"ميتا" تتعثر وسط توقعات بضعف مبيعات الإعلانات

%55 تراجع سهم الشركة العام الجاري مع تقليص ميزانيات الجهات المسوقة

شعار شركة "ميتا" يظهر على هاتف ذكي بمنطقة بروكلين في نيويورك، الولايات المتحدة
شعار شركة "ميتا" يظهر على هاتف ذكي بمنطقة بروكلين في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أطلقت شركة "ميتا بلاتفورمز" توقعات لإيرادات الربع الأخير من العام الجاري عند الحد الأدنى من تقديرات المحللين، مما يظهر أن منصة وسائل التواصل الاجتماعي ما زالت تصارع ضعف سوق الإعلانات في ظل تباطؤ اقتصادي.

قالت الشركة المالكة لـ"إنستغرام" و"فيسبوك" إنها تتوقع تحقيق إيرادات تتراوح ما بين 30 و32.5 مليار دولار في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الجاري. كان المحللون يتوقعون تسجيل 32.2 مليار دولار، بحسب تقديرات جمعتها بلومبرغ.

هبطت الأسهم بما يفوق 12% خلال ساعات التداولات الممتدة وتراجعت بأكثر من 55% على مدى العام الحالي حتى وقت إغلاق التداول أمس الأربعاء.

تدخلات زوكربيرغ

تجابه "ميتا"، التي تجني غالبية أرباحها من الإعلانات، تراجع ميزانيات جهات التسويق جراء حالة عدم اليقين الاقتصادي والتعديل الأخير على قواعد خصوصية شركة "أبل" والتي جعلت إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي أقل نجاعة. قلصت الشركة من التكاليف من خلال إبطاء عمليات التوظيف وتضييق نطاق الأولويات للتركيز على الحفاظ على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة مؤثرة وتوسيع إصدارات الواقع الافتراضي.

لكن في ظل مرور "ميتا" بانخفاض محتمل في الإيرادات في المدى البعيد، قال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ إن الشركة تقوم "بتغييرات ملموسة على كافة الأصعدة لإدارة العمل بطريقة أكثر كفاءة وقد عززت من عمليات التدقيق في جميع جوانب مصروفات التشغيل".

"ميتا" تعلن تجميد التوظيف وتحذّر الموظفين من إعادة الهيكلة

خلال العام الجاري، عدلت "ميتا" عدداً من المكونات الأساسية في أعمالها. نظراً لأن تطبيق "تيك توك" الشهير التابع لشركة "بايت دانس" فاز بأوقات المستخدمين وجعلهم يعتادون على تغذية مقاطع الفيديو العمودية بحسب اهتمامات المستخدمين، فقد غيرت "ميتا" تجارب "فيسبوك" و"إنستغرام" لإظهار محتوى مختار بناء على قواعد الخوارزميات أكثر وبدرجة أقل وفق الأفراد الذين تتابعهم. ترمي مقاطع الفيديو القصيرة، التي يطلق عليها "ريلز" أو (Reels)، إلى تعزيز نسبة تفاعل المستخدمين وفرص جني العوائد من التطبيق.

رهان ميتافيرس

تراهن أيضاً الشركة، التي غيرت اسمها من "فيسبوك" لـ"ميتا" قبل سنة، بصورة كبيرة على "ميتافيرس" أماكن تجمع الواقع الافتراضي المعزز والتي يعتقد زوكربيرغ أنها ستحتضن مستقبل العمل والاتصال. يسفر هذا الجهد عن خسارة ميتا للمليارات، وتتوقع الشركة خسارة أموال أكثر من رهان "ميتافيرس" السنة المقبلة.

تتوقع "ميتا" حالياً أن يصل إجمالي المصروفات للعام الجاري لما يتراوح ما بين 85 مليار دولار و87 مليار دولار. أعلنت الأربعاء أن هذا الرقم سيزداد في 2023 ليتراوح ما بين 96 مليار دولار و101 مليار دولار.

المدير الإقليمي لـ"ميتا": اقتصاد "ميتافيرس" سيتخطى 360 مليار دولار بالشرق الأوسط خلال العقد القادم

قال زوكربيرج في بيان: "بينما نواجه تحديات في الأجل القريب فيما يتصل بالإيرادات، فإن الأساسيات متوفرة للعودة لنمو أقوى في الإيرادات ونحن نقترب من 2023 مع التركيز على ترتيب الأولويات والكفاءة مما سيساعدنا على تجاوز البيئة الموجودة حالياً وبزوغ شركة أقوى".

من المفترض أن يبقى إرث "ميتا" من منتجات وسائل التواصل الاجتماعي رائجاً بما فيه الكفاية لتوليد إيرادات من الإعلانات لتمويل الرؤية الخاصة بـ"ميتافيرس". خلال الربع الثالث من العام الحالي، قضى أشخاص أكثر بسنبة 4% أوقاتاً على منصات "ميتا" بصفة يومية، بالمقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، في ظل وجود 2.93 مليار مستخدم نشط يومياً. على أساس شهري، وصلت الشركة عملاقة قطاع التكنولوجيا لـ3.71 مليار مستخدم نشط.

مصاعب اقتصادية

قالت ديبرا أهو ويليامسون، وهي محللة في شركة "إنسايدر إنتليجنس" (Insider Intelligence): "تقف ميتا على أرجل مرتعشة عندما يرتبط الأمر بالحالة الراهنة لأنشطتها التجارية، وأبعد قرار زوكربيرغ صب تركيز شركته على المستقبل الواعد لـ"ميتافيرس" انتباهه عن معطيات مؤسفة في يومنا هذا، حيث إن ميتا ترزح تحت وطأة ضغوط غير معقولة جراء الظروف الاقتصادية العالمية المتدهورة، والمصاعب في ظل سياسة شفافية تتبع التطبيقات لـ"أبل"، والمنافسة من قبل الشركات الأخرى، بما فيها "تيك توك"، على كسب المستخدمين والأرباح".

لكن "ميتا" لا تعد شركة التكنولوجيا الوحيدة التي ترضخ للواقع الاقتصادي الجديد. أعلنت شركة "ألفابت" الثلاثاء عن تحقيق مستويات أرباح وإيرادات في الربع الثالث مخالفة لتوقعات المحللين. شهدت كل من شركة "غوغل"، التي كانت صامدة بطريقة فريدة من نوعها في مواجهة تراجع الإعلانات الرقمية للسنة الحالية ، وشركة "يوتيوب" تراجعاً في المبيعات بالمقارنة بالتوقعات.

أعلنت شركة "سناب" خلال الأسبوع الماضي عن نمو ربع سنوي للمبيعات هو الأبطأ في التاريخ حتى بعد قضاء السنة في تقليص أعمالها وإعادة توجيه أنشطتها التجارية. انخفضت أسهم "سناب" وشركة "بنترست" عقب صدور تقرير "ميتا".

خلال الربع الثالث للعام الجاري، حققت "ميتا" إيرادات وصلت إلى 27.7 مليار دولار، لتتجاوز بقليل متوسط ​​تقديرات المحللين التي بلغت 27.4 مليار دولار. وهبط صافي الدخل 52% بالمقارنة بنفس الفترة الربع سنوية من العام المنصرم لـ4.4 مليار دولار. ووصلت ربحية السهم لـ1.64 دولار، أي أقل من متوسط تقديرات ​​السهم عند 1.88 دولار.