"أوكسفام": تمويلات الدول الغنية بشأن المناخ "مضللة"

تستخدم حسابات "غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة للدول النامية التي تأتي غالبيتها كقروض

التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة
التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أفادت منظمة "أوكسفام"، أن الدول الغنية تقصر في الوفاء بالتزامات تمويل المناخ تجاه الدول الفقيرة وتستخدم حسابات "مضللة" و"غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة، قبل أسابيع فقط من محادثات رئيسية.

قالت "أوكسفام" الدولية في تقرير صادر حديثاً، إن الدول الغنية قدمت تمويلاً عاماً بقيمة تقل عن 25 مليار دولار في عام 2020، مقارنة بنحو 70 مليار دولار مُعلن عنها. وجدت المنظمة غير الربحية أن الكثير من الأموال يجري تقديمها من خلال القروض، مما يثقل كاهل الدول بالمزيد من الديون، في حين أن الأموال المقدمة غالباً ما يكون تركيزها أقل على قضايا المناخ من ما ذُكر.

اقرأ المزيد: "أوكسفام": الفقر الشديد سيطال ربع مليار شخص جديد هذا العام

مستثمرون يخصصون 7.1 تريليون دولار لتحقيق الأهداف المناخية

تمويلات "مضللة"

قالت نافكوت دابي، رئيسة سياسة المناخ بمنظمة أوكسفام، في بيان، إن مساهمات الدول الغنية لا تستمر في الانخفاض بشكل فادح عن هدفها الموعود فحسب، بل إنها مضللة للغاية أيضاً. تابعت: "بدلاً من دعم الدول التي تواجه حالات الجفاف وأعاصير وفيضانات متفاقمة، فإن الدول الغنية تعمل على شل قدرة نظيرتها الفقيرة على التعامل مع الصدمة التالية وتعميق فقرها".

مع استمرار تقصير الدول الغنية في الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنوياً، وهو الهدف الذي كان يُفترض تحقيقه في عام 2020، فإن نتائج التقرير لديها القدرة على زيادة تآكل الثقة مع الدول الفقيرة التي تتحمل وطأة الظواهر الجوية المتطرفة.

يُتوقع أن يكون التمويل المقدم لمساعدة الدول الجزرية والدول الأقل نمواً أحد القضايا الرئيسية المطروحة في قمة المناخ "كوب 27" (COP27) المنعقدة في مصر الشهر المقبل.

"مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022" في مصر سيوجه الأنظار نحو العدالة المناخية

ديون المناخ

يسلط تقرير "أوكسفام" الضوء على حالة السنغال، وهي واحدة من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، لكنها تلقت 85% من تمويلها في شكل ديون. بشكل عام، ارتفعت مدفوعات الديون الخاصة بالدول الأقل نمواً إلى 31 مليار دولار في عام 2020، بحسب المنظمة غير الربحية.

من المتوقع أن تتصارع الدول، في محادثات المناخ في نوفمبر، بشأن كيفية تعزيز أهداف التمويل من مليارات الدولارات إلى التريليونات التي تقول الدول النامية إنها ضرورية للتعامل مع آثار تغير المناخ.

الدول النامية تريد أيضاً صندوقاً مخصصاً لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الطقس المتطرف بشكل متزايد، والتي حدثت إلى حد كبير بسبب الانبعاثات التاريخية للدول الغنية.

"ستاندرد آند بورز": الدول الفقيرة أكثر عرضة لمخاطر المناخ بأربعة أضعاف من الغنية

قادت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي دعوات للإعفاء من الديون لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع آثار تغير المناخ.

قالت دابي إن :"نظام تمويل المناخ الذي يعتمد بشكل أساسي على القروض يزيد المشكلة سوءاً". وأضافت: "يجب على الدول الغنية الالتزام بشكل عاجل بزيادة الدعم القائم على المنح للدول الضعيفة وإصلاح ممارسات إعداد التقارير المعيبة".