"وول ستريت" ترى الرهان على سقوط الدولار الملك سابقاً لأوانه

استبعاد بلوغ دورة الزيادة في أسعار الفائدة الأميركية ذروتها قريباً

موظف يعد الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرف العملات في جاكرتا بإندونيسيا
موظف يعد الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرف العملات في جاكرتا بإندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من السابق لأوانه انتهاء هيمنة الدولار الأميركي لأن دورة زيادة أسعار الفائدة الأميركية ربما لا تكون قريبة من ذروتها.

وذلك هو الاعتقاد الراسخ لدى مديري الثروة في شركتي "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" و"فايف ستار أسيت مانجمنت" (Fivestar Asset Management) حتى عقب ملامسة مؤشر العملة الخضراء أدنى مستوياته خلال شهر يوم الخميس. ويعزز الرهان على أن البنك المركزي سيتبنى وتيرة أبطأ في زيادة أسعار الفائدة وجود علامات على أن التشديد القوي للسياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بدأ في إحداث تأثير سلبي على أداء الاقتصاد.

دولار قوي

لكن المضاربين على صعود الدولار ما زالوا يتمتعون بأعصاب هادئة، حيث يقول المستثمرون إن بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد ومخاوف ركود عالمي والتوترات الجيوسياسية المحتدمة في أوروبا يتعين أن تدعم الطلب على العملة الأميركية.

مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يتطلعون لرفع الفائدة إلى مستويات أعلى مما هو متوقع

أوضح لين ستيلي، كبير مسؤولي الاستثمار الدولي للدخل الثابت في"جيه بي مورغان" أنه: "في الوقت الحاضر، يُصعب نسبياً توقع ما الذي سيتسبب في ضعف الدولار من المستوى الحالي، ولم يصل بنك الاحتياطي الفيدرالي لذروة سعر الفائدة حتى الآن، ويبدو أن الاقتصاد الأميركي أكثر قدرة على الصمود قليلاً من بعض الاقتصادات الأخرى بالخارج".

يفكر المستثمرون ملياً في اتجاه الدولار عقب رفع سعر الفائدة بمقدار أقل من المتوقع من قبل بنك كندا المركزي، مما أثار تكهنات حول الموقف الحذر الذي تتبناه البنوك المركزية الأخرى. واستفحل صعود الدولار على مدى 4 شهور في كافة أنحاء العالم إذ انخفضت مجموعة من العملات لأدنى مستويات لها في عدة أعوام، بينما صعدت تكاليف الواردات بالبلدان النامية.

يلين تعترف بأن أولوية السيطرة على التضخم في أميركا سترهق الاقتصادات النامية

دفعت قوة العملة الأميركية المسؤولين للتحرك، مع تدخل صُنّاع السياسة النقدية بداية من اليابان إلى تشيلي لحماية عملاتهم رغم أن التدابير المتخذة لم ينجم عنها سوى نتائج محدودة.

يعتلي القمة

شجعت سلسلة مكاسب الدولار أمثال أياكو سيرا من بنك "سوميتومو ميتسوي ترست بنك" (Sumitomo Mitsui Trust Bank) على الزعم بأن قوة العملة ربما تتلاشى قريباً. وقالت: "سيحتاج الأمر بعضاً من الوقت للتأكد ما إذا كان الدولار قد وصل لذروته لكن أوضاع السوق بدأت تتناسب مع بلوغ الدولار للقمة".

صعد مؤشر بلومبرج للدولار الفوري 0.1% الخميس ليتجه صوب تسجيل أول مكاسبه خلال 3 جلسات تداول.

ارتفاع الدولار القياسي يضع العملات الأوروبية عند أدنى مستوياتها التاريخية

البعض الآخر أقل ثقة. فقد كتب وين ثين، رئيس وحدة استراتيجية العملة في شركة "براون براذرز هاريمان أند كو" (Brown Brothers Harriman & Co) بنيويورك في رسالة: "بينما قد يثبت الدولار قبيل انعقاد اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، فإن المؤشرات الأساسية للعملة تبقى إيجابية".

أسعار الفائدة

على ما يبدو أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي منقسمون إزاء وتيرة تشديد السياسة النقدية. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر، إن المسؤولين على الأرجح سيرفعون أسعار الفائدة "أعلى كثيراً" من 4% السنة الجارية في حين قال نظيره من شيكاغو تشارلز إيفانز: قد تكون الزيادة المفرطة باهظة الكلفة وتوجد حالة عدم يقين كبيرة بشأن الطريقة التي يتعين أن تصبح معها السياسة تقييدية فعلياً".

هيديو شيمومورا من شركة "فايف ستار أسيت مانجمنت" غير مستعد لتحديد وقت معين لنهاية صعود الدولار.

قال شيمومورا، كبير مديري محفظة الأصول في طوكيو: "لا أعتقد أننا رأينا نقطة تحول للدولار، من الممكن ألا يحدث ذلك حتى نحصل على رؤية أكثر وضوحاً حول المدي الذي ستبلغه زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة".