روسيا تعلق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

يأتي القرار الروسي في أعقاب هجمات على سفن في شبه جزيرة القرم فقد اتهمت موسكو كلاً من أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف وراءها

أحد مفتشي الأمم المتحدة يتفقد السفينة "نورد فيند" التي ترفع علم بربادوس والقادمة من أوكرانيا محملة بالحبوب، في إسطنبول، يوم 11 أكتوبر 2022
أحد مفتشي الأمم المتحدة يتفقد السفينة "نورد فيند" التي ترفع علم بربادوس والقادمة من أوكرانيا محملة بالحبوب، في إسطنبول، يوم 11 أكتوبر 2022 المصدر: أ.ف.ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت روسيا عن تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، في أعقاب هجمات على سفن في شبه جزيرة القرم، حسب ما نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية.

قالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم السبت إنَّ هذه الخطوة تأتي "رداً على الهجوم الأوكراني الإرهابي في سيفاستوبول" بشبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أنَّ أوكرانيا هاجمت سفن أسطول البحر الأسود، وسفناً مدنية مشاركة في ضمان أمن "ممر الحبوب".

كان الجيش الروسي قد أعلن في وقت سابق اليوم أنَّه صدّ هجوماً بمسيّرات استهدفت أسطوله في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، متسبّباً بأضرار في إحدى السفن. واتهم أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف وراءه.

تسريع التفتيش يخفف أزمة تراكم سفن الحبوب الأوكرانية

وأعلنت موسكو عزمها على أن تطرح أمام مجلس الأمن الدولي قضية هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت ميناء سيفاستوبول، بالإضافة إلى الانفجارات التي خلّفت أضراراً في خطي أنابيب "نورد ستريم" لنقل الغاز في سبتمبر الماضي.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر "تليغرام"، إنَّ "الجانب الروسي يعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي، عبر مجلس الأمن، إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي نُفذت ضد روسيا في البحر الأسود وفي بحر البلطيق، ويشمل ذلك ضلوع بريطانيا أيضاً".

تنديد أوكراني

في الوقت الذي نقلت فيه وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني أنَّ "تركيا لم تتبلغ رسمياً" بانسحاب روسيا من الاتفاق الذي رعت أنقرة توقيعه مع الأمم المتحدة في إسطنبول؛ نددت أوكرانيا بما وصفته بـ"الذريعة الكاذبة" التي لجأت إليها روسيا لتبرير تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، داعية إلى الضغط على موسكو من أجل "الوفاء بالتزاماتها".

كتب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في تغريدة له: "موسكو تلجأ الى ذريعة كاذبة من أجل إغلاق ممر الحبوب الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عن ألاعيب الجوع، وأن تتعهد من جديد بالوفاء بالتزاماتها".

من جهتها، دعت الأمم المتحدة اليوم إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك في بيان: "من الحيوي أن تمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر"، مؤكّداً أنَّ لهذا الاتفاق "أثراً إيجابياً" لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.

كانت روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة قد وقَّعت اتفاقاً لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية. وأمس الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "جميع الأطراف"، إلى "بذل كل جهد ممكن" لتمديد الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب الأوكرانية، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة رفع "الحواجز" بسرعة أمام الصادرات الروسية. وقال دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش في بيان، إنَّ المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية "هي 120 يوماً، ويمكن تمديدها تلقائياً في 19 نوفمبر المقبل إذا لم يعترض أي طرف".

أضاف دوجاريك: "نحن لا نقلل من شأن التحديات، لكنَّنا نعلم أنَّه يمكن التغلب عليها"، مشدداً على أنَّ "الحكومات وشركات الشحن البحري، وتجار الحبوب، والأسمدة والمزارعين في كل أنحاء العالم، يحتاجون إلى إيضاح الأمور".

مخاوف روسية

في منتصف أكتوبر الجاري، قال المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، إنَّ موسكو قدَّمت لائحة مخاوف إلى الأمم المتحدة بشأن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مؤكداً أنَّ بلاده مستعدة لرفض تجديد الاتفاق الشهر المقبل ما لم تتم تلبية مطالبها.

أضاف غاتيلوف في مقابلة مع وكالة "رويترز" آنذاك أنَّ موسكو سلَّمت رسالة إلى أنطونيو غوتيريش تتضمَّن قائمة بالشكاوى، قائلاً خلالها: "إذا لم نرَ شيئاً يحدث على الجانب الروسي من الصفقة - تصدير الحبوب والأسمدة الروسية - فعندئذ؛ سيتعين علينا النظر إلى الأمر بطريقة مختلفة".

في رده على سؤال عما إذا كانت روسيا قد تمتنع عن دعم تجديد الاتفاق بسبب هذه المخاوف؛ قال غاتيلوف: "هذا احتمال قائم. لسنا ضد تصدير الحبوب، لكن هذا الاتفاق يجب أن يكون قائماً على التساوي والعدل، وأن تنفذه جميع الأطراف بإنصاف".

موقف واشنطن

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا "مشين".

أضاف خلال حديثه إلى صحافيين اليوم السبت: "ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك".

كانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريين واتسون، قد اعتبرت أن روسيا من خلال إعلانها عن تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية؛ تستخدم "الغذاء سلاحاً".

قالت واتسون في بيان: "روسيا تحاول مجدداً استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحاً، الأمر الذي يؤثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة وأسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلاً، بالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي".

السلع الزراعية