روسيا تفقد 60% من سوق النفط المنقول بحراً في أوروبا

تراجع حجم التدفقات للأسبوع الرابع على التوالي إلى 630 ألف برميل يومياً

رحلات طويلة للخام الروسي
رحلات طويلة للخام الروسي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خسرت روسيا ثلاثة أخماس مبيعاتها من النفط الخام المنقول بحراً في أوروبا منذ أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في فبراير الماضي. وسوف تغلق هذه السوق نهائياً بعد 8 أسابيع تقريباً من الآن، وفي نفس الوقت، تجعل العقوبات الأخيرة تحويل تدفقات النفط إلى وجهة أخرى أمراً بالغ الصعوبة.

وصل متوسط ​​شحنات النفط الخام لأوروبا إلى 630 ألف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 7 أكتوبر الجاري، متراجعاً من 1.62 مليون قبيل وقوع الغزو.

وتضطر الناقلات التي تحمل النفط الروسي حالياً إلى قضاء 4 أضعاف الوقت الذي تستغرقه في كل عملية تسليم إلى الهند كما كانت تفعل بالسابق عند شحن البضائع إلى هولندا، أو 10 أضعاف المدة التي كانت تستغرقها للوصول إلى غدانسك ببولندا. فالجولة الأخيرة من العقوبات الموقعة من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي مُررت رداً على ضم الرئيس فلاديمير بوتين لأجزاء من أوكرانيا، تضمنت فرض حظر على شحن الخام الروسي في أي مكان حول العالم على متن ناقلات الاتحاد الأوروبي، وهو التصعيد الذي قد يفاقم بصورة هائلة من الأثر السلبي على التدفقات المنقولة بحراً.

وعُدلت العقوبات حتى تشمل سقفاً للسعر تبنته وزارة الخزانة الأميركية، يلتزم به مشترو الخام الروسي اعتباراً من 5 ديسمبر المقبل إذا أرادوا استعمال السفن الأوروبية والحصول على التغطية التأمينية والخدمات الأخرى.

العملاء الكبار

أكدت روسيا أنها لن تبيع نفطها لأي جهة تفرض سقفاً للسعر، وحذرت من أن تطبيقه قد يسفر عن خفض البلاد للإنتاج، وعلى الأرجح لن يوافق عملاؤها الكبار على الخطة.

رغم ذلك، من المتوقع أن يعزز وجود آلية من هذا النوع من القوة التفاوضية عند العملاء الكبار مثل الصين والهند وتركيا في مواجهة روسيا أثناء صفقات الشراء بالمستقبل.

هل سينجح سقف أسعار النفط الروسي؟

وصلت التدفقات إلى هذه الدول الثلاث، التي تدخلت في بداية الأمر لسد الفجوة عقب شروع الأوروبيين في تجنب صادرات موسكو، إلى ذروتها في يونيو الماضي مسجلة 2.2 مليون برميل يومياً. وخلال الأسابيع الأربعة التي انتهت في 7 أكتوبر الجاري، هبط هذا الرقم بحوالي 320 ألف برميل يومياً.

ربما يقلص حجم الشحنات على الناقلات التي لم توضح بعد وجهاتها النهائية من هذه الفجوة، لكنه لن يقضي عليها بالكامل.

وفي حين تراجع إجمالي تدفقات النفط الخام المشحونة لخارج روسيا خلال الأسبوع المنتهي في 7 أكتوبر الجاري، فإن متوسط 4 أسابيع، الذي يخفف بعضاً من تقلب البيانات، اتجه إلى الناحية العكسية، فسدت أحدث الشحنات الفراغ الذي تركته شحنات الأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر الماضي، عندما هبطت تدفقات النفط من ميناء كوزمينو بالمحيط الهادئ بسبب عاصفة هينامنور.

تدفقات الخام وفقاً للوجهة

ارتفع إجمالي الصادرات على أساس متوسط 4 أسابيع، لكنه بقي أقل من 3 ملايين برميل يومياً للأسبوع الرابع. وهذه هي أطول فترة منذ أوائل شهر مارس الماضي كان فيها مقياس الشحنات أقل من هذا المستوى. وجاءت الزيادة مدفوعة بالتدفقات المتجهة لآسيا التي تقدمت لأعلى مستوياتها منذ يونيو الماضي.

لا تتضمن جميع الأرقام الشحنات التي تُصنف على أنها من نوع كيبكو الكازاخستاني. هذه هي الشحنات التي نفذتها شركة "كازترانس أويل" (KazTransoil) والتي تعبر روسيا للتصدير عبر مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك.

روسيا تغازل آسيا بعقود نفطية طويلة الأجل استباقاً لحملة ضغط غربية

تُخلط البراميل الكازاخستانية مع خام من أصل روسي لإنشاء نوع موحد للتصدير. منذ غزو روسيا لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك الخاصة بالشركات الروسية. ويجري إعفاء خام الترانزيت بصفة خاصة من عقوبات الاتحاد الأوروبي الموقعة على الشحنات البحرية الروسية المنتظر دخولها حيز التنفيذ في ديسمبر المقبل.

التدفقات وفقاً للوجهة:


- أوروبا

تراجعت صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً للبلدان الأوروبية للأسبوع الرابع، إذ هبطت إلى 604 آلاف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى لها للسنة الحالية حتى الآن بالأسابيع الأربعة المنتهية في 7 أكتوبر الجاري. تقلصت التدفقات بمقدار 56 ألف برميل يومياً، أو بنسبة 8%، بداية من هذه الفترة وحتى 30 سبتمبر المنصرم. ولا تضم هذه الأرقام الشحنات المتجهة إلى تركيا.

لم يتغير حجم الشحنات من روسيا إلى دول شمال أوروبا عملياً بحسب المتوسط خلال الأسابيع الـ4 المنتهية في 7 أكتوبر الحالي بالمقارنة مع الأسبوع السابق.

وانخفضت الصادرات إلى دول البحر المتوسط ​​خلال نفس الفترة، مع تراجع حجم الشحنات إلى كل من إيطاليا وتركيا. وتقلصت التدفقات إلى دول المنطقة، بما فيها تركيا، المستبعدة من الأرقام الأوروبية في الجزء العلوي من هذا القسم، إلى أدنى مستوياتها منذ مارس الماضي.

لم يتغير إجمالي تدفقات بلغاريا ورومانيا عن الأسبوع السابق، مع ارتفاع حجم الشحنات إلى بلغاريا لتعويض تراجع التدفق لرومانيا.


- آسيا

زادت الشحنات من روسيا إلى العملاء الآسيويين، علاوة على السفن التي لا تظهر وجهتها النهائية، والتي من المعتاد أن تصل إلى الهند أو الصين بنهاية المطاف، للأسبوع الرابع. وصعد متوسط ​​حجم الخام المتجه إلى آسيا خلال 4 أسابيع إلى أعلى مستوى له في 16 أسبوعاً. وصل متوسط حجم ​​الشحنات المتجهة إلى آسيا إلى 1.94 مليون برميل يومياً على مدى الأسابيع الـ4 حتى 7 أكتوبر الماضي، علاوة على 140 ألف برميل يومياً على الناقلات التي لا تتضح نقطة تفريغها.

الطلب الآسيوي يُحبط جهود الغرب لوقف زيادة أسعار النفط الروسي

تشير كافة الناقلات التي تحمل الخام إلى وجهات آسيوية غير محددة إلى بورسعيد أو قناة السويس، مع عدم وضوح نقاط التفريغ النهائية حتى تجتاز الممر المائي إلى البحر الأحمر، على أقرب تقدير. ينتهي المطاف بغالبية هذه السفن في الهند، ويتجه عدد محدود منها للصين.

نفط

موقع التصدير والإيرادات

هبط إجمالي تدفقات الخام الروسي إلى أدنى مستوى له في غضون 3 أسابيع، إذ تراجع بمقدار 410 آلاف برميل يومياً، أو بنسبة 12% خلال الأيام الـ7 التي تنتهي في 7 أكتوبر الجاري، بالمقارنة مع الأسبوع السابق. جاءت التدفقات أقل من كافة المناطق عدا القطب الشمالي. وتستثني الأرقام أحجام الشحنات من مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك المصنفة على أنها من نوع كيبكو الكازاخستاني.

انخفضت التدفقات النقدية الداخلة إلى صندوق تمويل حرب الكرملين من رسوم تصدير النفط الخام، إذ هبطت بمقدار 42 مليون دولار لأدنى مستوى لها في 15 أسبوعاً لتسجل 125 مليون دولار خلال الأيام السبعة المنتهية في 7 أكتوبر الحالي. تراجع متوسط ​​الدخل لـ4 أسابيع بصورة أكثر اعتدالاً، إذ هبط بمقدار 3 ملايين دولار ليصل لأدنى مستوى في 14 أسبوعاً مسجلاً 143 مليون دولار.

وزير الطاقة الروسي: سنرد على فرض سقف لأسعار النفط بشحن المزيد لآسيا

هبطت أسعار رسوم التصدير بأكتوبر الحالي 15% مقارنة بما كانت عليه في سبتمبر المنصرم لتصل إلى 6.06 دولار للبرميل، وهو أدنى سعر منذ فبراير 2021، بحسب تقديرات "بلومبرج" القائمة على الأرقام المنشورة من قبل وزارة المالية الروسية. يؤدي انخفاض معدل الرسوم إلى تضخيم التأثير السلبي على دخل الكرملين جراء تراجع حجم الشحنات.

يبدو أن أسعار الرسوم ستتراجع مرة أخرى في نوفمبر المقبل، ما لم ينكمش فارق السعر لخام جبال الأورال بالنسبة لخام برنت بدرجة أكبر خلال الأسابيع الأخيرة. وقد هبط متوسط ​​سعر خام برنت منذ 15 سبتمبر 5% مقارنة بسعره خلال الفترة المستخدمة في حساب قيمة الرسوم الجمركية لشهر أكتوبر الحالي، في ظل أربعة أيام متبقية فقط.

التدفقات من المنشأ إلى الموقع

توضح البيانات عدد السفن التي تغادر كل محطة تصدير ووجهات الشحنات الخام من 4 مناطق للتصدير.

كشفت بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ أن 28 ناقلة حُملت بـ20.6 مليون برميل من الخام الروسي بالأسبوع الذي ينتهي في 7 أكتوبر الحالي. يمثل ذلك تراجعاً بمقدار 2.9 مليون برميل، ليصل لأدنى مستوى في 3 أسابيع. وتعتمد الوجهات على المكان الذي تشير إليه السفن بأنها متجهة صوبه لدى وقت كتابة هذا التقرير، ومن المؤكد تقريباً أن بعضها سيعدل مساره مع مضي الرحلات قدماً. لا تتضمن كافة الأرقام الشحنات المصنفة على أنها من نوع كيبكو الكازاخستاني.

تقلص إجمالي حجم الشحنات على السفن التي تحمل الخام الروسي المنطلقة من موانئ بحر البلطيق إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع، إذ تراجع بمقدار 314 ألف برميل يومياً. من بين 12 ناقلة تُحمل من بريمورسك وأوست لوغا، تبحر واحدة فقط صوب شمال أوروبا.

تراجعت الشحنات من ميناء نوفوروسيسك بالبحر الأسود لتصل لأدنى مستوياتها في 3 أسابيع.

في المقابل، قفزت شحنات القطب الشمالي لأعلى مستوى لها خلال 5 أسابيع، إذ غادرت 3 سفن ميناء مورمانسك في الأسبوع المنتهي في 7 أكتوبر الحالي.

تخلت تدفقات النفط الخام من موانئ النفط بشرق روسيا عن المكاسب التي تحققت خلال الأسبوع السابق. حُملت 8 شحنات من خام إسبو، في ظل توجه كافة الشحنات عدا واحدة للصين. وتوجهت السفينة الأخرى صوب سريلانكا، حيث رست شحنة منفصلة من خام إسبو منذ 19 سبتمبر الماضي، جراء نقص النقد الأجنبي لسداد ثمن النفط الخام.