بوتين يشيد بدور الوساطة الإماراتية في البحث عن نهاية للحرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستقبلاً الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في سان بطرسبرغ. روسيا في 11 أكتوبر 2022.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستقبلاً الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في سان بطرسبرغ. روسيا في 11 أكتوبر 2022. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الإمارات العربية المتحدة يمكن أن تلعب دوراً "مهماً" في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا.

مخاطباً الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية اجتماع يوم الثلاثاء في سان بطرسبرغ، قال بوتين: "إنني على دراية بمخاوفكم بشأن كيفية تطور الوضع بشكل عام ورغبتكم في المساعدة في حل جميع القضايا المثيرة للجدل، بما في ذلك الأزمة التي تحدث الآن". "أود أن أشير إلى أن ذلك عامل جوهري بالفعل يسمح لنا بالاستعانة بنفوذكم للمُضي قُدماً نحو حل الوضع الراهن".

رئيس الإمارات يلتقي نظيره الروسي وسط تصاعد وتيرة الصراع في أوكرانيا

تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسط تصعيد مفاجئ في الحرب التي استمرت قرابة ثمانية أشهر، حيث تنفّذ روسيا ضربات صاروخية لليوم الثاني على مدن أوكرانية. ومن المقرر أن يعقد زعماء مجموعة السبع محادثات يوم الثلاثاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يسعى للحصول على مزيد من الأسلحة للمساعدة في الحماية من الهجمات.

كثّفت الهجمات المخاوف بشأن تصعيد الصراع بعد أن حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي من أن تهديدات بوتين بأنه قد يلجأ إلى أسلحة نووية تكتيكية قد تؤدي إلى "أرمجدون".

وسطاء محتملون

قدّمت الإمارات، وكذلك المملكة العربية السعودية وتركيا، اللتان ساعدتا في التوسط في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا الشهر الماضي، أنفسهم كوسطاء محتملين بين الأطراف المتحاربة. رفضت الدول الثلاث تطبيق العقوبات الغربية على روسيا وحافظت على علاقات مع كل من موسكو وكييف.

تُعدّ روسيا والإمارات، إلى جانب المملكة العربية السعودية، جزءاً من تحالف "أوبك+" الذي لم يتجاوب الأسبوع الماضي مع مطالب الولايات المتحدة وخفض إمدادات الخام، وهو قرار صادم يبقي أسعار النفط مرتفعة فيما يسود القلق العالمي بشأن التضخم.

لماذا لم تتجاوب السعودية مع مناشدات بايدن زيادة إنتاج النفط؟

قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين يوم الثلاثاء إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلتقي مع بوتين في كازاخستان يوم الخميس حيث ستكون أوكرانيا من بين الموضوعات الرئيسية للمناقشة.

وقال عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، في تغريدة على موقع "تويتر": "رئيس الإمارات هو الزعيم العالمي الوحيد الذي يستطيع توظيف علاقاته العميقة مع الرئيس بوتين لوقف الانزلاق نحو مواجهة نووية مروعة. زيارته الى موسكو غداً هي مهمة سلام من أجل أوروبا والعالم ومتسقة مع سعي الإمارات لتحقيق السلام إقليمياً وعالمياً".

وضع ميداني متأزم

مع ذلك، فإن تحرك بوتين السريع الشهر الماضي لضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواته جزئياً فقط قلل بشكل كبير من فرص المفاوضات لإنهاء القتال. ووصفت الأمم المتحدة عمليات الانضمام بأنها غير قانونية ورفضتها أوكرانيا وحلفاؤها الأميركيون والأوروبيون الذين تعهدوا بمواصلة تقديم المساعدات المالية والعسكرية.

استعادت القوات الأوكرانية بعض الأراضي التي تدّعي روسيا الآن أنها أراضيها، وتعهدت باستعادة كل أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها بوتين في عام 2014. ودفعت نجاحاتهم في ميدان المعركة بوتين إلى الأمر بالتعبئة العسكرية الجزئية لـ300 ألف جندي احتياطي لتعزيز جيشه.

جاء الهجوم على المدن الأوكرانية في أعقاب تفجير جسر رئيسي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ألقى بوتين باللوم فيه على القوات الخاصة الأوكرانية. لم تعلن أوكرانيا رسمياً مسؤوليتها عن الانفجار.

انفجار جسر استراتيجي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم

وقال بيسكوف إن الوعود الأميركية بإرسال أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى أوكرانيا ستطيل من أمد الصراع، لكنها "لن تغيّر عزم روسيا أو النتيجة النهائية".

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو على استعداد للنظر في "أي مقترحات" لإنهاء الحرب، بما في ذلك لقاء بين بوتين وبايدن. ومع ذلك، فقد قلل من فرص التوصل إلى حل دبلوماسي، وقال للتلفزيون الحكومي "نحن بحاجة إلى معرفة بالضبط ما هو مطروح للتفاوض".

قال رئيس مجلس النواب الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو تعتبر الحكومة الأوكرانية "إرهابية" وبالتالي لن تتفاوض مع كييف. في غضون ذلك، وقع زيلينسكي الشهر الماضي على أمر يستبعد المحادثات مع بوتين.