أي إنفستمنت أند سيكيوريتيز" (HI Investment & Securities):"نتيجة للطلب البطيء للغاية، بدأ العملاء في تقليص المخزون منذ نهاية الربع الثاني من عام 2022،" مشيراً إلى أن أسعار ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) والذاكرة المحمولة من فئة "ناند"(NAND) انخفضت بمقدار 15% في الربع الثالث. وأضاف: "باستثناء بعض شركات التكنولوجيا الكبرى، يقوم العملاء بتقليص طلبياتهم على الرقائق رغم التخفيضات الحادة في الأسعار".