بنوك الاستثمار تجني أعلى رسوم في 14 عاماً من أعمالها بالمنطقة

1.1 مليار دولار إجمالي متحصلات المؤسسات المحلية والعالمية من الصفقات في 9 أشهر

شاشات مراقبة تعرض معلومات سوق الأسهم
شاشات مراقبة تعرض معلومات سوق الأسهم المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ساهمت فورة الطروحات الأولية في المنطقة في بلوغ الرسوم التي تحصلت عليها بنوك الاستثمار المحلية والعالمية من عملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمستوى لم تشهده منذ أكثر من عقد، إلا أن هناك إشارات على تباطؤ في بعض القطاعات.

وصلت الرسوم التي حصدتها بنوك الاستثمار المحلية والعالمية من عمليات الطرح الأولي والاكتتابات والاندماج والاستحواذ وإصدارات الدين في المنطقة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري إلى أعلى مستوى في 14 عاماً.

حصلت بنوك الاستثمار على 1.1 مليار دولار كرسوم من الخدمات المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال تلك الفترة، بزيادة 5% عن نفس الفترة في عام 2021، وهذه القيمة هي الأعلى خلال التسعة أشهر منذ عام 2008، وفق منصة البيانات العالمية "ريفينيتيف".

الرسوم من المنطقة مثلت 1.3% من إجمالي رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية على مستوى العالم حتى الآن خلال عام 2022، وهي أعلى نسبة منذ عام 2008، وفق بيانات المنصة التابعة لبورصة لندن.

%37 من الرسوم جرى تحصيلها من صفقات بالإمارات العربية المتحدة خلال تلك الفترة تليها السعودية بنسبة 33% وسلطنة عمان بنسبة 9%.

"جيه بي مورغان" كان له الحصة الأكبر من رسوم المنطقة خلال 9 أشهر، إذ جمع 84.3 مليون دولار ما يمثل 8% من إجمالي الرسوم.

الطروحات

ساهم ارتفاع أسعار النفط في زيادة الفوائض المالية لدول الخليج العربي، الأمر الذي زاد من شهية المستثمرين في أسواق المال، ما أدى إلى فورة الاكتتابات العامة التي اجتاحت الشرق الأوسط على مدار العام، ولا تزال سارية، إذ تجتذب الصفقات طلباً قوياً من المستثمرين، كما أن هناك قائمة انتظار من الشركات التي تسعى لطرح أسهمها على الرغم من الصورة الاقتصادية العالمية القاتمة.

بلغ إجمالي الإصدارات المتعلقة بالأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 15.3 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، وهو الأعلى منذ عام 2008. وارتفعت عائدات البنوك من عمليات الإصدار في المنطقة بنسبة 166% مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من عام 2021.

زاد عدد الإصدارات بنسبة 110%. واستحوذت الطروحات العامة الأولية على 86% من النشاط خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، في حين استحوذت الإصدارات اللاحقة (بخلاف الطروحات الأولية) على 14%.

بلغ إجمالي الطروحات الأولية خلال تلك الفترة 29 طرحاً في المنطقة، بزيادة 21 طرحاً عن العام الماضي في هذا الوقت. جمعت هذه الطروحات 13.2 مليار دولار، مسجلة أول تسعة أشهر قياسية في المنطقة، وفق منصة "ريفينيتيف".

جمعت هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" 6.1 مليار دولار في في أبريل الماضي، وهو يعد ثالث أكبر اكتتاب عام على مستوى العالم حتى الآن هذا العام وثاني أكبر اكتتاب عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الإطلاق.

رسوم البنوك من اكتتابات أسواق رأس المال زادت بنسبة 134% عن العام الماضي. وصلت قيمتها إلى 284.4 مليون دولار، وهو الأعلى في 14 عاماً.

احتل بنك "إتش إس بي سي" المركز الأول في سوق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 بحصة سوقية تبلغ 18.5%، تلاه البنك السعودي للاستثمار.

تباطؤ الصفقات

التباطؤ في نشاط الصفقات الاستثمارية في المنطقة بدأ يظهر، إذ إن نصف الرسوم، جري تحصيلها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مع انخفاض الرسوم ربع السنوية في الربعين التاليين. بلغ إجمالي الرسوم 186.4 مليون دولار خلال الربع الثالث من عام 2022، وهو أقل إيراد ربع سنوي في المنطقة منذ ست سنوات، وفق البيانات الصادرة يوم الخميس.

انخفضت رسوم إصدار السندات بنسبة 78% إلى 52.4 مليون دولار، وهي الأقل لفترة التسعة أشهر الأولى منذ عام 2008.

كانت التوقعات من قبل وكالات التصنيف الائتماني تشير إلى أن إصدارات السندات والصكوك خاصة السيادية منها في دول الخليج ستتراجع مع ارتفاع إيرادات الدول من النفط.

التباطؤ بدا أيضاً في قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في المنطقة والتي بلغت 69.7 مليار دولار خلال الأرباع الثالثة الأولى من العام الجاري، أي أقل بنسبة 17% من القيمة المسجلة خلال نفس الفترة من عام 2021، إلا أن عدد الإعلانات عن الصفقات في المنطقة ارتفع بنسبة 5% عن العام الماضي وهو الأعلى خلال تسعة أشهر منذ 1980.

ورغم ذلك، فإن الرسوم الاستشارية من معاملات الاندماج والاستحواذ المكتملة في المنطقة بلغت 339.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 26% عن العام الماضي وتمثل ثاني أعلى إجمالي رسوم لمدة تسعة أشهر منذ بدء منصة "ريفينيتيف" تسجيل البيانات في عام 2000.