حلفاء "الزعيم الصيني" الجدد.. القائمة الكاملة لتغييرات "شي" في الحزب الشيوعي

رئيس الصين كشف عن أقوى هيئة سياسية في البلاد عزّز فيها تواجد حلفائه على حساب الخصوم

شي جين بينغ، رئيس الصين، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين.
شي جين بينغ، رئيس الصين، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشف الرئيس الصيني شي جين بينغ النقاب عن أقوى هيئة سياسية في الصين يوم الأحد، والتي عزّز فيها تواجد حلفائه الذين أثبتوا ولاءهم على حساب الخصوم. وجاء إعلان اللجنة الدائمة بعد مؤتمر للحزب الشيوعي ليرسّخ مكانة "شي" بوصفه القائد الأقوى منذ ماو تسي تونغ.

فيما يلي أبرز النقاط الرئيسية للمؤتمر:

اللجنة الدائمة

وضع "شي" ستة من المقربين منه في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، بما في ذلك رئيس شنغهاي السابق، لي تشيانغ، 63 عاماً، والذي يبدو أنه سيكون رئيس الوزراء القادم بعد تقاعد لي كه تشيانغ. ومن بين الترقيات الأخرى، ترقية قيصر مكافحة الكسب غير المشروع، تشاو ليجي، 65 عاماً؛ ووانغ هونينغ، رئيس سكرتارية الحزب، 67 عاماً؛ وسكرتير حزب بكين، تساي تشي، 66 عاماً؛ ودينغ شوكسيانغ، رئيس أركان "شي"، 60 سنة؛ وزعيم قوانغدونغ، لي شي، 66 عاماً. وكان مرتبطاً بالزعيم السابق هو جينتاو. وانضم هي لايفنغ إلى المكتب السياسي الأوسع، وهو في طريقه لتولي منصب ليو هي بصفته المستشار الاقتصادي الأعلى لشي.

رئيس الصين يعين حلفاء له بمركز السلطة في البلاد

السياق: تأتي ترقية "لي تشيانغ" على الرغم من الاستياء واسع النطاق من إغلاق شنغهاي لاحتواء تفشي "كوفيد"، حيث عانى النمو نتيجة لذلك. وفي حال أصبح رئيساً للوزراء، فسيكون أول شخص لم يشغل من قبل منصب نائب رئيس الوزراء منذ تشو إن لاي. أما تساى تشي فهو حليف وثيق آخر لـ"شي" بدون خبرة في الحكومة المركزية، وهو أكبر مسؤول حزبي في بكين وخدم لفترة طويلة في مقاطعة تشجيانغ، واحدة من أغنى المناطق في الصين، حيث عمل "شي" أيضاً في وقت سابق من حياته المهنية.

إشارات على تغييرات محتملة بفريق السياسة الاقتصادية في الصين

خروج المنافسين المحتملين

سيتنحّى نائب رئيس الوزراء هو تشون هوا، الذي كان يُنظر إليه في يوم من الأيام على أنه رئيس محتمل، عن المكتب السياسي. كما سيخرج رئيس الوزراء لي كه تشيانغ أيضاً من قيادة الحزب، على الرغم من أنه سيبقى في رئاسة الوزراء لبضعة أشهر. ومن بين الأشخاص الذين خرجوا من مجموعة قيادة الحزب الأوسع نطاقاً قيصر الاقتصاد ليو هي، ومحافظ البنك المركزي يي غانغ، والمنظم المصرفي غو تشوكينغ، على الرغم من أن هذا لا يضمن أنهم سيفقدون مناصبهم الحكومية الحالية.

ماذا قال رئيس الصين في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم اليوم الأحد؟

السياق: أعضاء اللجنة الدائمة الستة التابعون لـ"شي" جميعهم حلفاء مقربون، مما يضع أتباعه في مناصب رئيسية مسؤولة عن إدارة الحكومة ويزيل الانقسامات بين الحزب والدولة بشكل فعال في أعقاب حكم ماو تسي تونغ الفوضوي. وتأكيداً على تفوق "شي"، بدأ عدد متزايد من مسؤولي الحزب في الإشارة إليه على أنه "الزعيم"، وهو لقب مدح موقر كان مخصصاً في السابق لماو تسي تونغ.

تكهنات هو جينتاو

عشية إزاحة الستار عن اللجنة الدائمة، تم اقتياد الرئيس السابق هو جينتاو، 80 عاماً، بعيداً عن المنصة علناً، حيث كان يجلس بجانب شي جين بينغ. ولم يكن هناك تفسير أولي، حيث بدا "هو" متردداً في المغادرة. وفي وقت لاحق، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن "هو" شعر بتوعك وإنه يتعافى الآن.

السياق: أثار خروج "هو" الدراماتيكي تكهنات واسعة حول ما إذا كان الرئيس السابق يُستبعد. وبدا "هو"، الذي سيبلغ الثمانين من عمره في ديسمبر، ضعيفاً بشكل متزايد في الظهور العام الأخير وبدا مرتبكاً عندما تم اقتياده من المسرح. ومع ذلك، قال البعض إنه حتى لو كان مريضاً، فإن طريقة خروجه تظهر أن "شي" يمتلك السيطرة المطلقة. ولم يظهر سلف "هو" في الرئاسة، جيانغ زيمين، 97 عاماً، خلال المؤتمر.

خسارة النساء

تغيب النساء عن المكتب السياسي لأول مرة منذ 25 عاماً، حيث فُزن بـِ11 فقط من أصل 205 مقعداً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهي زيادة طفيفة عما كانت عليه الحال قبل خمس سنوات. وتم تعيين 22 امرأة أخرى كعضوات مناوبات يمكنهن حضور الاجتماعات دون التصويت، وهو تحسن طفيف عن المؤتمر السابق. يُشار إلى أن نائبة رئيس الوزراء سون تشونلان، 72 عاماً، وهي قيصرة "كوفيد" في البلاد والمرأة الوحيدة في المكتب السياسي الحالي المكون من 25 عضواً، كانت غائبة عن القائمة كما هو متوقع بعد تجاوزها سن التقاعد. في حين خسرت المرشحتان لخلافتها.

الاقتصاد الصيني يظهر بوادر انتعاش مع تصاعد برامج الدعم

السياق: لا يزال النظام الأبوي يهيمن على الصين، مع وجود فجوة واسعة بين الجنسين على الرغم من الضمانات الدستورية للمرأة. وظهر نائب رئيس الوزراء السابق زانغ غاولي علناً في افتتاح المؤتمر على الرغم من كونه موضوع ادعاءات جنسية (تم التراجع عنها منذ ذلك الحين) من قبل نجمة التنس بينغ شواي. وفي خطابه خلال افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي، تعهد "شي" بدعم النساء، قائلاً: "سنظل ملتزمين بالسياسة الوطنية الأساسية للمساواة بين الجنسين، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للنساء والأطفال، وتعزيز مبادرات التنمية الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة".

الأمن

أعلن شي جين بينغ للعالم أن التنمية لا تزال "على رأس أولوياته"، لكن بقية رسالته إلى القيادة الصينية تروي قصة مختلفة. فقد ذكر كلمة "الأمن" 91 مرة في خطابه الافتتاحي أمام المؤتمر في بكين، مقارنة بـ55 مرة في تقريره الأخير قبل خمس سنوات. كما ظهر "الاقتصاد" 60 مرة هذا العام- وهي المرة الأولى التي طغت عليها القضايا الأمنية في بيان السياسة البالغ الأهمية منذ تولي الحزب السلطة في عام 1949.

السياق: تتدهور علاقات الصين مع الولايات المتحدة وأوروبا بسبب مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك قمع البلاد للحقوق في هونغ كونغ وشينجيانغ، وتهديداتها تجاه تايوان، ورفض إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وجهود -نفتها الصين- لسرقة التكنولوجيا الأميركية، ودفعها لمزيد من النفوذ عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركيتين.

الضغط على تايوان

في افتتاح مؤتمر الحزب، تلقى "شي" تصفيقاً حاراً لقوله إن بإمكان بكين أن تأخذ تايوان "دون أدنى شك". بعد ذلك بيوم، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن الصين قررت الاستيلاء على ديمقراطية الحكم الذاتي استناداً إلى "جدول زمني أسرع بكثير" مما كان يُعتقد سابقاً. وفي 23 أكتوبر، تم تعديل دستور الحزب الشيوعي "لمعارضة الاستقلال التايواني بشدة واحتوائه". كما يدعم نموذج "دولة واحدة ونظامان" لتايوان.

"حرب الرقائق" تُشعل سباق التسلح التكنولوجي بين الدول

السياق: قال "شي" إن التوحيد مع تايوان ضروري لاستكمال تجديد شباب الصين، على الرغم من أن استطلاعات الرأي التي أُجريت على الناس في الجزيرة تظهر أن معظمهم يرغبون في الاستمرار في إدارة شؤونهم الخاصة ويرون أن نموذج "دولة واحدة ونظامان" فشل في هونغ كونغ. وستؤدي السيطرة على الجزيرة إلى توسيع النطاق العسكري للصين، لكن الرئيس جو بايدن قال إن الولايات المتحدة سترد عسكرياً على أي هجوم غير مسبوق. وتُعدّ الجزيرة بالغة الأهمية لإمدادات الرقائق العالمية.

الاقتصاد

تم تكريس زيادة التركيز على التقدم في التقنيات الأساسية والتوزيع الأكثر عدالة للنمو بشكل أكبر من خلال كتابته في ميثاق الحزب، الذي يذكر الآن شعارات "شي" التي تدعو إلى "الرخاء المشترك" (الحد من عدم المساواة)، و"مرحلة التنمية الجديدة" (موازنة النمو مع الأهداف الأخرى مثل الأمن والاستدامة)، والموهبة باعتبارها "المورد الأعلى" (مزيد من التركيز على رأس المال البشري لمواجهة تحديات التكنولوجيا).

الولايات المتحدة تستهدف توسيع حظر التكنولوجيا على الصين

السياق: افتتح "شي" المؤتمر بتعهده بتنظيم الثروة، ما أدى إلى تكهنات بأن البلاد يمكن أن تفرض ضرائب على الممتلكات والميراث سعياً لتحقيق هدفها في "الرخاء المشترك". وعلى صعيد التكنولوجيا، وسعت إدارة "بايدن" قبل المؤتمر القيود المفروضة على وصول الصين إلى التكنولوجيا الأميركية، في خطوة يمكن أن تعيق بشدة طموحات الصين في مجال الرقائق. كما استدعى منظمو التكنولوجيا الصينيون شركات الرقائق المحلية لإجراء محادثات عاجلة لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قُدماً.