الدولار القوي يهدد ربحية الشركات الأميركية

شركات كبرى تسلط الضوء على تأثر نتائج أعمالها سلباً بقوة العملة الأميركية

شعار "بروكتر آند غامبل" كما يظهر على عبوة منتج "زي كويل" للمساعدة على النوم
شعار "بروكتر آند غامبل" كما يظهر على عبوة منتج "زي كويل" للمساعدة على النوم المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسلّط العديد من الشركات الأميركية الكبيرة، الضوء على مدى تأثير قوة الدولار غير المسبوقة على أرباحها. قد يقوّض ذلك التفاؤل الذي حملته حتى الآن سلسلة من الأرباح التي جاءت أفضل من المتوقّع، والتي وفّرت دعماً لأسعار الأسهم.

لنأخذ على سبيل المثال، نتائج شركة "بروكتر آند غامبل" (Procter & Gamble)، حيث قالت الشركة إن أسعار صرف العملات الأجنبية (إلى جانب ارتفاع تكاليف المواد والسلع)، سيترتب عليها على المرجّح تكاليف إضافية تُقدّر بـ3.9 مليار دولار بعد خصم الضرائب هذا العام، أي بزيادة كبيرة مقارنة بالتقديرات السابقة. ومن بين الشركات الأخرى التي أشارت إلى وجود ضغوط تتعلق بأسعار صرف العملات الأجنبية مؤخراً، شركة "نتفلكس" و"أدوبي" (Adobe Inc)، و"جونسون آند جونسون".

خسائر بنصف مليار دولار يومياً لكل شركة بقائمة عمالقة التكنولوجيا

مع ذلك، ارتفعت أسهم شركة "نتفلكس" في تداولات الأربعاء بعد عودتها إلى النمو وإضافة المزيد من العملاء على منصتها، كما ارتفعت أسهم "بروكتر آند غامبل" بعدما تجاوزت الشركة مقاييس أخرى. وتجاوز النمو العضوي لإيرادات "بروكتر آند غامبل" - من دون الأخذ بالحسبان تأثير العملات الأجنبية - التقديرات، حيث تمكّنت الشركة من زيادة الأسعار بنسبة 9%. قادت المنتجات ذات الأسعار المرتفعة والجودة العالية، (مثل أقراص الصابون لغسل الملابس)، المكاسب في الولايات المتحدة، حيث يتمتع المستهلكون الميسورون بصحة جيدة وبقدرة على الإنفاق. يعزز هذا الأمر قوة الدفع والجذب للاقتصاد الذي لا يزال يتميّز بإشارات إيجابية تصدر عن البنوك الكبرى وسوق العمل الضيقة، على الرغم من التضخم الجامح.

بايدن: تباطؤ الاقتصاد العالمي يرجع لأخطاء الآخرين وليس قوة الدولار

تأثير الدولار

بالإضافة إلى ذلك، فإن القلق بشأن تأثير الدولار القوي ليس أمراً جديداً. لقد كان موسم الأرباح الأخير محفوفاً بالمخاطر والحذر من الارتفاع المستمر في قيمة العملة، وسط تحذيرات ملحوظة من مختلف القطاعات. وكانت شركة "مايكروسوفت" على وجه الخصوص، قد دقّت ناقوس الخطر، علماً أن نتائج الأعمال الفصلية لهذه الشركة وغيرها من عمالقة التكنولوجيا مثل "ألفابت" و"أبل"، من المنتظر أن تصدر خلال الأسبوع المقبل.

في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، قال الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان"، بقيادة دوبرافكو لاكوس-بوجاس، إنّهم يحافظون على توقعاتهم الإيجابية التي تتصدّر الإجماع لأرباح السهم الواحد في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لعام 2022، والتي تبلغ 225 دولاراً، وهي توقعات قالوا إنها "صحية للغاية" بالنظر إلى الرياح المعاكسة للدولار القوي في النصف الثاني. فمع كل زيادة بنسبة 2% تقريباً في قيمة الدولار المرجح تجارياً، تنخفض ربحية السهم بنحو 1%.