ما حلول أزمة نقص أطقم التمريض في الولايات المتحدة؟

تبسيط إجراءات إعادة اعتماد الحاصلين على شهادات جامعية من الخارج يعالج فترات النقص

الممرضة إليسا غيلبرت تطمئن على مريض في وحدة الرعاية المركزة لفيروس كوفيد-19 بمركز  "هاربر فيو "الطبي في 21 يناير 2022 بسياتل
الممرضة إليسا غيلبرت تطمئن على مريض في وحدة الرعاية المركزة لفيروس كوفيد-19 بمركز "هاربر فيو "الطبي في 21 يناير 2022 بسياتل المصدر: غيتي إيمجز
محررو بلومبرغ
محررو بلومبرغ

الهيئة التحريرية في (رأي بلومبرغ)

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يحتاج نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة إلى مزيد من أطقم التمريض. فأعداد خريجي كليات التمريض ليست كافية، والعاملون صغار السن يتركون وظائفهم، والأكبر سناً يتقاعدون مبكراً.

خلال جائحة كورونا، قلل النقص واسع النطاق في أطقم التمريض من جودة الرعاية الصحية، وتسبب حتى في وفيات. لتعزيز قوة العمل والاستعداد للأزمة القادمة بشكل أفضل، على الولايات المتحدة الاستثمار في ممرضي المستقبل على المستوى المحلي، وإزاحة العقبات أمام أصحاب المهارات المؤهلين من الخارج.

يمثل النقص في أطقم التمريض مشكلة منذ عقود، وسيستمر حتى بعد انتهاء جائحة كورونا بكثير. لا تزداد فئة كبار السن من سكان الولايات المتحدة فقط، بل الممرضون أنفسهم يكبرون في السن أيضاً. يتوقع بعض الباحثين أن مليون ممرض مُسجّل سيتقاعد من العمل بحلول 2030.

ممرضون متنقلون

في الماضي، كانت المستشفيات ودور المسنين والعيادات وغيرها من مؤسسات الرعاية الصحية تتجه إلى وكالات التوظيف خلال فترات نقص العمالة. الممرضون المتنقلون، كما يُعرَفون، يسافرون في أنحاء البلاد، ويعملون في الأغلب لفترات تصل كل منها إلى 13 أسبوعاً.

في ذروة الجائحة، يمكنهم بسهولة الحصول على ثلاثة أو أربعة أضعاف المرتبات التي كانوا يحصلون عليها قبل الجائحة، إذ يكسبون ما يصل لـ5 آلاف إلى 10 آلاف دولار في الأسبوع.

اقرأ المزيد: "الصحة العالمية" تعلن اقتراب انتهاء الوباء والصين تُشدّد سياسة "صفر كوفيد"

هذا الاتفاق يبدو كصفقة جيدة: منشآت الرعاية الصحية تحصل على أطقم العاملين التي تحتاج إليها، والممرضون يحصلون على مرتبات جيدة. لكن زيادة الممرضين المتنقلين أدت إلى عدة عواقب غير مقصودة.

أزمة التمريض

أولاً، الممرضون العاملون بعقود ثابتة، الذي يطالبون بزيادة في الأجور، يتركون وظائفهم. يُشكّل الممرضون الذين يعملون بعقود مؤقتة الآن 8% إلى 10% من القوى العاملة بالمستشفيات، بزيادة من نحو 4% في الفترة التي سبقت جائحة كورونا. يواجه أصحاب العمل، الذين يديرون نشاطهم بهوامش ربح ضئيلة للغاية، صعوبات في زيادة المرتبات، في وقت نفد فيه التمويل الذي خصصته الحكومة الفيدرالية لجائحة كورونا.

أنفقت المستشفيات تقريباً نحو 40% من إجمالي تكلفة عمل الممرضين على الممرضين المتنقلين في يناير 2022، مقارنة بـ5% في 2019، وفقاً لجمعية المستشفيات الأميركية، التي تتوقع ارتفاع تكلفة العمل بـ86 مليار دولار هذا العام. على العكس من ذلك، الخوف من استنزاف القوى العاملة يجعل أصحاب العمل أكثر إحجاماً عن خسارة الممرضين العاملين بعقود مؤقتة.

اقرأ أيضاً": كنا نصفق لفرق التمريض.. والآن نتركهم يُستنزفون

للممرضين المتنقلين أسباب خاصة تدفعهم للقلق، فرغم أن الأجور ممتازة في الوقت الحالي، فهم لن يتمتعوا بأي من مميزات الوظيفة الثابتة عندما يتغير الطلب في نهاية المطاف. بدأت تقارير بالفعل تظهر عن انخفاضات مفاجئة في الأجور. في الوقت نفسه، المرضى هم أكثر من يعاني من انضمام ممرضين جدد واستقالة آخرين بوتيرة أعلى على المدى الطويل.

نقص التمويل

يريد بعض المشرعين التحقيق فيما إذا كان الارتفاع في وظائف التمريض بعقود مؤقتة قد سبب ضرراً بغير داعٍ لقطاع الرعاية الصحية. أحد الأسئلة الأفضل لطرحها هو لِمَ لا يتمكن المزيد من الممرضين من العمل في القطاع في المقام الأول؟.

أحد الأسباب هو نقص التمويل. في 2021، رفضت كليات التمريض أكثر من 90 ألف طلب تقديم مؤهل، لأنهم لم يملكوا ما يكفي من المعلّمين أو أماكن تعيين للتدريبات السريرية. تمثل الأجور المنخفضة أو المنعدمة تحدياً كبيراً.

اقرأ أيضاً: مواجهة قضائية بطلاتها ممرضات واجهن إجراءات قانونية بسبب استقالتهن

على الكونغرس التوسع في تمويل سداد الرسوم الدراسية للممرضين الذين يعملون بالتدريس وهؤلاء الذين يعملون في مناطق بها نقص في العمالة. في الوقت نفسه، ستدمج الشراكات بين القطاعين العام والخاص الكليات وأماكن العمل بشكل أفضل لتسهيل التدريب على الرعاية السريرية.

حلول أزمة التمريض

يُعدّ الممرضون المدرَّبون خارج البلاد مورداً آخر غير مستغل. يقدّر معهد سياسة الهجرة أن نحو 118 ألف مهاجر حاصل على شهادات جامعية في مجال التمريض يعملون دون مستوى مهاراتهم، إذ يعمل الكثير منهم مساعدين بأجر منخفض ومساعدي تمريض منزلي وفي مجال العمالة المنزلية.

ستساعد عملية تبسيط إجراءات إعادة اعتمادهم في تعزيز أطقم التمريض في فترات النقص الفوري. من المنطقي أيضاً إعطاء أولوية للتعيين في المنشآت التي تعاني من ضعف الخدمات، مثل دور المسنين.

اقرأ أيضاً: لماذا يعاود شلل الأطفال الظهور بعدما أوشك على الاختفاء؟

وأخيراً، طال انتظار رقابة أفضل على برنامج عمل خريجي الجامعات الأميركية الأجانب. يمنح برنامج التدريب العملي الاختياري تأشيرة عمل تبلغ مدتها 3 سنوات لبعض التخصصات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. من الصعب تفسير أن خريجي الصحافة والعلاج بالمسرح يتأهلون لوظائف، بينما يجري استبعاد التمريض. يمكن لذلك التغيير إضافة عشرات الآلاف من الممرضين المستقبليين في لمح البصر.

الاستفادة من العدد الكبير للممرضين الطموحين والمؤهلين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة سيقوي نظام الرعاية الصحية للجائحة المقبلة، ويقلل من الاعتماد على التوظيف بعقود مؤقتة، ويعيد ديناميكيات سوق العمل المعطلة إلى أرض الواقع. ستوفر القوى العاملة الأكثر استدامة في مجال التمريض المال وتنقذ الأرواح في النهاية.