صناديق التحوط تراهن على تعافي الأصول الأكثر تضرراً في المملكة المتحدة

"غريت هيل كابيتال": ترى فرصة طويلة الأجل في الجنيه الإسترليني

مجموعة من الأوراق النقدية البريطانية من فئة خمسة وعشرة جنيهات إسترلينية
مجموعة من الأوراق النقدية البريطانية من فئة خمسة وعشرة جنيهات إسترلينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ عدد من صناديق التحوط في التفكير بأنه قد حان الوقت لشراء الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية البريطانية المتضررة، في حين يقول آخرون إن المستثمرين يجب أن يظلوا حذرين.

في هذا الصدد، ترى شركة "غريت هيل كابيتال" (Great Hill Capital) في نيويورك فرصاً لشراء الجنيه الإسترليني بعد المطبات الجامحة الأخيرة التي تعرضت لها العملة. في حين ترى "بلو إيدج أدفايزرز" (Blue Edge Advisors) إيجابيات في السندات الحكومية البريطانية الأطول أجلاً مع تباطؤ النمو العالمي.

"غولدمان ساكس" يخفض توقعاته لاقتصاد بريطانيا العام المقبل إلى انكماش 1%

تعليقاً على الموضع، قال توماس هايز، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري في شركة "غريت هيل": "سأشتري الجنيه الإسترليني الآن وأمتص أية تقلبات قصيرة الأجل، وفي الواقع لا أستطيع أن أخبركم بما سيحدث للجنيه في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ولكن على مدار العام إلى الثلاثة أعوام القادمة، سيكون الجنيه الإسترليني أعلى بشكل ملموس مقابل الدولار".

ويُشار إلى أنّ أصول المملكة المتحدة تضررت بشدة خلال الشهر الماضي، حيث أدخلت الحكومة لأول مرة مجموعة من التخفيضات الضريبية في الميزانية المصغرة، ثم تراجعت عنها كلها تقريباً مع انخفاض الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية البريطانية بسبب مخاوف من حدوث عجز مالي. وتراجعت العملة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 1.0350 دولار في 26 سبتمبر، قبل أن ترتد لأعلى بنحو 10% فقط، بينما تأرجحت عوائد السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 أعوام بين 1.71% و4.64% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

"ترَس" تستعد لمواجهة مباشرة مع الأسواق دون مساندة من البنك المركزي

علاوةً على ذلك، بدأت آفاق الجنيه الإسترليني تبدو أكثر هدوءاً، مع انخفاض التقلب الضمني لمدة شهر إلى 17%، من أعلى مستوى في أكثر من عامين عند 24% في اليوم الذي انخفضت فيه العملة. وما يزال هناك الكثير من الشكوك في المستقبل.

الجنيه الإسترليني رخيص للغاية

من جانبه قال ستيفن ديغل من شركة "فولبس إنفستمنت مانجمنت" (Vulpes Investment Management) في سنغافورة الشهر الماضي إنّ أحد صناديقه اشترى الجنيه عندما انخفض إلى مستوى قياسي، قائلاً: "مقارنة بمتوسط ​​خمس أو 10 سنوات فإن الجنيه الإسترليني رخيص للغاية".

وما تزال "بلو إيدج" حذرة بشأن العملة، ولكنها ترى أيضاً بعض الإيجابيات، وتنظر بشكل أكثر "إيجابية" إلى سندات الاستحقاق الأطول، حيث يسعى بنك إنجلترا إلى تهدئة الأسواق.

بنك إنجلترا يستأنف بيع السندات لضبط السوق مطلع نوفمبر

كذلك قال كالفين يوه، مدير الأموال في الصندوق في سنغافورة: "أعتقد أنه بالنظر إلى التقلبات وردود الفعل التي رأيناها من جانب كل من الحكومة وبنك إنجلترا، هناك على الأقل اعتراف ضمني بالسياسات المتضاربة بين الإدارة والبنك المركزي، وهم يعملون على حل ذلك؛ وهذا من شأنه أن يمنح المستثمرين بعض الثقة، ولكن تقلبات السياسة النقدية ما تزال قائمة".

ومع ذلك، أضاف: "أن التداول في سوق المملكة المتحدة الآن يشبه لعب لعبة الكراسي الموسيقية عند سفح بركان نشط".

نظرة أكثر تشاؤماً

تفضّل "كيه تو أسيت مانجمنت" (K2 Asset Management) استمرار تخفيض المراكز بالأصول الكلية في المملكة المتحدة بسبب التقلبات غير العادية.

"بريكست" يقضم 16% من صادرات بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي

قال جورج بوبوراس، رئيس الأبحاث في صندوق التحوط "كيه تو أسيت مانجمنت"، في إشارة إلى رهان المصرفي جورج سوروس ضد الجنيه في عام 1992: "لم يكن تداول الأصول في المملكة المتحدة بهذه الفوضى في بعض الجوانب منذ أيام سوروس، وستظل صناديق التحوط تخلق حالة من الفوضى خاصة في سوق السندات الحكومية البريطانية، التي ما تزال هدفاً كبيراً للبيع على المكشوف بين حراس السندات".

عائدات السندات الحكومية