سُبل تجنب النزاعات في العمل مع العودة إلى المكاتب

التعرف على نوعية الشخصية الأساسية لزميلك الذي يتسبب بمشكلات يعينك على التعامل معه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فقدنا جميعاً بعد انعزالنا لوقت طويل خلال اشتداد انتشار الوباء عالمياً مهارات إدارة الشخصيات الصعبة المراس، التي تبدو أحدّ من أي وقت مضى. وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة الموارد البشرية وإدارة المزايا "لايف ووركس" (LifeWorks) في يونيو أن نحو ربع المشاركين يواجهون نزاعاً أو عدوانية متزايدة في مكان العمل، وأن أكثر من ثلثهم يقولون إن مؤسستهم لا تقدّم تدريباً أو دعماً للتعامل مع ذلك. قالت آمي غالو، مؤلفة كتاب (Getting Along: How to Work With Anyone) عن كيفية التوافق مع الآخرين في العمل، حتى صعبي المراس منهم، أن جداول العمل الهجينة تُصعّد الخلافات، لأن "الأمور تتفاقم بغياب مجال الحوار في الردهة لتيسير الأمور".

الموظفون بدأوا يجيدون تحصيل الترقيات أثناء عملهم عن بعد

نُشر الكتاب الشهر الماضي وهو يُضنِّف الزملاء صعبي المراس إلى أنواع أساسية، مفصلاً دوافع سلوكهم الفوضوي واستراتيجيات التعامل مع كلٍّ منهم. لا بد أنك تعرف هذه الشخصيات من المكتب جيداً، فهناك المتشائم صاحب عبارة "خطتك لن تنجح أبداً"، والمعذَّب الذي يحدّث نفسه قائلاً: "أنا عانيت، لذا ستعاني أنت أيضاً"، وهناك الزميل السلبي العدواني الذي يشتكيك وراء ظهرك، والمتسلق الذي يسترق الثناء على عملك. تحدّثنا إلى غالو لنحصل على نصائحها بشأن إدارة الخلافات في مكان العمل، وفيما يلي نص المقابلة الذي صيغ بتصرف لأغراض الوضوح والاختصار.

  • ما أفضل عقلية للتعامل مع زميل عمل كارثي؟

يجب أن تتصرف كراشد وتتعاطف معه، فلن تساعدك الكراهية أو شيطنة شخص يتسبب في الأذى، كما أنها بالتأكيد لن تفيدك. ربما تشعر بفضول لمعرفة سبب تصرفه بهذه الطريقة، ولعلك منفتح على فكرة السماح لعلاقتكما بالتحول، وهو أمر مهم في أي علاقة تسبب لك التوتر. بعد ذلك عليك اكتشاف السلوكيات التي يظهرها زميلك وتحديد نموذجه الأصلي. أحياناً لا يقع الأشخاص ضمن نموذج واحد بالكامل، لكن يمكنك استخدام التكتيكات الخاصة بكل منها ومعرفة ما سينجح. تعامل مع الأمر كتجربة.

  • هل هناك استراتيجيات شاملة؟

تكمن إحدى التكتيكات الملائمة للتعامل مع كثير من السلوكيات السيئة في محاولة وضع معايير للفريق تستبق هذا السلوك. مثلاً، إذا كان شخص ما يقاطع حديثك باستمرار، فيمكنك أن تجعل عدم مقاطعة المتحدثين لبعضهم معياراً. لا ينبغي أن تكون الأكبر سناً أو الأعلى مركزاً في الفريق لتقول: "هل يمكننا جميعاً الاتفاق على بعض المعايير؟".

  • زميل مدعي علم.. كيف يجب التعامل معه؟

يتمثل السلوك الكلاسيكي لمدعي العلم بكل شيء بمجرد نشر المعلومات وإصدار إعلانات دون بيانات أو أدلة داعمة، لذا تأكد جيداً ألّا تدع هذا الشخص يتفوّه بالحقائق دون أدلة فعلية. إن استطعت جعله يدرك أنك لن تسمح لتصريحاته هذه بالمرور مرور الكرام، فسيجعله ذلك يأخذ حذره.

  • كيف تصر على معرفة البيانات دون أن تبدو عدوانياً؟

قل شيئاً من قبيل: "قولك إن عملائنا لا يهتمون بميزة المنتج هذه مثير للاهتمام. كيف تعرف ذلك؟" أو: "أعتقد أننا نعمل وفق معلومات مختلفة لأني لم أرَ بيانات تدعم ذلك". ما تقوله هو أنك لن تدع الأمر يمر ببساطة.

  • ماذا عن الشخص الذي يقاطع حديثك؟

استبق المقاطعة بالقول: "من فضلك، هل يمكن تأجيل أي تعليقات أو أسئلة حتى أنتهي؟" أو "المقاطعات تشتت تركيزي، سأكون ممتناً لو سمحت لي بإنهاء أفكاري قبل مشاركة ما لديك". إن تعرّضت للمقاطعة فعلاً، يمكنك القول: "دعني أنتهي من شرح وجهة نظري، أنا حقاً أود سماع ما تريد قوله".

  • ما الخطأ الأشيع في مكان العمل عند حدوث نزاع؟

يقرر الناس أن الأمر لا يهمهم وربما يأملون أن يلاحظ أحدهم ما يجري أو أن يغادر هذا الزميل. يمكن أن يكون الانتظار طويلاً جداً! أنا أعرف أن قلة من الأشخاص يمكنهم إنهاء النزاع بنجاح، لكنهم عوضاً عن ذلك، يقمعون مشاعرهم وينتهي بهم المطاف بالشعور بمزيد من التوتر. يمكن أن تعاود هذه المشاعر الظهور بطرق عدوانية سلبية، أو عبر إساءة معاملة شخص ما خارج الموقف بسبب الإحباط من الاضطرار للتعامل مع زميل صعب المراس.

  • ماذا تقترحين على من يعانون من ذلك؟

لن يدفعك الأشخاص السلبيون خارج المسار الصحيح إن كانت لديك هوايات ومجتمع وأصدقاء وعائلة، لأنك تكون أشد منعة. إن كان 90% من الأشخاص الذين تتفاعل معهم لطيفين، فاقضِ وقتاً بالتفكير بهم والتفاعل معهم قدر الإمكان.

  • ماذا عن محاولة جعل الشخص يفهم كم هو مزعج؟

نادراً ما يلهم الشعور بالعار الناس ليحسنوا التصرف، بل إنه يجعل معظمنا يتمادى فيما يفعله أكثر.

  • متى يكون مقبولاً إبلاغ المديرين أو الموارد البشرية؟

إن جرّبت عديداً من الأساليب لتحسين العلاقة ولم ينجح أي شيء، يكون رائعاً طلب مساعدة شخص لديه المهارات والحافز والسلطة للقيام بشيء حيال ذلك. لكن كثيراً ممن نلجأ إليهم غالباً لا يملكون المهارات أو لا يهتمون بما يكفي لفعل أي شيء.

  • ماذا لو لم ينجح أي شيء؟

إن لم تحرز تقدماً، فعليك أحياناً حماية حياتك المهنية ورفاهيتك والابتعاد عن تلك العلاقة. كما يجب عليك أيضاً توثيق ما يحدث، حتى تمتلك دليلاً على ما حدث بالفعل بمرور الوقت فإن بلغ السيل الزبى، يكون لديك دليل على ما حدث بالفعل ويمكنك حماية نفسك.