وكالة الطاقة الدولية: قرار "أوبك+" بخفض الإنتاج سيرفع أسعار النفط ومخاطر الركود العالمي

منصة حفر نفطية تقف في إحدى جزر كوزواي في حقل نفط منيفة البحري ، الذي تديره أرامكو السعودية ، في منيفة ، المملكة العربية السعودية.
منصة حفر نفطية تقف في إحدى جزر كوزواي في حقل نفط منيفة البحري ، الذي تديره أرامكو السعودية ، في منيفة ، المملكة العربية السعودية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن قرار "أوبك+" بتقليص إنتاج النفط بحدة يهدد بدفع الأسعار إلى مستويات تجر الاقتصاد العالمي إلى الركود.

قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري: "سيؤدي الخفض الهائل في إمدادات نفط (أوبك+) إلى زيادة مخاطر أمن الطاقة في جميع أنحاء العالم، ما سينتج عنه ارتفاع الأسعار الى مستويات تؤدي إلى تفاقم تقلبات السوق"، مضيفة أن "أسعار النفط قد تكون نقطة التحول لجر الاقتصاد العالمي الذي هو بالفعل على حافة الركود".

الأكبر منذ كورونا.. "أوبك+" يُخفّض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً

يعد هذا بمثابة توبيخ قوي غير عادي من الوكالة التي يقع مقرها في باريس، والتي تقدم المشورة لمعظم الاقتصادات الكبرى بشأن سياسة الطاقة. فقد خفضت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام المقبل بمقدار 470 ألف برميل يومياً- أو ما يقرب من 20%- بسبب "الظروف الاقتصادية المعاكسة القوية" التي تتراوح من التضخم إلى ارتفاع أسعار الفائدة.

ارتفعت عقود النفط الآجلة لفترة وجيزة الأسبوع الماضي بعد إعلان المملكة العربية السعودية وشركاؤها عن خفض كبير للإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، متجاهلين مطالب المستهلكين مثل الولايات المتحدة. تراجعت الأسعار قليلاً منذ ذلك الحين، لكنها ظلت أعلى من 90 دولاراً للبرميل في لندن.

انتقد الرئيس جو بايدن بشدة تحرك الرياض واتهم المملكة بمساعدة زميلتها المنتجة روسيا التي تشن حرباً على أوكرانيا. وقال إنه سيعيد تقييم العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا والسعودية التي ترجع لعقود.

بايدن ينذر السعودية بمواجهة "عواقب" بسبب خفض إنتاج النفط

مخزونات منخفضة

قالت وكالة الطاقة الدولية إن قرار "أوبك+" "سيقلل بشكل حاد المخزونات النفطية التي تشتد الحاجة إليها خلال الفترة المتبقية من العام وحتى النصف الأول من عام 2023". تجدر الإشارة إلى أن مستويات الاحتياطيات البترولية في الدول المتقدمة عند مستوى منخفض "حاد" يبلغ 243 مليون برميل أقل من متوسط ​​خمس سنوات.

من جهتها، ردت المملكة العربية السعودية ودول أخرى في التحالف الذي يضم 23 دولة بأن تقييد العرض كان ضرورياً في مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي الشديدة. حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن أسوأ الاضطرابات الحالية "لم تأت بعد".

اقرأ المزيد: صندوق النقد: الأسوأ لم يأتِ بعد للاقتصاد العالمي

خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الاستهلاك العالمي للنفط في العام المقبل إلى 1.7 مليون برميل يومياً من 2.1 مليون برميل يومياً كانت قدرتها في تقرير الشهر الماضي. هذا العام، سيتوسع الطلب بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً إلى 99.6 مليون برميل يومياً في المتوسط.

ورجّحت أن ينفذ تحالف "أوبك+" نصف التخفيض المعلن عنه والبالغ مليوني برميل فقط، لأن الإنتاج في معظم الدول الأعضاء أقل بكثير بالفعل من الأهداف المحددة.

"أوبك" تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل بإجمالي 900 ألف برميل

ومع ذلك، توقعت الوكالة أن تتعرض الإمدادات العالمية لضربة أخرى في الأشهر المقبلة مع تطبيق الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات النفط الروسية. وقدّرت "أن صادرات البلاد من النفط تراجعت بمقدار 230 ألف برميل يومياً إلى 7.5 مليون برميل يومياً في سبتمبر".