النفط يسجل أعلى زيادة في أسبوع مع ارتفاع قياسي في الصادرات

عامل يسير باتجاه كابينة شاحنة بنزين في محطة تكرير النفط التابعة لشركة فاليرو إنيرجي في ممفيس، بتينيسي في الولايات المتحدة.
عامل يسير باتجاه كابينة شاحنة بنزين في محطة تكرير النفط التابعة لشركة فاليرو إنيرجي في ممفيس، بتينيسي في الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار النفط بعد تصدير الولايات المتحدة كمية قياسية من البترول الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي، ووفرت بذلك بعض الوضوح حول الاتجاه الصعودي في مستقبل الطلب الذي هيمنت عليه مؤخراً مخاوف تدهور الأوضاع الاقتصادية.

ارتفعت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط المستقبلية بنسبة تزيد على 3%، وهي أعلى نسبة زيادة في أسبوع، حتى تستقر بالقرب من 88 دولاراً للبرميل.

وصل إجمالي صادرات الولايات المتحدة البترولية إلى 11.4 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.

ماذا يعني سحب الولايات المتحدة من احتياطي النفط الاستراتيجي؟

توقعات بانخفاض العرض

تدهورت توقعات عرض الوقود مع استمرار انخفاض مخزون البنزين وزيت الديزل في منطقة الساحل الشرقي بالولايات المتحدة، والتي كانت منخفضة بالفعل إلى مستويات حرجة.

سحبت الأسواق كمية من مخزون النفط الخام أصغر من المتوقعة وتبلغ نحو 2.59 مليون برميل تقريباً بالكامل وقد تركز اهتمامها مباشرة على ارتفاع رقم الصادرات.

وقال روب ثومل، مدير المحافظ لدى شركة "تورتويز كابيتال أدفايزرز"، التي تدير أصولاً مرتبطة بقطاع الطاقة بنحو 8 مليارات دولار: "كل من ارتفاع الصادرات وانخفاض مخزون البنزين يشيران إلى أننا سنحتاج مزيداً من نفط الولايات المتحدة مستقبلا".

في نفس الوقت، انخفض أحد مؤشرات قياس قيمة الدولار لليوم الثاني إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، ما رفع جاذبية االسلع التي تُقوّم أسعارها بالعملة الأميركية.

"غولدمان ساكس": شح الديزل يرفع سعر الوقود بنصف الكرة الشمالي

شهدت أسعار النفط انخفاضاً مستمراً منذ حلّق خام غرب تكساس الوسيط المعياري بالولايات المتحدة إلى ذروة تجاوزت 120 دولاراً للبرميل في يونيو الماضي، متأثرة سلباً إلى حد كبير بقوة العملة الخضراء وتعاظم مخاوف الركود الاقتصادي مع رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لمقاومة التضخم.

ضغوط متناقضة

تشهد أسواق النفط ضغوطاً متناقضة إذ ينشغل التجار بتوقعات قاتمة للطلب وفي نفس الوقت يرون انخفاضاً متوقعاً في المعروض وسط تخفيض تحالف "أوبك+" للإنتاج وتفعيل العقوبات الأوروبية على النفط الروسي تفعيلاً كاملاً.

بعض المراقبين يتطلعون إلى الصين أملاً في أن يروا علامات على انتعاش اقتصادي محتمل، مما قد يساعد على تعويض انخفاض الطلب مع تصاعد مخاوف الركود في مناطق أخرى. غير أن الرياح المعاكسة مستمرة وثابتة في البلاد ويستمر ظهور الدلائل على ضعف أداء الاقتصاد الكلي. فقد تباطأ الاقتصاد في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام، في شهر أكتوبر، وفق مؤشر تصدره "بلومبرغ"، مما يعني أن تعافي النشاط خلال الشهر الماضي لم يكن كافياً لتغيير الصورة القاتمة عن أوضاع البلاد الاقتصادية.

أسعار عقود النفط المستقبلية:

عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر قفزت بقيمة 2.59 دولار لتستقر على 87.91 دولار للبرميل.
عقود مزيج برنت تسليم شهر ديسمبر ارتفعت بقيمة 2.17 دولار إلى 95.69 دولار للبرميل.

انتقادات سعودية

ارتفعت أسعار المستهلكين بسبب شُح المعروض من كل من النفط الخام ومنتجات البترول، ما دفع إدارة الرئيس بايدن إلى ضخ ملايين البراميل من الخام من الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة في محاولة لتهدئة الأسعار.

يراقب التجار حالة الاحتياطي الاستراتيجي من البترول مراقبة وثيقة، إذ إن الولايات المتحدة قد تضطر قريباً إلى شراء الخام حتى تعيد ملء مخازنها. وقد وجه وزير الطاقة السعودي يوم الثلاثاء نقداً إلى الدول الرئيسية المستوردة للنفط بسبب سعيها إلى لجم الأسعار عن طريق بيع مخزونها، محذراً من أن تناقص المخزون سوف يتسبب في المعاناة بالأشهر المقبلة.

وزير الطاقة السعودي يحذر من نضوب مخزونات النفط المخصصة للطوارئ