الأسهم الصينية المدرجة بأميركا تنتعش بعد موجة بيع قياسية

مشاة أمام لوحة تعرض بيانات ومعلومات عن سوق الأسهم الصينية
مشاة أمام لوحة تعرض بيانات ومعلومات عن سوق الأسهم الصينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتعشت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بعد خسارة نحو 93 مليار دولار من قيمتها السوقية في عمليات البيع التاريخية التي سُجلت يوم الإثنين ودفعت الأسهم إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من تسعة أعوام.

ارتفع مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China)، الذي يضم 65 سهماً صينياً، بنسبة 4.6% في نيويورك، وهو أكبر مكسب خلال اليوم في ثلاثة أسابيع، بعد انخفاض قياسي قدره 14% يوم الإثنين. جاءت شركة "آيكيي" (iQIYI)، وهي إحدى مزودي خدمات البث في الصين، ضمن أفضل الشركات أداءً، حيث قفزت أسهمها بنسبة 9.5%، بينما قفزت أسهم شركات السيارات الكهربائية "نيو" (Nio) و"إكس بانغ" (XPeng) بأكثر من 10% لكل منهما.

الأسهم الصينية المدرجة بأميركا تنخفض لأدنى مستوياتها في 9 سنوات

توقفت نوبة بيع الأسهم يوم الثلاثاء، حيث قيم المستثمرون التداعيات السياسية لفترة الولاية الثالثة للرئيس الصيني شي جين بينغ. وأسند شي المناصب الرئيسية في أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد للموالين له، ما أثار مخاوف المستثمرين من إمكانية احتفاظ الصين باستراتيجية "صفر كوفيد" ونهجها المتشدد تجاه شركات التكنولوجيا، وهي سياسات تسببت بالفعل في خسائر فادحة في الاقتصاد.

مكاسب هونغ كونغ

جاء هذا الانتعاش عقب مكاسب الأسهم المدرجة في هونغ كونغ، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 3%. تحول المستثمرون الأجانب إلى مشترين صافين للأسهم الصينية يوم الثلاثاء بعد تسجيل عمليات بيع قياسية في الجلسة السابقة، عندما تخلصوا من ما قيمته 2.5 مليار دولار من أسهم البر الرئيسي. ومع ذلك، سجل اليوان الصيني في الخارج مستوى قياسي منخفض جديد.

يعمل بعض المستثمرين على دعم الأسهم الصينية حتى بعد تبديد الآمال قريبة المدى في إعادة الانفتاح الاقتصادي السريع والإغاثة المالية الشاملة.

تعليقاً على الأمر، قال ماركو كولانوفيتش، كبير استراتيجي الأسواق العالمية في "جي بي مورغان تشيس"، إن التراجع السريع الذي سُجل يوم الاثنين لم يكن مرتبطاً بالأساسيات وأتاح فرصة للشراء.

بعد فقدان الأسهم 13 تريليون دولار.. بوادر التحول تلوح في الأفق

قال سكوت هيلفشتاين، رئيس الحلول الموضوعية في "غلوبال إكس إي تي إف إس" (Global X ETFs): "في مرحلة ما، ستبدأ الصين في إعادة الانفتاح، مما سيجعل الاقتصاد يتمتع بوضع أفضل، بالتالي يمكن أن تصبح أخبار الصين جيدة بشكل غير متوقع خلال الأشهر القليلة المقبلة".

تجنب المخاطرة

مع ذلك، أظهر النطاق المحدود للانتعاش يوم الثلاثاء أن الرغبة في المخاطرة تجاه الأسهم الصينية ظلت منخفضة نظراً لتباطؤ الاقتصاد والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.

قال تشارلز هنري مونشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك سيز (Banque Syz)، إنه يتجنب الأصول الصينية مع استمرار ضعف المستهلكين وأزمة العقارات في البلاد. أضاف في تعليقات عبر البريد الإلكتروني: "ما يزال المستثمرون في الغرب ينظرون إلى الأسهم الصينية باعتبارها أصولاً لا يمكن الاستثمار فيها".

مقاطعة الرهن العقاري تظهر عمق أزمة العقارات في الصين

قال استراتيجيو "سوسيتيه جنرال"، بمن فيهم فرانك بنزيمرا، إن مكانة الأسهم الصينية تراجعت، ودعا إلى علاوة مخاطر أعلى بعد أن أكد مؤتمر الحزب الشيوعي اتجاه السياسة وركز بشكل أكبر على الأمن القومي.

قال الاستراتيجيون في مذكرة: "لقد ازدادت المراهنات على الأسهم الصينية هذا العام بسبب التباين في السياسة وتوقع التحفيز الاقتصادي، لكننا كنا مخطئين"، مضيفين أن الأسهم الصينية ستعاني لتتفوق على أقرانها العالميين لحين تخفيف سياسة "صفر كوفيد".