أزمة الغلاء تُجبر البريطانيين على شراء الأغذية المجمدة بدلاً من الطازجة

المستهلكون يواجهون أعلى معدل تضخم منذ أربعة عقود

ممر للأطعمة المجمدة في متجر "آيسلندا فودز" في كرايستشيرش، المملكة المتحدة
ممر للأطعمة المجمدة في متجر "آيسلندا فودز" في كرايستشيرش، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتبنى متسوقون في بريطانيا استراتيجية جديدة في محاولة للحفاظ على مشترياتهم من متاجر البقالة الأسبوعية عبر التحول إلى شراء السلع طويلة الأمد.

يشتري عملاء "تيسكو" ( Tesco Plc) المزيد من الخضراوات والأسماك والبيتزا المجمدة في الآونة الأخيرة. ويتحول أيضاً بعض المتسوقين في أكبر سلسلة بقالة في المملكة المتحدة من المعكرونة الطازجة إلى الجافة، ومن الحساء المبرد إلى المُعلّب.

رصدت سلاسل البقالة المنافسة، بما في ذلك "جيه سينسبري" (J Sainsbury Plc) و"أيسلاند فودز" (Iceland Foods)، اتجاهاً مشابهاً لدى المستهلكين.

يضطر المستهلكون الذين يواجهون ارتفاع أسعار مواد البقالة والطاقة إلى التحلي بالإبداع، والتحول نحو شراء السلع التي يمكن أن تكون أرخص وأقل إهداراً، عندما يشترون السلع التي تتمتع بالتخفيضات ومن السلاسل التجارية بدلاً من العلامات التجارية الكبيرة.

قال ريتشارد ووكر، العضو المنتدب في "أيسلندا فودز"، وهو متجر يبيع بأسعار رخيصة، في مقابلة عبر الهاتف: "الأفراد مدركون تماماً للقيمة.. الأطعمة المجمدة أرخص، ويوجد إهدار أقل، والميزانيات ضيقة للغاية الآن".

في "جيه سينسبري" يزداد الطلب على الخضار والفطائر واللحوم المجمدة بشكل خاص. بالتزامن مع ذلك؛ تفوقت مبيعات "آيسلندا" من الأطعمة المجمدة على المبردات.

على نطاق أوسع، ارتفعت مبيعات الخضراوات المجمّدة بنسبة 10% على أساس سنوي متجاوزة نسبة 6% من الخضروات الطازجة، وفقاً لبيانات من شركة التحليلات "كانتار" (Kantar).

ارتفاع قياسي للتضخم في متاجر بريطانيا بضغط انخفاض الجنيه الإسترليني

يواجه المستهلكون البريطانيون أعلى معدل تضخم منذ أربعة عقود. بلغ تضخم أسعار البقالة نحو 14% في وقت سابق من أكتوبر، بحسب ما قالت "كانتار"، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت تتبع البيانات في عام 2008.

يقول فريزر ماكيفيت، رئيس قسم البيع بالتجزئة والاستهلاك في "كانتار"، إنَّه قد يكون هناك "مزيد من التوجه" نحو الأطعمة المجمدة في المستقبل، على الرغم من أنَّه لا يتوقَّع حدوث ثورة في ذاك المسار.

أشار إلى أنَّ السلع المعلبة أثبتت رواجها أيضاً لأسباب مماثلة، إذ ارتفعت المبيعات بنحو 6% من حيث القيمة.

تغيير الإدراك

قال "ماكيفيت" في مقابلة عبر الهاتف: "يمكن للناس الشراء بكميات كبيرة دفعة واحدة ولا يحتاجون إلى التخلص من أي منها".

من الناحية التقليدية، لا يقبل المستهلكون البريطانيون على شراء السلع المجمدة، على عكس فرنسا حيث توفر سلسلة الأطعمة المجمدة "بيكار" (Picard) المواد الغذائية.

قال كين تان، مدير استراتيجية البيع بالتجزئة في شركة المحاسبة والتدقيق "بي دبليو سي" ( PwC): "تحاول (بيردز) (Birdseye) و(أيسلندا فودز) إحداث تغيير إيجابي منذ سنوات.. هناك مشكلة تتعلق بالتصور إزاء الأطعمة المجمدة".

لكنَّ التوقيت قد يكون مناسباً لتغيير الرأي، فقد أظهرت دراسة بتكليف من "أيسلندا فودز" في عام 2018 أنَّ معظم العائلات وجدت أنَّ الأطعمة المجمدة تقدم حوالي 30% قيمة أفضل من الأطعمة الطازجة، وتقلل من هدر الطعام بمقدار النصف تقريباً.

ماذا ستكشف نتائج شركات بريطانيا عن حالة اقتصاد البلاد؟

في حال استمر هذا الاتجاه؛ فمن غير المرجح أن تزيد المتاجر الكبرى المساحة التي تخصصها للبضائع المجمدة. ولا يقتصر الأمر على جني الكثير من هوامش ربحها في البدائل المبردة، ولكن في الوقت الذي تتضخم فيه تكاليف الطاقة؛ فإنَّ تشغيل المزيد من الثلاجات سيكون مكلفاً.

شهدت "آيسلندا فودز" بالفعل المزيد من تراجع سنداتها إلى المنطقة المتعثرة في أغسطس بعد أن خفضت وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين تصنيفها الائتماني.

تعد الشركة منكشفة بشكل خاص على تكاليف التبريد لمنتجاتها الغذائية المجمدة في الغالب، وقالت "موديز" إنَّ فاتورة الكهرباء ستتضاعف أكثر من الضعف في السنة المالية حتى مارس 2023.