أسهم التكنولوجيا تضغط على المؤشرات الأميركية.. و"ميتا" عند أدنى مستوى منذ 2016

هوى سهم "ميتا بلاتفورمز" بنسبة 25% بعدما خفضت بنوك استثمارية التصنيف الائتماني للسهم في أعقاب الأرباح المخيبة

أحد المتعاملين في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 26 أغسطس 2022. تفاعلت السوق يوم الخميس 27 أكتوبر مع إشارات متضاربة حملتها نتائج أعمال الشركات
أحد المتعاملين في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 26 أغسطس 2022. تفاعلت السوق يوم الخميس 27 أكتوبر مع إشارات متضاربة حملتها نتائج أعمال الشركات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جلسة أخرى من التقلبات شهدتها "وول ستريت" اليوم الخميس، حيث ركّز المستثمرون على الإشارات المتضاربة التي حملتها نتائج أعمال الشركات الكبرى، وكذلك البيانات الاقتصادية المتباينة.

أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على انخفاض بنسبة 0.6% بعد تذبذبه في المنطقتين الخضراء والحمراء خلال الجلسة، في حين أغلق مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بأكثر من 1.6%. وهوى سهم "ميتا بلاتفورمز" بنسبة 25%، مسجلاً أدنى مستوى له منذ عام 2016، وذلك بعدما خفّضت ثلاثة بنوك استثمارية على الأقل التصنيف الائتماني للسهم في أعقاب الأرباح المخيبة التي أعلنت عنها الشركة. لكنَّ سهم "كاتربيلر" سجل أكبر ارتفاع له في عامين، بعدما سلّطت الشركة الضوء على وجود طلب قوي على الشراء.

"ميتا" تتعثر وسط توقعات بضعف مبيعات الإعلانات

انخفضت كذلك أسهم شركتي "أمازون" و"أبل"، وهما من الشركات الكبرى التي من المقرر أن تعلن عن نتائج أعمالها اليوم، إذ أدى ضعف الأرباح المعلن عنها هذا الأسبوع من قبل الشركات المنافسة إلى تراجع معنويات المستثمرين بشأنها، وإلى تسليط الضوء أيضاً على الآثار المترتبة على تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.

بيانات الناتج المحلي

كان رد فعل الأسواق متبايناً بشأن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، فقد أظهر التقرير أنَّ الاقتصاد الأميركي انتعش في الربع الثالث بعد انكماشه خلال الربعين السابقين، الأمر الذي خفف لفترة وجيزة من حدة المخاوف بشأن ركود وشيك.

لكنَّ البيانات أظهرت أنَّ الإنفاق الاستهلاكي ما يزال عرضة للضغوط بسبب التضخم. وقد ارتفعت سندات الخزانة الأميركية، مع انخفاض عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4%، وسط تكهنات بشأن إبطاء وتيرة رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. أما الدولار الأميركي؛ فقد ارتفع بعد تراجعه ليومين.

الاقتصاد الأميركي ينمو بالربع الثالث وسط صمود الاستهلاك في وجه التضخم

قالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في "سيتي إندكس" (City Index)، إنَّ أسواق الأسهم والعملات تستوعب هذه المعلومات بشكل مختلف، ما يدل على أنَّه من الصعب معرفة ما يخطط له بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك.

أضافت سينكوتا في مكالمة هاتفية: "بالنسبة إلى الدولار الأميركي؛ يتم تفسير هذه المعلومات بأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما سيبقي على هذا المسار المتشدد لفترة أطول.. أما سوق الأسهم؛ فتقرأ ذلك بشكل مختلف تماماً، كما لو أنَّها تتوقَّع أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي يتحرك نوعاً ما نحو تشدد أقل".

مسار التشديد

على أي حال، قد لا تعطي أرقام الناتج المحلي الإجمالي صورة كاملة للمستثمرين عن الوضع الحالي للاقتصاد، كونها تشير إلى فترة سابقة، وفق ما قاله توم هينلين، محلل الاستثمار الاستراتيجي في "يو إس بنك ويلث مانجمنت" (US Bank Wealth Management). أشار هينلين إلى أنَّ المتداولين سيكونون أكثر تركيزاً على بيانات التضخم لشهر أكتوبر، وتقرير الوظائف القادم، من أجل الوقوف على مزيد من الإشارات بشأن مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.

ما يزال خبراء الاقتصاد يتوقَّعون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع النقطة المئوية للمرة الرابعة على التوالي عندما يجتمع الأسبوع المقبل.

قال هينلين: "المحرك الأول لأداء سوق المال في الوقت الحالي، هو هذه المناقشة حول المدى الذي سيبلغه الاحتياطي الفيدرالي إلى حين الانتهاء من رفع أسعار الفائدة، والفترة الزمنية المتبقية لذلك، ومتى يبدأ في خفض هذه المعدلات عندما يصل التضخم إلى المستوى الذي يريده؟ أما المحرك الثاني؛ فهو أرباح الشركات: هل سيستمر التراجع؟ هل هو هبوط كبير بالقياس مع توقُّعات عام 2023؟ هذا الأمر ما يزال مجهولاً".

آراء الاقتصاديين حول بيانات الناتج المحلي الإجمالي

"من ناحية أخرى، من الجيد أن نرى أنَّ الاقتصاد مستمر في النمو، وهذا من شأنه أن يبشر بالخير لسوق الأسهم. مع ذلك، ونظراً لأننا في خضم معركة التضخم؛ فمن المرجح أن يشعر الاحتياطي الفيدرالي بأنَّه بحاجة إلى الاستمرار في اتخاذ موقف أكثر تشدداً بشأن رفع أسعار الفائدة". كريس زاكاريلي - كبير مسؤولي الاستثمار في "إندبندنت أدفايزور ألاينس"

"ربما يشعر المستثمرون بالارتياح من أرقام الناتج المحلي الإجمالي اليوم والتي فاقت التوقُّعات. يأتي هذا الإعلان في أعقاب بيانات الوظائف القوية لشهر سبتمبر، والتي تظهر أنَّه على الرغم من وجود ضغوط عميقة، إلا أنَّ سوق العمل ما تزال قوية من حيث صافي عدد الوظائف التي تخلقها. وقد ساعد ذلك في تعزيز الإنفاق الاستهلاكي. أما الجانب السلبي؛ فيتمثل في تزايد ديون بطاقات الائتمان في مقابل انخفاض معدلات الادخار بسبب التضخم الذي ما يزال قائماً". ريتشارد فلين، العضو المنتدب في شركة "تشارلز شواب - المملكة المتحدة"

"كان الطلب جيداً بالنسبة إلى الاقتصاد، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بأكثر من المتوقَّع (+2.6%) في الربع الثالث. تقدم معامل انكماش الناتج المحلي الإجمالي أقل من المتوقَّع (+4.1%). ربما تكون قصة التضخم هي الجزء الأكثر تأثيراً في هذه البيانات. سيتحوّل التركيز الآن إلى نشاط الربع الرابع. على الرغم من الأخبار عن تسريح العمال؛ ظلت مطالبات إعانة البطالة الأولية منخفضة. في الوقت الحالي، تعمل سوق الدخل الثابت على خصم مخاطر حدوث ركود على المدى القريب". ستان شيبلي، خبير اقتصادي في "إيفركورآي إس آي"

الأحداث الرئيسية المنتظرة هذا الأسبوع:

· قرار بنك اليابان المركزي بشأن السياسة النقدية، الجمعة.

· استطلاع جامعة ميشيغان حول الدخل الشخصي، والإنفاق الشخصي، ومبيعات المنازل، وثقة المستهلك في الولايات المتحدة، الجمعة.

فيما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

هبط مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 0.6% عند الإغلاق.

انخفض مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 1.6%.

ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.6%.

سجل مؤشر "إم إس سي آي العالمي" تغيراً بنسبة طفيفة.

العملات

ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.4%.

هبط اليورو بنسبة 1.1% إلى 0.9971 دولار.

انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.1575 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 146.20 ين للدولار.

العملات المشفرة

انخفضت عملة "بتكوين" 0.6% إلى 20,630.98 دولار.

ارتفعت عملة "إيثر" 0.6% إلى 1,562.65 دولار.

السندات

انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 7 نقاط أساس إلى 3.93%.

انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 15 نقطة أساس إلى 1.96%.

انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 17 نقطة أساس إلى 3.40%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 1.3% إلى 89.01 دولار للبرميل.

انخفضت العقود الآجلة للذهب 0.2% إلى 1,665.50 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg